هوكشتاين رايح جاى.. النتيجة حرب لبنان غير خاضعة للتفاوض بالشروط الإسرائيلية
بالتزامن مع تضارب المعلومات حول موعد زيارة المبعوث الرئاسىّ الأمريكىّ آموس هوكشتاين إلى بيروت، وعلى إيقاع التصعيد الكلامىّ الذى صدر عن رئيس مجلس الوزراء الإسرائيلىّ بنيامين نتنياهو؛ تقول مصادر دبلوماسية وإعلامية واسعة الاطلاع إن الحرب العدوانية على جنوب لبنان ووسط بيروت، غير خاضعة للتفاوض بالشروط الإسرائيلية!.
*تسريبات ضبابية المواقف.
تتباين مستويات المعلومات والتسريبات السياسية والأمنية بين ضبابية المواقف، وتتضارب المعلومات بين أقطاب الأزمة، فهناك عدة أطراف معنية بإمكانية بدء المفاوضات: الدولة اللبنانية، الولايات المتحدة الأمريكية، دولة الاحتلال الإسرائيلى العنصرية، دول أوروبية، منها فرنسا، حزب الله والمقاومة الإسلامية فى جنوب لبنان، وهى تنظر فى أخبار حيثيات الموعد المحدد لزيارة المبعوث الأمريكى، آموس هوكشتاين، إلى لبنان، لبحث تطورات مفاوضات إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله، مبدئيًا أقطاب رئيسية فى الحرب.
.. بعض آفاق الضبابية جاء من موقع «أكسيوس» الأمريكى، الذى نقل عن مسئولين أمريكيين قولهم إن المبعوث «هوكشتاين» أبلغ رئيس البرلمان اللبنانى، نبيه برى، بتأجيل زيارته لبيروت لحين توضيح موقف لبنان من اتفاق التسوية، إلا أن وسائل إعلام عبرية تحدثت عن أنه سيغادر إلى بيروت مساء اليوم، مشيرة فى الوقت ذاته إلى أن «إسرائيل ستجرى مفاوضات حول النقاط الخلافية بشأن الحدود البرية مع لبنان، وهى مسألة رفضت دولة الاحتلال اليمينية المتطرفة، ورئيسها السفاح نتنياهو، حتى اللحظة، مناقشة إمكانية إجراء المفاوضات.
.. وفى السياق ذاته، كشفت القناة 12 الإسرائيلية اليوم، أنه «تم إبلاغ إسرائيل بتوجه هوكشتاين إلى بيروت بعد تلقيه توضيحات، تمكن من التوصل لاتفاق»، وهذه معلومة مضللة مع استمرار جبهة الحرب بشراسة بين حزب الله وجيش الكابنيت الصهيونى.
.. عمليًا، وفق التسريبات الأمريكية، يتوجه هوكشتاين إلى بيروت اليوم الثلاثاء، قبل أن يتوجه إلى دولة الاحتلال غدًا الأربعاء، وفق ما أكد مسئولون أمريكيون لموقع «أكسيوس»، قائلين: «الكرة فى ملعب الجانب اللبنانى (..) ونريد إجابات من لبنان قبل مغادرة هوكشتاين إلى بيروت».
*لبنان يتحدث عن مطالب واضحة.. وهى شروط للتفاوض.
تؤشر المعلومات التى حصلت عليها «الدستور» أن الدولة اللبنانية، وفق تسريبات من مجلس النواب اللبنانى، ورئيسه نبيه برى، تكشف بعضًا من الشروط والمطالب التى لها وزنها السياسى والأمنى، عدا عن الاقتصادى والاجتماعى، وتريد لبنان الرسمى، أن يتم الاتفاق، وبالتالى المفاوضات استنادًا لهذه المرحلة الأولية، والشروط هى:
*أولًا:
الحصول على تعهدات وضمانات دولية وأمريكية بالتحديد حول التزام الإسرائيليين بالاتفاق، وأن تتوافر هذه الضمانات من قبل إدارة بايدن وإدارة ترامب. أى أن لا يتم التخلى عن الالتزام فى ظل ولاية ترامب، وأن لا تلجأ إسرائيل إلى إبرام اتفاق جانبى مع الولايات المتحدة حول ما تريده تل أبيب من حرية حركة فى الأجواء اللبنانية.
