ترشح لـ نوبل.. حكايات من حياة اليوناني نيكوس كازانتزاكيس
"لا آمُل في شيء، لا أخشى شيئا، أنا حر" هذه الكلمات كتبت على ضريح الروائي والفيلسوف اليوناني نيكوس كازانتزاكيس، الذي رحل عن عالمنا في 26 أكتوبر لعام 1957، فكان يطلب في آخر أيامه أن يمد الله في عمره عشر سنوات أُخر ليكمل أعماله، وكان يتمنى لو كان في إمكانه أن يتسول من كل عابر سبيل ربع ساعة بما يكفي لإنهاء عمله.
مناصب عديدة تولاها نيكوس كازانتزاكيس؛ أولها في عام 1912 فقد تطوع بالجيش اليوناني في حرب البلقان، ثم عين في 1919 مديرا عاما في وزارة الشؤون الاجتماعية في اليونان، وكان مسؤولا عن تأمين الغذاء لحوالى 15 ألف يوناني وعن إعادتهم من القوقاز إلى اليونان، لكنه استقال بعد ذلك من منصبه.
وعمل في السياسة لفترة قصيرة، ثم عين وزيرا في الحكومة اليونانية عام 1945، ثم مديرا في اليونسكو في 1946.
وكانت وظيفته العمل على ترجمة كلاسيكيات العالم لتعزيز جسور التواصل بين الحضارات، خاصة بين الشرق والغرب، واستقال بعد ذلك ليتفرغ للكتابة.
أعمال نيكوس كازانتزاكيس
اشتهر نيكوس كازانتزاكيس بروايته "زوربا اليوناني"، ثم زادت شهرته عالميا بعد عام 1964 حيث أنتج فيلم "زوربا اليوناني" للمخرج مايكل كاكويانيس والمأخوذ عن روايته، وتجددت شهرته عام 1988 بعد إنتاج فيلم "الإغواء الأخر للمسيح" للمخرج مارتن سكورسيس وهو مأخوذ عن رواية لكازنتزاكيس أيضا.
كتب وترجم العديد من الأعمال الأدبية الهامة، نذكر منها: تصوف: منقذو الآلهة، الثعبان والزنبقة، الحرية أو الموت، فقير أسيزي، الأخوة الأعداء، الإغواء الأخير للمسيح، الأوديسة: التكملة الحديثة (1929-1938)، الكوميديا الإلهية لدانتي، دون كيخوتي ديلامانشا لثربانتس، هكذا تكلم زاردشت لنيتشه، الإسكندر الأكبر (كتاب للأطفال)، الآلام باليونانية أو المسيح يصلب من جديد، رحلة إلى مصر: الوادي وسيناء، رحلة إلى فلسطين، وغيرها.
تعرضتْ بعضُ أعمال نيكوس كازنتزاكيس للرقابة، ومُنعَ نشرُها في بعض دول العالم. إلا أن كتاب الإغواء الأخير للمسيح الذي نُشِرَ في العام 1951 اعتُبِرَ الأكثر إثارة للجدل، إلى درجة أن الكنيسة الكاثوليكية الرومانية منعت الكتاب، كما عمد البابا آنذاك إلى إدراج كتابه ضمن لائحة الكتب الممنوعة في الفاتيكان سنة 1954 والذي أثار الجدل ذاته بعد أن قام المخرج الأمريكي مارتن سكورسيزي بإخراج هذا العمل في ثمانينيات القرن الماضي.
حصد نيكوس كازنتزاكيس في 28 يونيو لعام 1957 جائزة لينين للسلام في مدينة فيينا، وترشح في 1956 لجائزة نوبل، لكنه خسرها بفارق صوت واحد في التصويت، وحصل عليها ألبير كامو.