بيتر ماهر الصغيران: القصة القصيرة من أهم روافد التراث الشعبي
تحدث القاص الشاب، بيتر ماهر الصغيران، خلال مشاركته في فعاليات الدورة الثالثة لملتقى ذاكرة القصة المصرية، والمنعقد بمركز سيا الثقافي، عن الذاكرة الحضارية في الأدب القصصي.
وقال “الصغيران”: يعتبر التراث بشكل عام وعاء لحفظ ذاكرة الشعوب، بحسب تعريف الباحث فاروق خورشيد في كتابه الموروث الشعبي، مصطلح التراث الشعبي مصطلح شامل نطلقه لنعني به عالما متشابكا من الموروث الحضاري والبقايا السلوكية والقولية التي بقيت عبر التاريخ وعبر الانتقال من بيئة لبيئة ومن مكان لمكان في الضمير للإنسان المعاصر وهو بهذا يضم البقايا الأسطورية أو الموروث الميثولوجي القديم كما يضم الفلوكلور في البيئات المختلفة
وأوضح “الصغيران”: يضم هذا المصطلح أيضا الأدب الشعبي المدون والشفاهي مصطلح التراث الشعبي بهذا التعريف يضم الممارسات السلوكية والطقسية معا كما يضم الفلكلور والميثولوجي ويضم أيضا الأدب الشعبي الذي أبدعه الضمير الشعبي أو العطاء الجمعي من القديم إلى اليوم).
من هذا التعريف، يمكن أن نرى أن التراث المصري متنوع وبشدة ؛ نظرا لعدد من الحضارات التي مرت على مصر، كل تلك الثقافات تركت أثرها الثقافي والحضاري عليها.
وتابع: البيئة المصرية في حد ذاتها امتازت بالتنوع، ما بين الصحراء والنيل والبحر المتوسط والأحمر، مما أدى إلى تشكيل تراث ثقافي وبيئي ضخم، يحتاج منا إلى مرات عديدة من القراءة والدراسة، لذلك نجد تنوعا كبيرا من الأشياء، التي يمكن أن تكون عوامل جذب لأي كاتب، يريد الاستفادة بمثل تلك المفردات الحضارية الثقافية، على المستوى الروائي أو القصصي.
تعتبر القصة القصيرة من أهم روافد التراث الشعبي
وأردف “الصغيران”: ركز الكاتب الكبير يوسف الشاروني، في كتاباته النقدية للحديث عن القصة القصيرة المعاصرة،على التحولات التي شهدتها القصة عبر أزمنة مختلفة، فقد ظلت القصة لفترة طويلة تنتقل عن طريق النقل الشفهي وعرفت في تلك الحقب بالنوادر أو بالسير الشعبية إذا كان النص طويلا، ثم تحولت إلى أشياء يتم تداولها في المجالس وعلى المقاهي الشعبية فقد أصبح المتلقي هنا جماعة تنتظر قصة اليوم، واعتمد هذا الشكل على الأحداث المسلسلة حتى يسهل على المتلقي تتبعها فكان أبطالها الأساسين من حكايات جسدت المثل العليا وأحلام الجماهير.
وكانت تدور في فلك الفانتازيا التي تجاوزت المكانية والزمانية ومع ذلك حاول كل راوي تصوير الأحداث على أنها حقيقة تمت بالفعل.
واحتوت الألفاظ على خليط ما بين الفصحى والعامية حتى يسهل حفظها مع إدخال شكل النثر المسجوع الذي جعل الملاحم دراما قابلة للأداء التمثيلي أو الغنائي، لكن في نفس الوقت لم يكن المؤلف على الحياد التام فقد تدخل لمناصرة شخصية على حساب الأخرى حتى يرضي ذوق المتلقي.