النجاحات المصرية أمام المنتدى العالمى للتنمية الحضارية
تستضيف مصر المنتدى الحضرى العالمى الثانى عشر، والذى دعت إليه منظمة الأمم المتحدة للاطلاع على التجربة المصرية الرائدة فى مجال التحول الحضارى غير المسبوق.. ومن المؤكد أن تلك الدعوة لم تأت من فراغ ولكن بعدما تأكدت المنظمة الدولية أن الدولة المصرية بذلت على مدار السنوات العشر الماضية جهودًا جبارة لكى تحقق هذه النجاحات فى جميع مجالات التنمية المستدامة والتحولات الحقيقية والملموسة على أرض الواقع والتى يشهد بها كل من يتردد عليها من السياسيين والخبراء ورجال الأعمال والمستثمرين من دول العالم كافة.
كانت البداية القضاء على العشوائيات وخلق مجتمعات سكنية متكاملة وشاملة على أرقى المستويات ومحاطة بملاعب ومدارس لخدمة أبناء تلك المجتمعات، وبالتالى تم القضاء على تلك المناطق الخطرة، والتى كانت تمثل أحد مصادر التلوث البيئى والأخلاقى وأيضًا أحد مصادر الجرائم التى تتسبب فى تكدير السلم والأمن والاستقرار.. ثم جاءت المبادرة الرئاسية لخلق حياة كريمة لتشمل العديد من مجالات الحياة فى القرى المصرية التى استهدفتها تلك المبادرة التى حققت نقله نوعية فى مختلف القطاعات الخدمية والإنسانية كالتعليم والصحة وتوصيل الكهرباء وشبكات المياه والصرف الصحى والتكنولوجيا والتثقيف وإنشاء المكتبات ودعم الأسر ماديًا واجتماعيًا، وهى فى ذلك حققت نجاحًا كبيرًا فى تحقيق التوازن بين احتياجات أبناء تلك القرى وبين الحفاظ على البيئة والموارد الطبيعية وفى خلق بيئة معيشية صحية ومستدامة للأفراد الذين يعيشون بها، مما ساهم فى تحسين جودة الحياة والمحافظة على الموارد لهم وللأجيال القادمة من بينهم.
من ناحية أخرى، كان اهتمام الدولة المصرية بإنشاء شبكة طرق عالمية خلال سنوات قليلة محل تقدير واهتمام منظمة الأمم المتحدة، حيث تأكدت أن ما أعلنت عنه مصر وخططت له بإنشاء طرق جديدة بإجمالى أطوال 7000 كم حققت منه حتى الآن 5800 كم، وجار العمل فى 1200 كم، بالإضافة إلى رفع كفاءة 10 آلاف كم من شبكة الطرق الحالية تم تنفيذ 7800 كم منها وجار العمل فى 2200 كم، وهو ما يشير إلى أن مصر تسير قدمًا نحو تحقيق أهدافها من التنمية المستدامة والحضارية التى تهدف إلى توفير حياة أكثر سهولة ورفاهية لأبنائها وأيضًا لضيوفها.
لقد جاءت الاستراتيجية التى أطلقتها مصر عام 2016 لترسم رؤية مصرية متكاملة لقطاع الإسكان والطرق مع رسم خارطة طريق نحو أهداف السكن الملائم لأبنائها، حيث نجحت بالفعل خلال السنوات الخمس الماضية فقط فى مضاعفة الرقعة العمرانية من نسبة 7% إلى 14% من مساحة مصر، وكانت تلك التجارب والنجاحات التى حققتها مصر فى مجال التنمية الحضرية أحد الأسباب الرئيسية التى مهدت الطريق لاختيارها لعقد المنتدى الحضرى الثانى عشر بها..كما جاء إنشاء العاصمة الإدارية الجديدة ليمثل نموذجًا عالميًا يحتذى به فى التخطيط العمرانى الحديث والذى يمثل عن حق نقله نوعية فى مفهوم السكن والحياة، ويضع مصر على خارطة المدن الذكية فى العالم، ولاشك أن هذا النموذج سوف يكون أيقونة هذا الحدث العالمى، الذى يقام لأول مرة فى القارة الإفريقية منذ 20 عامًا.
إن استضافة مصر للمنتدى الحضرى العالمى يعد تقديرًا دوليًا لجهودها فى مجال التنمية العمرانية والتنمية المستدامة واعترافًا بما تحقق من إنجازات فى هذا المجال منذ أن تولى الرئيس عبدالفتاح السيسى المسئولية وأخذ على عاتقه النهوض بالدولة المصرية من كبوتها لتكون ضمن منظومة دول العالم المتحضر الذى يهتم بالتنمية والتحضر والأمن والاستقرار.