لماذا يدعم أغنى رجل فى العالم ترامب بـ«مليون دولار يوميًا»؟
قبل أيام من انطلاق ماراثون الانتخابات الرئاسية الأمريكية، المُقررة في الخامس من نوفمبر المقبل، أثار الملياردير الأمريكي إيلون ماسك، الرئيس التنفيذي لشركة "تسلا"، جدلًا واسعًا بعد إعلان تبرعه بحوالي 44 مليون دولار لدعم انتخاب المرشح الجمهوري والرئيس الأسبق دونالد ترامب، ما يجعله ثاني أكبر داعم مالي لترامب، حسبما أفادت مجلة "فوربس" الأمريكية.
وذكرت "فوربس" في تقريرٍ لها عبر موقعها الإلكتروني، أن إيلون ماسك تبرع حتى الآن بنحو 120 مليون دولار إلى لجنة العمل السياسي المستقلة التي تساعد في انتخاب الرئيس السابق دونالد ترامب.
ماسك يدعم ترامب بملايين الدولارات
أظهرت نتائج الإفصاحات الفيدرالية الأمريكية، أن "ماسك" تبرع بمبلغ 43.6 مليون دولار إلى لجنة العمل السياسي الأمريكية في الفترة من 1 إلى 16 أكتوبر، وفقًا للإيداعات المقدمة إلى لجنة الانتخابات الفيدرالية، والتي ستكون المرة الأخيرة التي يتم فيها الإبلاغ عن تبرعات لجنة العمل السياسي الأمريكية علنًا قبل يوم الانتخابات.
يضاف هذا إلى مبلغ 75 مليون دولار قدمها "ماسك" بالفعل إلى لجنة العمل السياسي الأمريكية حتى 30 سبتمبر الماضي، وتشكل أمواله ما يقرب من 130.3 مليون دولار جمعتها لجنة العمل السياسي الأمريكية بشكل عام.
وأشارت المجلة إلى أن الرئيس التنفيذي لشركة تسلا أنفق الآن أكثر من 118 مليون دولار لتمويل لجنة العمل السياسي المستقلة، بينما أصبح أحد أبرز مؤيدي ترامب، فضلًا عن عروضه البالغة مليون دولار للناخبين التي تخضع حاليًا للتدقيق القانوني في الولايت المتحدة.
المال مقابل القانون
وأثارت لجنة العمل السياسي الأمريكية جدلًا خلال الأسابيع الأخيرة؛ بسبب الحوافز التي يقدمها "ماسك" للناخبين في الولايات المتأرجحة بقيمة مليون دولار يوميًا، حيث يفوز عشوائيًا واحد من بين الموقعين على عريضة أطلقها ماسك، لدعم دونالد ترامب في المنافسة الرئاسية.
حذَّر خبراء قانونيون من أن خطة دفع مليون دولار للناخبين من المحتمل أن تتعارض مع القانون الفيدرالي، الذي يحظر على أي شخص تقديم أموال أو مكافآت أخرى لإغراء الأمريكيين بالتصويت أو التسجيل للتصويت.
ويشير الخبراء إلى أن هذا قد ينطبق على هدايا لجنة العمل السياسي الأمريكية، لأن الأشخاص مؤهلون فقط للحصول على مليون دولار إذا كانوا ناخبين مسجلين في ولاية متأرجحة، وأرسلت وزارة العدل الأمريكية خطابًا إلى لجنة العمل السياسي تُحذِّر فيه من أن مسابقاتها قد تنتهك القانون الفيدرالي، والذي يعاقب عليه بغرامة تصل إلى 10000 دولار أو ما يصل إلى السجن خمس سنوات.
ماسك أكبر المانحين
وفقًا للتقرير الأمريكي، فقد أصبح "ماسك" الآن ثاني أكبر مانح فردي مؤيد لترامب في هذه الانتخابات بعد الملياردير "تيموثي ميلون"، الذي تبرع بمبلغ 150 مليون دولار حتى الآن لمساعدة الرئيس السابق، فيما توجَّه التبرعات إلى لجان العمل السياسي المستقلة، وليست حملة ترامب نفسها.
كما دعم ماسك ترامب شخصيًا في الحملة الانتخابية، حيث ظهر مع الرئيس السابق في تجمع انتخابي وترأس أحداثه الخاصة في بنسلفانيا خلال الأيام الأخيرة.
وتُقدِّر "فوربس" صافي ثروة "ماسك" بنحو 269.8 مليار دولار، مما يجعله أغنى شخص في العالم.
وتُظهر إفصاحات لجنة الانتخابات الفيدرالية التي تم إصدارها يوم الخميس، أن "ماسك" تبرع أيضًا بمبلغ 10 ملايين دولار لصندوق قيادة مجلس الشيوخ، وهي لجنة عمل سياسي لانتخاب أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين، بالإضافة إلى التبرع بمبلغ 2.3 مليون دولار لصندوق عمل لجنة العمل السياسي الفائقة.
وقبل شهر أكتوبر، قدَّم ما يقرب من 300 ألف دولار للجنة الكونجرس الجمهورية الوطنية التي تساعد في انتخاب المشرعين الجمهوريين لمجلس النواب، إلى جانب مساهمات أصغر للأحزاب الجمهورية في كاليفورنيا.
كما قدم مليون دولار في الربع الأخير إلى لجنة العمل السياسي المبكرة، وهي لجنة عمل سياسي فائقة مخصصة لتسجيل الجمهوريين للتصويت وإقناعهم بالتصويت المبكر، ومع ذلك، ورد أن "ماسك" قدَّم أموالًا أكثر بكثير دون الإبلاغ عنها علنًا.
واختتمت "فوربس" تقريرها بأن "ماسك" أصبح أحد أكبر داعمي ترامب في الانتخابات الرئاسية، مما يمثل تحولًا في موقفه حيث سبق له التبرع للديمقراطيين وانتقد الرئيس السابق.
وطرح ترامب فكرة جعل ماسك جزءًا من إدارته، مما يشير إلى أنه قد يكون وزيرًا في حكومة الرئيس الجمهوري حال فوزه.