خلال ملتقى ذاكرة القصة المصرية..
القاص هانى منسى: العرق لا يمكن أن يكون له أى تأثير على الثقافة
تحدث القاص، هاني منسي، خلال فعاليات الدورة الثالثة لملتقى ذاكرة القصة المصرية، والتي تعقد بمركز سيا الثقافي.
وقال منسى: إن بعض الدلالات الثقافية لم تقرأ جيدًا وبعمق يفقد المعنى لدى المتلقى، وأنه لا بد من دراية بالأنساق المضمرة للنصوص لدى القارئ.
وفيما يتعلق بالإثنيات والتعبير عنها ضمن اللاوعى لدى المنتمين لتلك الإثنيات، لافتًا إلى أن القصة تعود جذورها للإنسان الأول وهو ما لفت إليه القاص سيد الوكيل فى مؤلفاته.
وأوضح "منسى"، أن الراحل حمدى أبوجليل وقصصه مثل قصة "أمي" يستدعي الأم وأنساقها الثقافية في البيئة البدوية، وما تتضمنه البيئة البدوية من إثنيات، كما يرتكز على طرح العديد من التساؤلات خاصة ما يتعلق منها الوجود والهوية.
وتابع: تتضح الإثنية الثقافية لهذه البيئة البدوية - في قصة أمي - على مستوى السرد، والشخصيات واللغة، فيسرد معاناة الأم التي لم يعرف لها تاريخ ميلاد، وتسجل في خانة الميلاد ساقطة قيد، وتأتي لها رسائل من هيئة المعاشات التي تحذر من أي محاولة للزواج معناها انقطاع المعاش، في هذه البيئة تتفرغ الأم لأولادها حتى انقطاع "المعاش" الطبيعي من الحياة، فهي آخر من يمكن أن يوجه له مثل هذه الرسائل، فقد استغنت الأم عن مظاهر الحياة التافهة، أغلقت الباب الخارجي كمن تعزل روحها عن العالم، وأغلقت كل الحجرات، اكتفت بحجرة واحدة تقضي فيها كل الوقت.
وأوضح منسي: إذا كانت الإثنية الثقافية عبارة عن مجموعة من السمات المكتسبة اجتماعيًا، فقد يبدو أن العرق لا يمكن أن يكون له أي تأثير على الثقافة، حيث إننا نعني بالخصائص العرقية تلك التي تكون فطرية بحكم الأسلاف. ومع ذلك، فإن هذا لا يعني كي يتم اكتساب سمات معينة، فإن نوعًا معينًا من الأساس العضوي هو شرط أساسي مطلق؛ فالشمبانزي أو الخفاش غير قادر على اكتساب الثقافة البشرية من خلال البيئة الاجتماعية.
واختتم: الإثنية الثقافية تجمع الشعوب وتحاول دمجهم، تبحث عن المشتركات بين الأفراد والجماعات وإبرازها والافتخار بها كوحدة مجمعة من مشارب مختلفة، أما العرق يفرق بين الناس حسب الجينات الموروثة، يسعى أفراده إلى التمايز على الآخرين، لذا أغلب الدول التي بها إثنيات عرقية واضحة تنشأ فيها الكثير من الصراعات الداخلية، أما الدولة التي بها إثنيات ثقافية متنوعة لا يوجد بها مثل هذه الصراعات على أساس العرق، بل نجد أن هذه الإثنيات تتعايش مع بعضها البعض، تتزاوج، تمتزج، قد تنتج عنها إثنيات ثقافية بملامح مختلفة أو خلق إثنيات جديدة بعد فترات طويلة.