"عمل في الصحافة مبكرا".. رحلة مأمون الشناوي مع الإبداع
110 أعوام مرت على ميلاد الشاعر مأمون الشناوي، الذي ولد في 28 أكتوبر لعام 1914، بحي السيالة بمدينة الإسكندرية، لأسرة مولعة بالثقافة والاطلاع كانت لها تأثير كبير عليه، مما جعله يحفظ الأشعار منذ صغره، ونمت موهبته سريعا، فكان والده يملك مكتبة كبيرة مليئة بآلاف الأعمال الأدبية في مختلف المجالات، وكان أخيه الأكبر هو الكاتب والشاعر كامل الشناوي.
الشعر والصحافة في حياة مأمون الشناوي
اتجه مأمون الشناوي إلى عالم الشعر وهو في المرحلة الابتدائية، بعدما قرأ كتاب "الأجنحة المكسورة" للشاعر جبران خليل جبران، كما كان يقرأ للشاعر أحمد شوقي والمتنبي، إلى أن استطاع أن يأخذ مكانته وسط شعراء جيله، بإرضاء كافة الأذواق، فضلا عن قدرته على إعادة صياغة أغاني الفلاحين والأغنيات الشعبية الفلكلورية المصرية.
وبدأ مأمون الشناوي حياته الأدبية بالعمل في الصحافة مبكرا، وكانت بداياته مع مجلة "روز اليوسف" حتى عام 1939، كما أنه عمل مساعد سكرتير تحرير ومشرف على باب الفن فى مجلة "آخر ساعة" 1939، وكان أحد مؤسسي جريدة "أخبار اليوم" التي عمل بها كسكرتير تحرير.
أعمال مأمون الشناوي
وكتب "الشناوي" ما يقرب 1000 أغنية لعدد كبير من عمالقة الفن والطرب ومنهم أم كلثوم ومحمد عبد الوهاب وعبد الحليم حافظ وفريد الأطرش وأسمهان وليلى مراد ونجاة وغيرهم، كما كان له الفضل فى تقديم وتبنى العديد من المواهب من أجيال مختلفة، وظل حتى أخر حياته حريصا على تشجيع المواهب الجديدة حتى بعد أن مرض وفقد بصره.
ومن بين الأغاني التي كتبها مأمون الشناوي لسيدة الغناء العربي أم كلثوم؛ "أنساك يا سلام" 1961، "كل ليلة وكل يوم" 1964، "بعيد عنك" 1965، وجميعها من ألحان بليغ حمدي، وكذلك أغنية "ودارت الأيام" 1970، وتشارك مع الموسيقار محمد عبد الوهاب في عدد من الأغاني العاطفية كان أولها "أنت وعزولي وزماني" عام 1941، ثم تلتها باقي الأغاني مثل "ردي عليا" من فيلم "ممنوع الحب"، "انسى الدنيا" من فيلم "رصاصة في القلب"، "آه منك يا جارحني"، "على بالي"، "قابلته"، "كل ده كان ليه"، "من قد إيه كنا هنا"، كما التقيا في عدد من الأغاني الوطنية مثل نشيد "الوادي"، "زود جيش أوطانك"، و"الجهاد".
مشاركته مع الموسيقار فريد الأطرش كانت لها النصيب الأكبر في أعمال مأمون الشناوي، إذ التقيا في مجموعة من أجمل أغانيه ومنها: "حبيب العمر، بنادي عليك، أول همسة، الربيع، حكاية غرامي، خليها على الله، سافر مع السلامة، نجوم الليل، جميل جمال، يا قلبي يا مجروح، ماتقولش لحد، لحن حبي، طال غيابك، «أنا كنت فاكرك ملاك»، أنت اللي كنت بادور عليك، أنا واللي بحبه، تقول لا، سنة وسنتين، حافضل أحبك، ليه دايما ماعرفش، أنا وانت والحب كفاية علينا، ماقدرش اقول آه، الحب لحن جميل، وباحبك أنت".
وتغنى العندليب عبد الحليم حافظ أيضا من كلمات مأمون الشناوي، أغاني عاطفية وأخرى وطنية، ومنها "إني ملكت في يدي زمامي" ألحان كمال الطويل، و"ثورتنا المصرية" ألحان رؤوف ذهني، كما ألف لأسمهان أغنيتين هما "قهوة"، و"امتى حتعرف" في فيلم "غرام وانتقام" عام 1944 وألف أغنية "ليه خلتني أحبك" للفنانة ليلى مراد وألحان كمال الطويل، وألف لفايزة أحمد "تهجرني بحكاية"، و"بصراحة" وكلاهما من ألحان محمد عبد الوهاب.