رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

لؤلؤة البحر الأحمر تجذب الأوروبيين.. أجانب يختارون الغردقة وطنًا ثانيًا لهذه الأسباب

سياح في شوارع الغردقة
سياح في شوارع الغردقة

تعتبر مدينة الغردقة بمحافظة البحر الأحمر، من أكثر المدن المصرية التي تستقطب الأجانب ليس كسياح فقط، لكن كأشخاص يفضلون الإقامة الدائمة بها، وذلك يرجع إلى مجموعة من العوامل والمميزات التي تجعل الغردقة وجهة جاذبة للإقامة لدى كثير من الجاليات الأجنبية، خاصة الأوروبيين الذين يشكلون نسبة كبيرة من الجاليات الأجنبية المقيمة بالمدينة الساحلية.
 

لماذا يفضل الأوروبيون الإقامة في الغردقة؟
 

يعتبر الأمان والاستقرار في مصر وخصوصًا في المدن السياحية وفي مقدمتها مدينة الغردقة هو أحد أهم العوامل الجاذبة للأجانب من مختلف الجنسيات، بجانب معاملة المصريين وتقبلهم للآخر والتي جعلت الأوروبيين يشعرون بالراحة واختيار المدينة الساحلية كوجهة لهم ووطن ثانِ للعيش في هدوءٍ وسلام للاستمتاع بالحياة اليومية دون معاناة أو قلق.

يقول "ويليام لوك" أجنبي بريطاني الجنسية مقيم في الغردقة، إن المدينة بها مجموعة من المميزات التي جعلتها اختيارًا مناسبًا للحياة، منها المعاملة وكرم المصريين وحبهم لأي وافد عليهم وتقبلهم للآخر بشكل كبير، بالإضافة إلى الأمان الذي يعد أحد مقومات الحياة في أي منطقة، بجانب مناخها الدافئ والمعتدل بنسبة كبيرة طوال العام، ما يجذب العديد من الأوروبيين الفارين من برودة الشتاء القارس في بلادهم، مؤكدًا أن هذا يمكّن المقيمين من ممارسة الأنشطة في الهواء الطلق والاستمتاع بالبحر والشواطئ طوال العام، خاصة كبار السن الذين يبحثون عن قضاء أوقات ممتعة بعيدًا عن الضجيج والقلق، والباحثين عن الهدوء والراحة والاستجمام.

أما "لوكاس فيليكس" وهو مواطن ألماني الجنسية ومقيم بمدينة الغردقة، فأكد أنه يقيم بالمدينة منذ أربع سنوات تقريبًا، وأنه بجانب ما تم ذكره سلفًا فتعتبر تكلفة المعيشة في الغردقة أقل بكثير مقارنة بالمدن الأوروبية، سواء في أسعار السكن، أو الطعام، أو حتى الرعاية الصحية فهي أقل نسبيًا مقارنةً بأوروبا، وهو ما يجعلها وجهة مثالية للمتقاعدين الأوروبيين الذين يبحثون عن مكان يوفر لهم مستوى معيشة مرتفعًا بتكلفة منخفضة.

وقالت "سفيتلانا ديمتري" وهي سيدة روسية تقيم بمدينة الغردقة منذ سبع سنوات، والتي اختارت الحياة في الغردقة كونها مدينة مناسبة لجميع الأعمار ولجميع الفئات، إن الحياة بالغردقة بها الكثير من المميزات التي يبحث عنها أي مواطن أوروبي، منها الأمان والاستقرار، تكلفة المعيشة والتي تقل كثيرًا مقارنةً بالحياة في المدن الأوروبية، بجانب سهولة التنقل خاصة مؤخرًا بعد الطرق الجديدة التي نفذتها الحكومة المصرية والتي جعلت التنقل والحياة في مصر مختلفة تمامًا عن ما سبق، مؤكدةً أن هناك تطورًا ملحوظًا في البنية التحتية خلال السنوات الأخيرة في معظم المدن المصرية، وهو ما يراه الجميع خلال تنقلهم بين المدن السياحية المصرية سواء الغردقة أو الأقصر وأسوان والقاهرة، حيث تم بناء مستشفيات جديدة ومراكز صحية متقدمة، بالإضافة إلى المدارس الدولية ومرافق ترفيهية تلبي احتياجات السكان من جميع الأعمار.
 

أبرز الجاليات الأوروبية المقيمة في الغردقة
 

كشف عصام علي الخبير السياحي وعضو غرفة المنشآت السياحية لـ«الدستور»، عن أن الغردقة بها تنوع ثقافي واجتماعي عالمي، وذلك من خلال الجاليات المتنوعة من مختلف الجنسيات الأوروبية، حيث تشكل بعض الجنسيات مجموعات كبيرة ومتزايدة، مؤكدًا أن أبرز الجاليات المقيمة بمدينة الغردقة الروس، وهم من أكثر الأجانب عددًا في الغردقة، حيث ساهمت العلاقات الوثيقة بين مصر وروسيا في زيادة توافد الروس إلى المدينة، سواء للسياحة أو للإقامة الدائمة، لافتًا إلى أن الروس يفضلون الغردقة بسبب طقسها المعتدل وثقافتها المتنوعة، بجانب أنها تعتبر لهم المدينة الأنسب للحياة بعد روسيا لتوافر كافة الخدمات بها.

وأوضح، أن الألمان يمثلون نسبة كبيرة من الأجانب المقيمين في الغردقة، حيث يبحث العديد منهم عن بيئة هادئة ومشمسة بعيدًا عن برودة الطقس الألماني، مشيرًا إلى أن الكثير منهم يمتلك مشاريع صغيرة في مجالات السياحة، مثل الفنادق والمطاعم والأنشطة السياحية، ثم يليهم البريطانيون والذين اختاروا العيش في الغردقة بعد التقاعد، للاستمتاع بالمناخ الاستوائي والأسعار المنخفضة، ما ساعد في انتشار المدارس الدولية التي تعمل على استقطاب الأسر البريطانية.

وكشف الخبير السياحي، عن أن الأوكرانيين يشكلون نسبة ليست بقليلة من الجاليات الأجنبية المقيمة بالغردقة، لافتًا إلى أن أعدادهم زادت مؤخرًا نظرًا للظروف الاقتصادية والسياسية في بلادهم، ويفضل العديد منهم العيش في الغردقة بسبب الطبيعة الهادئة وسهولة السفر إلى أوكرانيا، مشيرًا إلى ارتفاع نسبة الجاليتين البولندية والتشيكية واللتين كان لهما ظهور بارز في المدينة مؤخرًا، حيث يشكل البولنديون والتشيكيون شريحة ليست قليلة من المقيمين الذين يفضلون مناخ البحر الأحمر والاستثمار في القطاع السياحي.