خالد إسماعيل عن طه حسين: الملك فاروق اعتبره شيوعيًا.. واتنصر لتعليم الفتيات
يحل اليوم الموافق 28 أكتوبر، ذكرى رحيل عميد الأدب العربي، طه حسين، عام 1973، تاركًا إرثًا كبيرًا من الأعمال الأدبية ومحاولاته الشاقة في تجديد الفكر والأذهان في عالم الأدب.
وتواصلت "الدستور" بهذه المناسبة مع الكاتب والروائي خالد إسماعيل، للكشف عن أهمية المنجز الأدبي لـ طه حسين للمصريين، وما قدمه من أعمال أدبية غيرت شكل الحياة الثقافية في مصر.
خالد إسماعيل: الكفاح طريق طه حسين الوحيد للنجاح
يقول الكاتب خالد إسماعيل، في تصريحات لـ الدستور: إن قصة حياة عميد الأدب العربي، منشورة منذ العام 1929 فى كتاب حمل عنوان "الأيام " وهذا الكتاب فيه سيرة المجتمع المصرى فى أوائل القرن العشرين، وفيه روى "طه حسين " مشواره مع الحياة القاسية منذ فقدانه نعمة البصر، والتحاقه بالأزهر الشريف، ثم دخوله فى معركة مع الشيخ الأكبر، وهى المعركة التى ترتب عليها حرمانه من الحصول على درجة "العالِميّة" وانتقاله إلى الجامعة المصرية، ثم سفره إلى فرنسا ودراسته فى جامعة السوربون.
ويلفت خالد إسماعيل إلى أن كتاب "الأيام" يحمل دروساً مهمة منها أن "الكفاح" طريق وحيد للنجاح، وبالكفاح ارتقى "طه حسين" وأصبح من أساتذة الجامعة المصرية ومن قيادات وزارة المعارف العمومية "التربية والتعليم حالياً".
الملك فاروق اعتبر طه حسين "شيوعياً".. ومصطفى النحاس أصر على حصوله “الباشوية”
وأضاف إسماعيل: وفى حكومة الوفد التى تشكلت فى العام 1950 أصبح طه حسين وزيرا للمعارف، وحصل على الباشوية، بإصرار من مصطفى النحاس باشا رئيس حكومة الوفد، لأن الملك فاروق كان يعتبر طه حسين "شيوعياً" وهذا غير صحيح، والصحيح أنه كان ديمقراطيّاً مؤمناً بقيمة العدل الإجتماعى والعلم والتعليم، وهوصاحب مقولة "التعليم كالماء والهواء" أى أنه حق للبشرجميعاً.
أما محاولة طه حسين في تجديد الفكر والوعي، يوضح خالد إسماعيل أن طه حسين خاض معركة كبرى ضد الجمود الفكرى بكتابه المشهور "فى الشعر الجاهلى" وهو الكتاب الذى أحدث أزمة سياسية فى عشرينيات القرن العشرين.
طه حسين يتنصر للفتيات ويوافق على قبولهم بالجامعات
وفي معركة وطنية، قادها طه حسين لتعليم الفتيات في مصر، يتحدث خالد إسماعيل: لم يتوقف عطاء ـ طه حسين ـ عند نشرالكتب ، بل كانت له معركة مع رافضى التحاق الفتيات بالجامعة المصرية، وكان عميداً لكلية الآداب ووافق على قبول الفتيات فى أقسام الكلية ومن أشهر تلميذاته دكتورة "سهير القلماوى " و"صفية المهندس" وغيرهما.
كما يشير الروائي، الذي تعلق بأعمال طه حسين الأدبية، إلى كتابه "مستقبل الثقافة فى مصر"، قائلًا: وضع فيه رؤية للتعليم فى مصر بما يخدم المصلحة الوطنية، وهوصاحب روايات دعاء الكروان، شجرة البؤس،أديب وغيرها، وكان هو من فتح الطريق أمام الأجيال الأحدث من الأدباء، وله كتب فى الدراسات الإسلامية مثل "الفتنة الكبرى " و"الوعد الحق" وغيرها،
ويختتم خالد إسماعيل حديثه مع الدستور، قائلًا: القيمة التى تعلمتها من هذا المثقف المستنير هى الإيمان بالعقل والعلم والعمل، والتمرد على الواقع بالطرق الشريفة، وعلى المستوى الإبداعى تعلمت منه أهمية اكتشاف المجتمع وتقديم همومه كما فعل هو نفسه فى روايته "دعاء الكروان" التى قدمت صورة المجتمع الصعيدى فى بدايات القرن العشرين.