خبير بالشأن الإيرانى لـ"الدستور": فوز ترامب يُعيد طهران إلى مرحلة "الضغوط القصوى"
تحدث محمد شمص، الإعلامي والباحث السياسي المتخصص في الشأن الإيرانى، حول تبعات فوز الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على طهران والاتفاق النووي والصراع مع إسرائيل.
وقال شمص، في تصريحات لـ"الدستور"، إن الإيرانيين ينظرون إلى الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب على أنه يمثل خطرًا أكبر مقارنة بالرئيس السابق جو بايدن، وذلك بالنظر إلى سياسته العدوانية تجاه إيران في ولايته الأولى، حيث قام باغتيال قائد فيلق القدس بالحرس الثوري اللواء قاسم سليماني، وفرض عقوبات قصوى على الجمهورية الإسلامية، وأطاح بالاتفاق النووي الذي تم التوصل إليه في عام 2015.
ترامب الأكثر تشددًا مع إيران
وأوضح شمص أن ترامب، رغم عدم شنه حروبًا مباشرة، كان أكثر تشددًا مقارنة بالديمقراطيين الذين أطلقوا حروبًا في المنطقة، بما في ذلك دعم الحرب الإسرائيلية على غزة والهجمات على لبنان.
وأشار شمص إلى أن إيران ترسل اليوم إشارات تفيد بأنها مستعدة لاستئناف الحوار بشأن الاتفاق النووي مع القوى الكبرى ضمن مجموعة 5+1، بدلًا من الحوار المباشر مع الولايات المتحدة.
وفي هذا السياق، ذكر شمص تغريدة صدرت مؤخرًا عن نائب وزير الخارجية الإيراني السابق، عباس عراقجي، أكد فيها أن سياسة الضغوط القصوى لم تؤتِ ثمارها، داعيًا إلى المضي في مفاوضات جادة للتوصل إلى اتفاق أفضل.
الاتفاق النووي في مفترق طرق بعد فوز ترامب
وأضاف أن ترامب ربما يسعى لتحقيق صفقة جديدة حول الاتفاق النووي، خاصة أنه يرى أن اتفاق عام 2015 كان سيئًا بالنسبة للمصالح الأمريكية، بتحريض من الجانب الإسرائيلي.
ورغم ذلك، فإن الإيرانيين يطالبون بضمانات واضحة بأن تلتزم الولايات المتحدة وأوروبا بتعهداتها في أي اتفاق مستقبلي، حيث تظل الثقة معدومة بين إيران والغرب.
ولفت شمص إلى أن إيران، رغم التطمينات التي قدمتها بعدم تطوير أسلحة باليستية تهدد أوروبا، تحتفظ بصواريخ يصل مداها إلى 2000 كيلومتر مراعاة لمخاوف الغرب، كما أشار إلى الفتوى الصادرة عن المرشد الأعلى في إيران، التي تحرم امتلاك أو تصنيع السلاح النووي.
إلا أن شمص يشير إلى أن هناك حديثًا متزايدًا في إيران حول إمكانية تغيير هذه السياسة بسبب ما تعتبره إيران تهديدًا وجوديًا ناتجًا عن التحركات الأمريكية والإسرائيلية، فالهجمات المتكررة على الأهداف الإيرانية، بما في ذلك اغتيال القائد إسماعيل هنية في طهران، دفعت إيران إلى إعادة تقييم استراتيجيتها.
وأكد شمص أن شخصيات بارزة في إيران، مثل كمال خرازي، وزير الخارجية الأسبق والمستشار الأول للمرشد الأعلى، تحدثت عن ضرورة تعديل العقيدة النووية الإيرانية، وقد وقّع 43 عضوًا في مجلس الشورى الإيراني خطابًا يطالب مجلس الأمن القومي بالتحرك نحو امتلاك سلاح ردع نووي لحماية البلاد.
وختم شمص تصريحاته بأن إيران تفضل الحلول السلمية، لكنها سترد على أي تصعيد أمريكي بالمثل، خاصة فيما يتعلق بالاعتداءات الإسرائيلية، وأشار إلى أن القيادة الإيرانية وضعت سيناريوهات متعددة للرد، لكنها تختار التوقيت المناسب لضمان أن يكون الرد مؤثرًا وفعالًا من الناحية الاستراتيجية، خاصة بعد فوز ترامب في الانتخابات، وإيران تترقب الآن تحركات الإدارة الجديدة، وستكون مستعدة للرد إذا استمرت سياسة الضغوط القصوى.