*ثانيًا:
لبنان يشدد على ضرورة عدم خرق إسرائيل القرار 1701 ووقف الطلعات الجوية فى الأجواء اللبنانية.
*ثالثًا:
يرد في البند أنه يحق لأي طرف أن يدافع عن نفسه في حال تعرض لتهديد من الطرف الآخر. وهذا ما يريد لبنان توضيحه بصياغة مختلفة، لأنه لا يمكن السماح لإسرائيل بأن تقدم أي ذريعة لتبرير تنفيذها أي عملية في لبنان، وأن لجنة المراقبة هي التي تتولى معالجة الأمر بالتشاور مع الطرفين.
*رابعًا:
أن لا يتم توسيع لجنة مراقبة آليات تطبيق القرار 1701 وأن تبقى محصورة بأمريكا، فرنسا، لبنان، إسرائيل والأمم المتحدة.
*خامسًا:
أن لا يكون هناك أى توسيع لدور قوات الطوارئ الدولية، وأن يبقى التنسيق بينها وبين الجيش اللبنانى وعدم التحرك باتجاه الأملاك الخاصة من دون التنسيق مع الجيش.
*سادسًا:
المطالبة بتعديل صياغة البند الذى يتحدث عن أن إسرائيل يمكنها الطلب من لجنة المراقبة مداهمة أو التحرك ضد أى موقع أو أى نشاط تعتبره يهددها، لأن فى ذلك خرقًا للسيادة اللبنانية، وسيصبح الجيش وقوات الطوارئ يعملان وفق ما تريد إسرائيل.
*سابعًا:
الإصرار على عودة المهجرين، وأنه لا يجب أن تكون خلال مدة ستين يومًا، بل تبدأ العودة فى الأيام الأولى لوقف النار، وذلك فى سبيل تكريس العودة ومنع الإسرائيليين من فرض حزام أمنى أو منطقة أمنية.
*ثامنًا:
المطالبة بتعهد حول حق لبنان بإعادة الإعمار والهدف ليس المبالغ المالية، بل ضمان قدرة لبنان على القيام بعملية الإعمار بشكل لا يسمح للإسرائيليين بالتدخل فى مسألة إعادة الإعمار والجهات التى ستقوم بالأشغال أو ستقدم الأموال، خصوصًا فى حال قدّمت طهران المبالغ المطلوبة، وأن لا يكون ذلك ذريعة يتخذها الأمريكيون والإسرائيليون بأنه مال إيرانى يتم استخدامه لإعادة تفعيل نشاط الحزب وإحياء مؤسساته.
*تاسعًا:
يطالب لبنان بإطلاق سراح الأسرى الذين تم اعتقالهم خلال المواجهات.
.. وهى إن كانت تحت بنود الشروط، إلا أنها بالنسبة للدولة اللبنانية، حالة مصيرية، الاستجابة لها يعنى السير فى مفاوضات إيقاف الحرب على لبنان، وغير مشروط بوقف الحرب العدوانية الإسرائيلية على غزة ورفح والضفة الغربية والقدس.
*إيجابية متأرجحة.. أُفق سقوطها ممكن.
ما نشرته وكالة «فرانس برس» الفرنسية أفاد، عن مصادر فى الحكومة اللبنانية، بأن «لبنان- ينظر- بإيجابية كبيرة» إزاء مقترح أمريكى لوقف إطلاق النار بين «حزب الله» وإسرائيل، ويعمل على صياغة «ملاحظات نهائية» قبل نقل الرد إلى الجانب الأمريكى.
.. وتشير الوكالة الفرنسية إلى تكثيف إسرائيل غاراتها على معاقل «حزب الله» فى جنوب وشرق لبنان وفى الضاحية الجنوبية لبيروت فى 23 سبتمبر الماضى، وباءت الجهود الدولية، التى تقودها فرنسا والولايات المتحدة الأمريكية- وبعض دول المنطقة- للتوصل إلى اتفاق على وقف إطلاق النار، بالفشل.
