المنتقلون من «العشوائيات» إلى «المساكن الحضرية»: نعيش حياة راقية
تحقق الدولة المصرية إنجازات واضحة فى ملف تحويل المناطق المهمشة إلى مجتمعات سكنية حضرية، عبر مشروعات مثل «بشاير الخير» و«روضة السيدة»، وأسهمت تلك المشروعات فى نقل آلاف الأسر من مساكن عشوائية قديمة تفتقر لأبسط مقومات الحياة الكريمة، إلى وحدات سكنية مجهزة ببنية تحتية حديثة وبيئة نظيفة وآمنة.
وأحدث هذا الانتقال للسكان طفرة كبرى فى حياتهم انعكست على أوضاعهم الاجتماعية والنفسية، فضلًا عن ضمان مستقبل أفضل لأبنائهم فى ظل إلحاقهم بمدارس متطورة، إلى جانب توفير فرص عمل فى مجالات كثيرة متعددة.
«الدستور» تحدثت مع عدد من هؤلاء السكان المنتقلين إلى تلك المشروعات السكنية الجديدة، لمعرفة أصداء ذلك الانتقال على حياتهم وأبنائهم وعلى أوضاعهم الاجتماعية، وغيرها من المجالات.
بشاير الخير الوحدات نظيفة والمساحات مريحة والتهوية جيدة
بداية تحدثنا مع «سيد»، أحد سكان منطقة نادى الصيد سابقًا، الذى انتقل مع أسرته إلى وحدات مشروع «بشاير الخير ١» ضمن جهود تطوير العشوائيات وتحسين حياة المواطنين.
وبعد ٤ سنوات على انتقاله، يصف سيد تجربته قائلًا: «المنطقة اللى كنت ساكن فيها كان فيها جانب عشوائى وآخر منظم، أنا شخصيًا كنت ساكن فى شقة سعرها ٢٥٠ ألف جنيه، وكان فيها بعض التعديلات علشان المنطقة نفسها مش بالكامل عشوائية».
وبيّن «سيد» أن مشروع «بشاير الخير» كان له أثر إيجابى على كثير من الأهالى، قائلًا: «فيه ناس كانت بيوتها دايمًا بتغرق بالمياه والصرف الصحى، خاصة اللى كانوا فى الأدوار الأرضية.. الناس دى استفادت كتير لما انتقلت إلى شقق مرتفعة وبمساحات أكبر فى مشروع البشاير».
وأشار إلى أن مساحات الشقق الجديدة تتفاوت حسب احتياجات السكان، مضيفًا: «أنا شخصيًا كنت عايش فى شقة ١٠٠ متر، وفى ناس كانت مساحة شققها محدودة جدًا، ٣٠ أو ٤٠ مترًا، والآن حصلوا على وحدات بمساحة ٧٥ مترًا، فبالنسبة لهم دى نقلة كبيرة للأفضل»، مضيفًا: «الوحدات فى البشاير بيئة نظيفة، فيها تهوية جيدة، والنور فيها كويس، والمكان ككل صحى وجميل».
قرية الفواخير«الغلابة» أصبحوا أصحاب أملاك بفضل جهود الدولة
عبر على عبدالله، صاحب ورشة فخار فى أحد المشروعات السكنية الجديدة، ويقطن فى منطقة الفواخير التابعة لحى مصر القديمة، عن سعادته بالتحول الكبير الذى شهدته المنطقة.
وقال: «تسلمت ورشتى الجديدة منذ عام ٢٠١٨، التى تحولت من عشة بدائية إلى ورشة ذات مواصفات عالمية، وفجأة وجدنا أنفسنا نعمل فى بيئة نظيفة ومجهزة بأحدث المعدات، ما أسهم فى رفع جودة منتجاتنا بشكل كبير»، مضيفًا: «لم نعد نتحمل أعباء الإيجارات المرتفعة، بل أصبحنا ملّاكًا لورشنا الجديدة، وكل ذلك بفضل دعم الدولة».
وتُجرى، حاليًا، إقامة ٤٠ معرضًا وبازارًا فى قرية الفواخير بمصر القديمة لعرض منتجات الفخار، حيث تضم القرية ١٥٢ ورشة فخارية على مساحة ١٣ فدانًا، فى إطار جهود إحياء واحدة من أقدم الحرف المصرية.
وتشمل أعمال التطوير تركيب أفران الغاز الصديقة للبيئة، وتجهيز الوحدات بأنظمة إنارة وصرف صحى ومرافق حديثة، كما أُنشئت مدرسة لتعليم صناعة الفخار لضمان استمرارية الحرفة. يأتى هذا المشروع فى سياق خطة لترويج قرية الفواخير كوجهة سياحية، ما يعزز السياحة فى المنطقة التى تضم مواقع مثل مجمع الأديان، ومتحف الحضارة المصرية، وحديقة تلال الفسطاط قيد الإنشاء.
روضة السيدة خدمات أساسية تجعل الحياة أكثر راحة وأمانًا
فى منطقة روضة السيدة، قالت هويدا مصطفى، إحدى المنتقلات إلى المنطقة بعد تطويرها عام ٢٠١٩، إن هناك مميزات عديدة لمسها القاطنون فى تلك الوحدات، حيث تتسم بالنظافة والترتيب، مضيفة أنها لمست توافر خدمات أساسية تجعل العيش أكثر راحة.
وعبرت عن سعادتها بالمكان، قائلة: «رغم هذا المكان الجميل الذى قضى على فكرة العشوائيات، فإن هناك بعض السكان لم يتأقلموا على العيش فى حياة منظمة، ولا يزال البعض منهم يتعامل مع الشقق بنفس الأسلوب القديم، ما يؤثر على مستوى النظافة والنظام فى المنطقة».
واختتمت حديثها بالقول: «على الرغم من هذه التحديات، فإن مشروع روضة السيدة يعد خطوة إيجابية نحو توفير سكن آدمى، خاصة لمن عاشوا فى ظروف غير ملائمة سابقًا».
يذكر أن مشروع تطوير حى «تل العقارب»، الذى تغير اسمه إلى «روضة السيدة»، يتضمن ٨١٦ وحدة سكنية و١٩٨ وحدة تجارية موزعة على ١٦ عمارة، أقيمت على مساحة ٧ أفدنة، وتم تصميمها لتضم ممشى سياحيًا ومواقف للسيارات، مع شوارع لا يقل عرضها عن ١٢ مترًا، كما يوفر المشروع ٤ نماذج سكنية متنوعة، بمساحات تتراوح بين ٦٥ و٩٠ مترًا مربعًا، كما تم تركيب بوابات خاصة لمنع دخول السيارات غير المصرح بها.
روضة محفوظ نهاية زمن المبانى المتهالكة والشوارع الضيقة
الرئيس عبدالفتاح السيسى افتتح فى سبتمبر ٢٠١٦ مشروع «بشاير الخير ١» كنقطة انطلاق لمشروع حضارى متكامل لتطوير منطقة «غيط العنب» العشوائية بالإسكندرية، وشمل المشروع مجمعًا سكنيًا حضاريًا يمتد على مساحة ١٢ فدانًا، يضم ١٦٣٢ وحدة سكنية و١٥٦ محلًا تجاريًا، بالإضافة إلى مسجد، ومستشفى، ومركز للتدريب المهنى، وسوق تجارية، وحديقة تعليمية للأطفال، ومركز لذوى الاحتياجات الخاصة.