"النصر للسيارات" تعود للمنافسة.. استثمارات جديدة لدعم الإنتاج المحلى وتحقيق الاكتفاء الذاتى
شهد الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، صباح اليوم، فعاليات الاحتفالية المقامة بشركة النصر لصناعة السيارات التابعة لوزارة قطاع الأعمال العام، وذلك بمناسبة إعادة تشغيل مصنع الأتوبيسات وبدء الإنتاج بعد توقف دام نحو 15 عامًا.
كما تابع رئيس الوزراء أعمال التطوير الجارية داخل الشركة، التي تمثل إحدى العلامات البارزة في صناعة السيارات المحلية في مصر.
عودة قوية بعد سنوات من التوقف
تعد شركة النصر لصناعة السيارات من أقدم وأعرق الشركات المصرية في صناعة السيارات، ويمثل تاريخها جزءًا مهمًا من تطور الصناعة المحلية، إلا أن الشركة مرت بمرحلة من التوقف في أوائل الألفية الجديدة، ولكن في عام 2009، بدأت الشركة في خطوات جادة نحو استعادة طاقتها الإنتاجية، وهو ما تحقق فعلًا اليوم، بعد فترة من التحضيرات المكثفة.
إعادة تشغيل مصنع الأتوبيسات جاء في توقيت بالغ الأهمية بالنسبة للاقتصاد المصري، حيث تسعى الدولة إلى تعزيز صناعة السيارات المحلية والانتقال إلى تقنيات أكثر تطورًا، مثل السيارات الكهربائية، وهو ما يتماشى مع توجهات الحكومة نحو تحقيق الاكتفاء الذاتي في الإنتاج وتطوير صناعات وطنية قادرة على تلبية احتياجات السوق.
تطوير مستمر لدعم الصناعة الوطنية
تواصل شركة النصر لصناعة السيارات تنفيذ خطط تطوير شاملة تهدف إلى تعزيز الإنتاج المحلي والمساهمة في الاقتصاد الوطني، ومن أبرز الخطوات التي أقدمت عليها الشركة تطوير مصنع الأتوبيسات لإعادة تشغيله بطاقة إنتاجية تتناسب مع احتياجات السوقين المحلية والإقليمية.
في هذا السياق، أكد المهندس محمد شيمي، وزير قطاع الأعمال العام، أن إعادة تشغيل هذا المصنع تعد من الإنجازات الكبيرة التي تشهدها الشركة، وهو ما يسهم بشكل مباشر في تقليل الاعتماد على استيراد الأتوبيسات والمركبات الثقيلة، وتعزيز القدرة الإنتاجية للقطاع الصناعي المصري.
كما أشار إلى أن هناك خططًا لزيادة التعاون مع شركات محلية وعالمية لتوفير قطع غيار السيارات، ما يعزز من تنافسية المنتجات المصرية في الأسواق الإقليمية والدولية.
إسهامات شركة النصر في الاقتصاد المحلي
تمثل "النصر للسيارات" أحد الروافد الأساسية لتعزيز التصنيع المحلي في قطاع السيارات، ومنذ استئناف الإنتاج في عام 2009، عملت الشركة على تقليل الاعتماد على السيارات المستوردة، من خلال رفع القدرة الإنتاجية للمصانع وتطوير أساليب التصنيع لتواكب التقدم التكنولوجي في صناعة السيارات.
أبرز إسهامات الشركة في تعزيز الاقتصاد المحلي
1. تحقيق الاكتفاء الذاتي في صناعة الأتوبيسات
من خلال إعادة تشغيل مصنع الأتوبيسات، أصبح بإمكان مصر إنتاج أتوبيسات محلية بأعلى مستويات الجودة، ما يقلل من الاعتماد على الواردات ويعزز التنافسية المحلية.
2. التوجه نحو السيارات الكهربائية
في إطار رؤية مصر 2030، تتبنى شركة النصر للسيارات خططًا لتطوير سيارات كهربائية محلية، حيث أطلقت الشركة أول سيارة كهربائية مصرية تحت اسم "النصر E70" والتي لاقت استحسانًا في الأسواق المحلية، وتستهدف الشركة زيادة حصتها في سوق السيارات الكهربائية، تماشيًا مع التوجه الحكومي نحو تقليل الانبعاثات الكربونية.
3. تعزيز الصناعة المحلية من خلال التوريد المحلي
لم تقتصر إسهامات "النصر" على تصنيع المركبات فقط، بل قامت بتعزيز شراكاتها مع الشركات المحلية لتوفير قطع الغيار والمكونات الأساسية، ما يساعد في رفع كفاءة الصناعات المصرية الأخرى مثل صناعة المكونات الإلكترونية والميكانيكية.
4. توفير فرص عمل جديدة
عبر استثماراتها في تحديث المصانع وتوسيع نطاق الإنتاج، أسهمت الشركة في توفير العديد من فرص العمل للشباب المصري، كما تدعم التعليم الفني والتدريب في المجالات ذات الصلة.
التوسع في أسواق التصدير
ومع استمرار تطوير مرافق الشركة وزيادة قدرتها الإنتاجية، تسعى "النصر للسيارات" إلى التوسع في أسواق التصدير لتكون منافسًا قويًا على مستوى المنطقة.
وأكد المهندس محمد شيمي، في كلمته خلال الاحتفالية، أن الوزارة تعمل على تعزيز الشراكات الدولية والمحلية لتوسيع قاعدة العملاء وتحقيق الاستفادة القصوى من طاقات الشركة الإنتاجية.
كما أكد أن الحكومة مستمرة في دعم قطاع السيارات، خاصة في مجالات الإنتاج المحلي للسيارات الكهربائية، بما يتماشى مع استراتيجية الدولة نحو دعم الاقتصاد الأخضر وتقليل التأثيرات البيئية.