.. ويبدو واضحًا، أن المصدر الرسمى، الذى اعتمدت عليه الوكالة، يطرح أنه «يمكن القول إننا قطعنا شوطًا كبيرًا»، مضيفًا أن «التوجه إيجابى، ولبنان يتعاطى بإيجابية كبيرة مع المقترح»، دون أن يعلل طبيعة الإيجابية، وكم هى متأرجحة، إذا ما اصطدمت زيارة هوكشتاين بالتعنت المتوقع من الطرف الإسرائيلى، وربما رفض الولايات المتحدة الأمريكية الشروط اللبنانية التى تأتى وفق تنسيق بين نبيه برى وحزب الله مرحليًا، وهذا- أيضًا- يتقاطع مع عدم إيجابية دولة الاحتلال الإسرائيلى التى لم تعلن ردها على المقترح الأمريكى، أو إمكانية الدخول فى المفاوضات.
.. وإذا صحت التسريبات، فإن صياغة المقترح، هى نتاج آخر لقاء بين رئيس مجلس النواب اللبنانى نبيه برى، والمبعوث الأمريكى هوكشتاين، وهو اللقاء الذى جرى خلاله، وضع أساسيات للتفاهم على خارطة طريق لوقف إطلاق النار وتطبيق القرار 1701؛ ما يعنى انسحاب دولة الاحتلال الإسرائيلى الكامل من جنوب لبنان، ودعم انتشار قوة الأمم المتحدة المؤقتة فى لبنان، «اليونيفيل»، وحصر الوجود العسكرى فى المنطقة الحدودية، بين لبنان وفلسطين المحتلة بالجيش اللبنانى و«اليونيفيل».
*السفاح فى الكنيست.
السفاح نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلىّ المتطرف، لفت فى كلمته، الّتى ألقاها أمام الكنيست، يتبجح، أن «المفاوضات تتمّ الآن تحت النيران والقصف، ونطالب بإبعاد حزب الله إلى ما وراء نهر الليطانى»، مدعيًا: «إننا نخوض حرب نهضة جديدة لإسرائيل، ونخوض حربًا من أجل تأمين مستقبل بلدنا، وسننتصر معًا وبوحدتنا».
.. وبينما كان الكنيست يقاطع ويحتج، قال السفاح إنه على صعيد الحرب العدوانية على جنوب لبنان، ووسط بيروت: «نركز على ضرب القدرات الصاروخيّة لحزب الله، وقد دمرنا من 70 إلى 80% من قدراته، وأمرت بقتل الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله، لأنّه ليس قائدًا لحزب الله فحسب، بل لأنه كان قائدًا مهمًا جدًا وهو الابن المدلّل للمرشد الإيرانى على خامنئى والمشرف على خطّة تدمير إسرائيل».
.. وفى مشاهد يراقبها المجتمع الدولى، اعترف السفاح بـ: «إننا نواصل عمليتنا البريّة فى لبنان، ونواصل قتل قياديى حزب الله من أجل تحجيم حلقة النار التى تحيط بنا»، وأن: «ردّنا يجب أن يكون ردًّا وقائيًا، وهو منع إعادة بناء قدرات حزب الله ووقف تزويده بالسلاح عبر سوريا»، وقال عن الضربات على سوريا: «قدمت لنا 3 خيارات بشأن التعامل مع حـزب الله، لكن كان لى خيار رابع هو تدمير القدرات الصاروخية للحزب».
ما جاء من أكاذيب السفاح، خلال اجتماع مغلق للجنة الخارجية والأمن فى الكنيست، يكشف نواياه تجاه مستقبل قطاع غزة، معتبرًا أنه «ينبغى أن تكون هناك سيطرة أمنية إسرائيلية مطلقة على القطاع، ويجب السيطرة على أماكن معينة مثل محور فيلادلفيا»، وهو بذلك يعيد التكهنات بإعادة احتلال قطاع غزة، وسط استمرار الحرب فى غزة ورفح والضفة الغربية والقدس، والحرب الشرسة فى لبنان ووسط بيروت والاجتياح البرى، الذى يخطط له جيش الكابنيت، هو والسفاح.
وأفاد دون معلومات مؤكدة: إن نصف الإسرائيليين المحتجزين فى قطاع غزة أحياء، ونصفهم الآخر ليسوا على قيد الحياة.
