نوال السعداوى.. الكاتبة "المتوحشة والخطيرة" (بروفايل)
93 عامًا مرت على ميلاد الكاتبة والروائية نوال السعداوي، التي ولدت 27 أكتوبر لعام 1931، بقرية "كفر طحلة" التي تبعد 40 كيلومترًا شمال القاهرة، وحصلت على بكالوريوس الطب عام 1955 من جامعة القاهرة، وماجستير من جامعة كولومبيا بنيويورك 1965، ودراسة علمية ميدانية في الطب النفسي من جامعة عين شمس 1974، وشاركت في تأسيس جمعية الكاتبات المصريات 1975 وجمعية الثقافة الصحية 1968، كما أسست جمعية تضامن المرأة العربية الدولية 1982، وأصدرت مجلة "الصحة" 1968 ومجلة "نون" 1989.
نوال السعداوي والكتابة
واتجهت نوال السعداوي إلى الكتابة وتأليف القصص منذ كانت في الثالثة عشرة من عمرها، ورغم سنها الصغيرة إلا أنها كانت متأثرة بنفسها، وكانت تقرأ لكثيرين أمثال محمود سامي البارودي والعقاد وطه حسين والمنفلوطي وكل الآباء، إذ كان والدها يملك مكتبة كبيرة، ما جعلها تقرأ الجاحظ ولسان العرب والأصفهاني، فضلًا عن تعلم اللغة العربية، كما قرأت التوراة والقرآن والإنجيل في الطفولة وأحبت الشعر، فقد كان والدها شاعرًا وكاتبًا، ولكنه لم ينشر شيئًا، كان طوال الليل يقرأ الشعر الثوري ضد الملك والإنجليز فعاشت في بيئة ثورية فيها الشعر وفيها اللغة العربية.
وعرفت نوال السعداوي بجرأتها في مجال الدفاع عن المرأة، وآرائها الصادمة للكثيرين، ورغم تعرضها للانتقاد والتهميش في أحيان كثيرة بسبب توجهاتها ومواقفها، إلا أنها ظلت ثابتة على مبادئها وأفكارها، ونجحت في الوصول إلى القراء العرب والأجانب بفضل نشاطاتها وبفضل حركة الترجمة، وكتابتها للرواية والقصة القصيرة والمسرحية.
آراء نوال السعداوي
"لقد أصبح الخطر جزءًا من حياتي منذ أن رفعت القلم وكتبت.. لا يوجد ما هو أخطر من الحقيقة في عالم مملوء بالكذب".. من أشهر أقوال نوال السعداوي، إذ كانت من الشخصيات المثيرة للجدل، ففي عام 1981 ساهمت في تأسيس مجلة نسوية تسمى "المواجهة"، وفي 6 سبتمبر 1981، حكم عليها بالسجن في عهد الرئيس محمد أنور السادات، وأطلق سراحها في نفس العام بعد شهر واحد من اغتيال الرئيس.
سُجنت نوال السعداوي أيضًا في سجن النساء بالقناطر لمدة ثلاثة أشهر، وبعد خروجها كتبت عملها الشهير "مذكراتي في سجن النساء" 1983، ولم تكن تلك هي التجربة الوحيدة لها مع السجن، فقبل ذلك بتسع أعوام كتبت روايتها "امراة عند نقطة الصفر" عام 1975، حيث بُنيت على قصة حقيقية، وفيها ناقشت أشكال قهر الرجل للمرأة جسديًا ونفسيًا، وفي 12 مايو 2008 رفضت محكمة القضاء الإداري بمجلس الدولة في مصر إسقاط الجنسية المصرية عنها، في دعوى رفعها ضدها أحد المحامين بسبب آرائها.
ونتيجة لآرائها ومؤلفاتها رفعت العديد من القضايا ضد نوال السعداوي، وكانت تصريحاتها دائمًا ما تثير الجدل، فقد بدأت بمحاربة الختان منذ شبابها، وفي أحد حواراتها أعلنت عن أنها ترفض فكرة تعدد الزوجات، كما كانت ترى أن الحجاب والنقاب من صور العبودية وضد الأخلاق والأمن، وأن الحجاب لا يعبر عن الأخلاق، واستنكرت لماذا تتحجب المرأة ولا يتحجب الرجل؟ بالرغم من وجود شهوة لكل منهما؟