أساطير سيناء.. مجاهدون "من ذهب"
كتب أبناء سيناء أساميهم بحروف من ذهب في الدفاع عن أرض الوطن وحماية وصون مقدساته ضد العدو الإسرائيلي خلال حرب أكتوبر 1973، فهم حقًا أساطير خالدة في ذاكرة الأمة المصرية حيث أنهم مجاهدون ذو طابع خاص استطاعوا المحاربة جنبًا إلى جنب مع القوات المسلحة لتطهير أرض الفيروز، مسطرين تاريخ عظيم مليء بالتضحيات والبطولات، لتتحول سيناء من أرض المعارك والحروب إلى أرض السلام والتنمية والاستقرار.
فرحانة شيخة مجاهدي سيناء
أطلق لقب شيخة مجاهدي سيناء على الحاجة فرحانة، وهي مناضلة من سيناء اشتهرت ببطولاتها ودورها الهام في مساعدة القوات المسلحة المصرية أثناء حربها ضد العدو الإسرائيلي، حيث كانت تعمل في تجارة الأقمشة واستغلت سهولة دخلوها وخروجها من سيناء في نقل تحركات ومعدات وأسلحة الجيش الإسرائيلي إلى القوات المسلحة بالرغم من عدم إجادتها القراءة والكتابة ولكنها كانت تحفظ الرموز من على الدبابات الإسرائيلية وتنقلها إلى الضباط في الجيش المصري.
كما ساعدت الحاجة فرحانة في نقل قطعة سلاح من داخل أرض سيناء إلى القاهرة وسلمتها إلى الضابط المصري المكلف بتلقي المعلومات منها، وفي ذات مرة أعطى لها أحد المجاهدين في سيناء خريطة توضح أماكن تواجد العدو داخل مطار الجورة وهو المطار الذي كانت تتمركز فيه القوات الإسرائيلية، فقامت شيخة المجاهدين بوضع الخريطة داخل الثوب الخاص بها وخيطت الثوب بحيث لا يستدل على الخريطة من بين ثيابها وتم وصولها بنجاح إلى القاهرة.
تقديرًا لجهود الحاجة فرحانة في خدمة القوات المسلحة أثناء حرب 1973، وجه السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، بإطلاق اسمها على أحد أحياء سيناء حيث جاء ذلك خلال احتفالية القبائل العربية التي أقيمت أمس السبت 26 أكتوبر 2024 على استاد مصر بالعاصمة الإدارية.
عبد الكريم أحمود أصغر مجاهدي سيناء
يعتبر عبد الكريم أحمد محمد أحمود، أحد رموز المقاومة الشعبية التي ناضلت ضد العدو الإسرائيلي منذ النكسة وحتى انتصار أكتوبر 73، حيث انضم عبد الكريم إبراهيم إلى المقاومة الشعبية وهو في سن صغير لم يتجاوز السابعة عشر عام، فانضم إلى مقاومة سيناء العربية التي واجهت العدو الإسرائيلي ولم يستسلموا لنكسة 67 بل أصروا على استرجاع الأرض وتطهيرها من الاحتلال، وكان له دور بارز في مساعدة الجنود المصريين في العبور من الضفة الغربية إلى بورسعيد عن طريق اللنشات الصغيرة.
كما كان له دور كبير في العبور إلى سيناء وجمع المعلومات عن العدو ونقلها إلى المقاومة الشعبية التي كانت تقوم بدورها بتوجيه ضربات عنيفة إلى الجنود الإسرائيليين، كما تمكن من زيارة السجناء، وأدرك العدو مدى خطورته وقام بإلقاء القبض على والد عبد الكريم حتى يضغطوا عليه وإجباره على الاستسلام وتسليم نفسه إلى الجيش الإسرائيلي إلا أنه أبى أن يسلم نفسه وظل يتحرك متخفيًا لتجميع المعلومات ونقلها إلى المقاومة الشعبية من أجل تطهير سيناء، وبعد الانتصار في حرب 1973 تم تكريمه ومنحه نوط الامتياز من الطبقة الأولى تقديرًا لدوره العظيم أثناء الحرب.
حسن الخلفات أبرز من دافعو عن أرض سيناء
يعتبر حسن الخلفات شيخ مجاهدي سيناء، من أبرز من دافعو عن أرض الفيروز ضد العدو الإسرائيلي، حيث استطاع أن ينفذ أكثر من 150 عملية بها ضد العدو الإسرائيلي خلال فترة حرب الاستنزاف، كما قام بمنع الإمدادات اللوجستية للعدو عن طريق استهداف قطار الشيخ زويد أثناء حرب الاستنزاف.
نجح شيخ المجاهدين أيضًا في تدمير 7 مروحيات للعدو وذلك من خلال استهدافهم داخل مطار العريش، كما استطاع أن يقوم بعمليات نوعية ضد القيادة العامة للجيش الإسرائيلي ومهاجمتهم بـ 7 صواريخ مما كان له تأثير سلبي على معنويات العدو الإسرائيلي، وبعد الانتصار في حرب 73 حصل حسن الخلفات على نوط الامتياز من الطبقة الأولى من الرئيس الراحل محمد أنور السادات تقديرًا لجهوده الكبيرة ومساندته القوات المسلحة المصرية.