.. وعن المفاوضات بين حماس الاحتلال، وإمكانية التوصل لهدنة، تباكى السفاح نتنياهو أنه «لا يوجد مقترح محدد»، وأنه «تعالت أفكار» مختلفة فى الأيام الأخيرة، معتبرًا أن «الأمر الوحيد الذى تريده حماس هو صفقة تُنهى الحرب وانسحاب الجيش الإسرائيلى من القطاع، كى تبقى فى الحكم»، وهو مع اليمين المتطرف، والكابنيت «ليس مستعدًا للموافقة على هذا الأمر بأى شكل».
وأضاف أنه أصدر تعليمات بتوزيع 5 ملايين دولار على من يزود معلومات حول المخطوفين، معتبرًا أن حماس ترى الضغوط فى إسرائيل، وتعتقد أنها ستحصل على أكثر مما نحن نوافق عليه الآن.
السفاح مع الجيش الإسرائيلى، الكابنيت، يواصل حرب الإبادة الجماعية والتدمير والتهجير، الحرب العدوانية على قطاع غزة والضفة الغربية والقدس وعلى جنوب لبنان؛ لا ينظر كسفاح يستلم الأسلحة الأمريكية والغربية أمام إرادة المجتمع الدولى والأمم المتحدة ومجلس الأمن.
.. وفى سياق مكوكيات هوكشتاين، التى يبدو أنها ستستمر إلى أن يتم جلوس الرئيس الأمريكى المنتخب ترامب، يفترض أن يصل الثلاثاء إلى بيروت، ويلتقى المسئولين اللبنانيين ويتسلّم الرد اللبنانى على مقترح وقف إطلاق النار والنقاش فيه، وسط حمى الاتصالات التى راكبت الحدث، مع مطالب بضرورة زيارة هوكشتاين، والاستجابة اللبنانية واضحة ولو جزئيًا (..) قبل إنجاز الاتفاق، كى لا يأتى ويذهب، «رايح جاى»، دون مناقشة للرد والشروط اللبنانية، وبرغم ذلك، سيتم تحميل الدولة اللبنانية، وربما بعض الأطراف، مسئولية إفشال المقترح، مشروع الاتفاق الذى تسعى له الإدارة الأمريكية الحالية قبل رحيلها.
.. السفاح، فى الكنيست ومع جيش الكابنيت، كان استبق المبادرة الأمريكية، وقطع مسار أى تفاوض ممكن، عبر مجازر ضربات سلاح الجو المدفعية التى وصلت الضاحية الجنوبية والهيام والبقاع ومدنًا فى جنوب لبنان، وهنا برز التأكيد بأنّ حزب الله لا تزال لديه قدرات إطلاق وقدرات عسكرية، وتوجيه رسائل إلى القيادة العسكرية الإسرائيلية بعدم الإخفاق فى التقدير على مستوى التوصل إلى اتفاق قريب لوقف إطلاق النار. الحزب نشط فى المقاومة عبر كل الأيام السابقة.
فى السياق ذاته، جاءت تصريحات الرئيس اللبنانى، نجيب ميقاتى، فى مقابلة مع «التليفزيون العربى» تؤشر على طبيعة الحدث، زيارة المبعوث الأمريكى، آموس هوكشتاين، وعلى أنّ «العنوان الأساسى للدولة اللبنانية فى المسودة الأمريكية هو تطبيق القرار 1701، ولبنان ملتزم بتنفيذه، وهدفنا أن يطبق فى جنوب الليطانى كما نص عليه القرار، ولا بد من تحقيق الاستقرار ووقف الدمار وسفك الدماء فى جنوب لبنان». وأضاف: «رئيس المجلس النيابى نبيه برى يقود المباحثات مع الوسيط الأمريكى، وأنا على اتصال دائم معه، ولم أسمع عن شرط يتعلق بحرية التحركات العسكرية لإسرائيل فى لبنان، وهى مجرد تكهنات»، فما يهم هو «تعزيز وجود الجيش فى الجنوب اللبنانى، وألا يكون هناك سلاح غير سلاح الشرعية»، مشددًا على أنّه «لا بدّ من انسحاب العدو الإسرائيلى من أى خطوة قام بها داخل الأراضى اللبنانية».
