محطة توليد الكهرباء من طاقة الرياح برأس غارب.. الأول والأكبر من نوعها بالشرق الأوسط
تعمل الدولة المصرية وقيادتها السياسية ممثلة في الرئيس عبدالفتاح السيسي، من خلال رؤية استراتيجية لتطوير قطاع الطاقة في مصر، حيث وضعت الدولة خطة طموحة، لتعظيم الاستفادة من مواردها الطبيعية باستخدام الطاقة المتجددة، بهدف الحفاظ على البيئة وتقليل الانبعاثات الكربونية الضارة، وتلبية احتياجات المواطنين والمؤسسات، والتوجه نحو تصدير الكهرباء، حيث يأتي مشروع محطة توليد الكهرباء من طاقة الرياح في رأس غارب كأحد الإنجازات البارزة في ملف الطاقة بمصر والشرق الاوسط، حيث تُعد أول وأكبر محطة من نوعها في الشرق الأوسط.
تعتبر محطة رأس غارب للطاقة الجديدة والمتجددة مشروعًا رياديًا حصل على جائزة "أفضل مشروع للطاقة والصناعة"على مستوى العالم، وهي المحطة الأحدث في مصر، وتضم 126 توربينة رياح بقدرة إجمالية تصل إلى 262 ميجاوات، وبتكلفة بلغت 388 مليون دولار، لتتمكن من تزويد نحو 500 ألف منزل بالطاقة الكهربائية المتولدة من الرياح، مما يسهم في تحسين جودة الحياة للمواطنين وتلبية احتياجات المجتمع المحلي المتزايدة للكهرباء.
وقال اللواء عمرو حنفي إن محطة جبل الزيت الرياحية، برأس غارب تُعد نموذجًا متقدمًا للشراكة بين القطاعين الحكومي والخاص في مجال الطاقة النظيفة، مؤكدًا أنها أول مشروع طاقة رياح يتم تنفيذه بالشراكة مع القطاع الخاص، وتندرج ضمن المشروعات القومية الكبرى لدعم شبكة الكهرباء المصرية، لافتًا إلي أن المحطة نجحت خلال العام الأول من التشغيل التجاري فى تغذية الشبكة بنحو 1158 جيجاوات/ساعة من الطاقة النظيفة، ما يعادل حوالي 3% من إجمالي قدرة الشبكة القومية للكهرباء.
رأس غارب مدينة لطاقة الرياح عالميًا
وأوضح محافظ البحر الأحمر في تصريحات له، أن الدولة المصرية تسعي لتحويل رأس غارب إلى عاصمة عالمية لطاقة الرياح بفضل ما تتمتع به من ظروف مناخية ملائمة لإنتاج الطاقة من الرياح، مشيرًا إلي أن محطة جبل الزيت تُعد ثاني أكبر محطة لتوليد الكهرباء من الرياح في العالم بقدرة تصل إلى 580 ميجاوات، بالإضافة إلى محطة الزعفرانة التي تبلغ قدرتها 220 ميجاوات. كما تخطط الدولة لإنشاء ثلاث محطات أخرى في الفترة المقبلة بقدرة إجمالية تصل إلى 2000 ميجاوات، مما يعزز مكانة رأس غارب كأكبر تجمع لمحطات طاقة الرياح في المنطقة والعالم.
وكشف محافظ البحر الأحمر أن محطة توليد الكهرباء من طاقة الرياح في رأس غارب تُجسد إرادة مصر لتبني الحلول المتجددة والمستدامة في قطاع الطاقة، لتكون منارة للطاقة النظيفة في الشرق الأوسط، ولتحقق الدولة إنجازًا عالميًا يسهم في تعزيز مكانتها كقوة إقليمية رائدة في مجالات الطاقة الجديدة والمتجددة.
تقنيات حديثة في محطة جبل الزيت
تتميز محطة جبل الزيت باستخدامها لأول مرة تقنية رادارية متطورة لمراقبة الطيور المهاجرة، حيث تعمل المنظومة على إيقاف التوربينات مؤقتًا عند مرور الطيور ثم إعادة تشغيلها بمجرد ابتعادها، وذلك للحفاظ على التوازن البيئي والتنوع البيولوجي في المنطقة.
ونفذت شركة "جاميسا" الإسبانية المشروع قبل اندماجها مع شركة سيمنز الألمانية،وتشمل المحطة ثلاثة مبانٍ إدارية، منها مبنى للمراقبة والتحكم الذي يمكن من خلاله إدارة جميع التوربينات في آن واحد، لضمان أعلى مستوى من الكفاءة والفعالية التشغيلية.