.. ما يحدث، أن السفاح نتنياهو لن ينصاع لأى مسار للتفاوض، كما فى السابق، لهذا سلط الإعلام الإسرائيلى الصهيونى حملته الإعلامية المضللة، قائلًا إنّه «لا ينبعى لإسرائيل أن تخطئ فى تقدير قدرات حزب الله العسكرية»، وحذر من أنّ «جيلًا جديدًا من المقاتلين بعد الاغتيالات سيرفع رأسه، وهى مسألة وقت». توازيًا، حذّر اللواء احتياط فى جيش الاحتلال الإسرائيلى، نوعام تيفون، من أنه «إذا لم تُعِد إسرائيل المخطوفين من غزة فلن يكون هناك انتصار فى الحرب»، وقال لـ«القناة 12» الإسرائيلية: «بدأت الأمطار تنهمر ونحن نعرف لبنان فى الشتاء، يجب التوجّه إلى تسوية». وقال تيفون، الذى شغل سابقًا منصب قائد الفيلق الشمالى: «يا ليت أن القادة ينهون الحرب بسرعة فى لبنان وفى قطاع غزة، فقد حان الوقت الآن لنهاية سياسية واتفاقات طويلة الأمد».
فى المقابل، أكد زعيم حزب «معسكر الدولة» الإسرائيلى الوزير السابق، بينى جانتس، أن «شرط أى اتفاق مع لبنان هو حرية العمل الإسرائيلى بشكل مطلق مقابل كل خرق للاتفاق». جانتس قال: «عندما لا تعمل الحكومة اللبنانية فى جنوب لبنان سيعمل الجيش الإسرائيلى بقوة».
*جنود اللواء 188 الإسرائيلى يطفئون الأضواء.
.. وفى الإطار نفسه، تعمدت وسائل إعلام إسرائيلية القول إنّ «جنود اللواء 188 يطفئون الأضواء حتى لا ينكشفوا أمام عناصر حزب الله»، بينما أقرت إييلت فريش، وهى مستشارة إعلامية إسرائيلية، فى حديث لقناة «12» الإسرائيلية، بأن حزب الله لا تزال لديه قدرات إطلاق وقدرات عسكرية، ولا ينبغى لـ«إسرائيل» أن تخطئ فى هذا التقدير. وعن وقف إطلاق النار، قالت: «لقد استنفدنا العملية فى لبنان، وهذا لا يعنى أن حزب الله جُرد من سلاحه، كما وعد وزير الأمن الجديد. حان الوقت لإغلاق الحادثة وبداية إعادة سكان الشمال».
كلام المستشارة الإسرائيلية يتقاطع مع ما صدر عن مراسل «القناة 12» فى الشمال، هدار جيتسيس، الذى أكد أنه «لا يجب تأبين حزب الله، فهناك قدرات صاروخية، وهناك بدلاء للقادة، ونحن نرى تشكيلًا صاروخيًا لا يزال صامدًا وقدرات باقية».
.. دولة الاحتلال الإسرائيلى العنصرية، والسفاح، تستقبل الأربعاء، المبعوث الأمريكى بالأخبار التى نقلتها القناة 12 الإسرائيلية أنّ نتنياهو ووزير الأمن المتطرف يسرائيل كاتس وافقا على رفع وتيرة الضربات فى لبنان للضغط على «حزب الله»، وأنّ الجيش الإسرائيلى أقر سياسة هجومية تقضى بشن غارة كل ساعتين فى لبنان، ذلك أن «المنظومة الأمنية قررت زيادة عدد الغارات فى لبنان لدفع حزب الله إلى التسوية»، بهدف محاولة السفاح تعطيل المبادرة الأمريكية، وأن دولة الاحتلال الإسرائيلى الصهيونى قد تتفاوض تحت حمى السلاح والنار، إذ استمرت وسائل الإعلام الإسرائيلية فى الحديث عن التسوية وشروطها. وأعلنت هيئة البث الإسرائيلية، نقلًا عن مصادر، أنّه من المتوقع حصول تقدم كبير بشأن محادثات وقف إطلاق النار فى لبنان الأسبوع المقبل، دون أى إيضاحات أو تأكيدات.
*هل يعلم هوكشتاين بما فى تكنولوجيا GPS الإسرائيلية؟
تقارير متباينة كشفت أن دولة الاحتلال، السفاح نتنياهو، قد يستقبل المبعوث الأمريكى آموس هوكشتاين، فيما تمعن دولة الاحتلال الإسرائيلى فى استهدافها المناطق اللبنانية بغارات متواصلة فى الجنوب والبقاع والضاحية الجنوبية لبيروت، مخلّفة الكثير من الشهداء والدمار.
المبعوث، لا يعلم أن الكابنيت، والتنسيق مع أجهزة الجيش الإسرائيلى، استخدما الأسلوب المدمر، الذى يتبعه قبل تنفيذ الضربات الجوية ضد أهداف تابعة لحزب الله فى بيروت. وقال قائد فى قسم العمليات العسكرية إنّ الهدف الأساسى من الضربات الجوية هو تدمير المخزونات العسكرية لحزب الله، وخاصة تلك التى تحتوى على صواريخ دقيقة، والتى يتم تخزينها غالبًا فى قلب المناطق المدنية، لاسيما فى الضاحية. القائد الإسرائيلى أوضح أنّ «هذه الأهداف لا تتم بشكل عشوائى، بل وفق آلية مدروسة تبدأ بتحديد مديرية الاستخبارات العسكرية (أمان) للمبنى باعتباره هدفًا عسكريًا»، مشيرًا إلى أنّ «القرار النهائى للهجوم يعتمد على مدى تهديد هذا الهدف للمواطنين الإسرائيليين والأراضى المحتلة».
وكشف القائد عن التقنيات التى يستخدمها الجيش الإسرائيلى من خلال تكنولوجيا GPS، قائلًا إنّه فى «إحدى العمليات الأخيرة، استخدم الجيش الإسرائيلى قنبلة (Heavy Hail) بوزن طن واحد، وهى قنبلة موجهة باستخدام تكنولوجيا GPS وصور ثلاثية الأبعاد. هذه التقنية مكنت القوات الإسرائيلية من إصابة الطابق المستهدف بدقة عالية دون التأثير على المناطق المحيطة».
وأوضح الضابط الإسرائيلى أن عملية تحديد التوقيت المناسب للضربة الجوية تعتمد على عدة عوامل، من بينها بنية المبانى المستهدفة وسرعة الطائرة المهاجمة، مما يعزز فرص نجاح الهجمات الدقيقة ويقلل من المخاطر على المدنيين.
*ترامب.. والحلول القادمة.
فى الرؤية، أن زيارة المبعوث الأمريكى آموس هوكشتاين، هى شكلية، جس نبض الإعلام والإدارة الأمريكية بإمكانية الحصول على حلول سياسية وأمنية، وهى تعلم أن دعم الحرب فى غزة ورفح والضفة الغربية والقدس، وفى لبنان، كان بدعم مباشر وحتمى من البنتاجون، وبموافقة الرئيس بايدن، فيما تختلط الآن الملفات. المبادرة تتعثر حتمًا وتتشابك مفاصلها وخيوطها، هنا ظهرت الآراء أن الحلول المتوقعة هى ما يحاول الرئيس المنتخب ترامب وضع لها بعض الحلول أو إنهاء الحرب فى المنطقة بشروط الحد الأدنى الإسرائيلية، خاصة أن الولايات المتحدة نشرت فى عهد بايدن أصولًا عسكرية كبيرة فيها.
قد تلجأ إدارة ترامب إلى إظهار فشل إدارة بايدن فى حقن الإبادة الجماعية والتهجير ومحاولات فتح جبهات الحرب فى لبنان وسوريا وغيرها.
.. وليس من المتوقع، نسبيًا أن يضغط ترامب على حكومة نتنياهو للقبول بوقف إطلاق النار فى قطاع غزة ولبنان على أساس «الإنجازات الإسرائيلية» فى الحرب.
.. وفى حال أراد الرئيس ترامب الاستفادة السياسية والأمنية من وقف حروب بايدن والسفاح نتنياهو، هناك مؤشرات استطلاعات رأى تدلل على أن السفاح ربما يضطر يوافق على اتفاق وقف إطلاق نار فى قطاع غزة ولبنان فى مرحلة مبكرة من ولاية ترامب، وذلك بمنزلة هدية له تمنحه انتصارًا دبلوماسيًا سريعًا، فى مقابل الحصول على دعمه ضد إيران وبرنامجها النووى، وهذه نتيجة استباقية، تعنى أن لا أفق لإيقاف الحرب فى المنطقة، لا فى لبنان ولا فى غزة ورفح والضفة الغربية والقدس.