"الشمس تسبح في نهر عظيم".. معتقدات فرعونية غريبة عن السماء والقمر
أبحر عالم المصريات والمستشرق الاسكتلندي، جيمس بيكي، في حضارة المصريين القدماء عبر الكثير من الكتب حول أفكارهم وعاداتهم وحضارتهم الإنسانية.
وفي كتابه "مصر القديمة"، وترجمة الأديب نجيب محفوظ، يستكشف جيمس بيكي تفاصيل لا يعرفها الكثيرون عن المصري القديم.
أفكار غريبة للمصريين القدماء عن السماء والقمر
وتساءل جيمس بيكي: ما هي السماء، وأين توجد؟ وكيف يسكنها الناس بعد الموت؟ وأي نوعٍ من الحياة يعيشون فيها؟.. وهذه الأسئلة جميعها، حاول جيمس بيكي من خلال أبحاثه الرد عليها، وعلق: "كان لهم أفكار غريبة عن السماء والقمر".
الشمس تسبح في نهر عظيم
وكتب جيمس بيكي، في كتابه "مصر القديمة": كانوا يعتقدون مثلا أن السماء الزرقاء صحن حديدي يشمل الفضاء الموجود فوق الدنيا، وهذا الصحن مرفوع على جبالٍ في أربعة أركان؛ هي الشمال والجنوب والشرق والغرب، والنجوم مصابيح مُعلقة في بطن القبَّة العظيمة.
وأضاف “بيكي” عن معتقدات المصريين القدماء، حول الشمس والطبيعة: "كانوا يتصورون أن حول العالم يجرى نهر عظيم، وهو الذي تَسبح فيه الشمس يومًا بعد يومٍ في سفينتِها مرسلة الأنوار للدنيا، ونحن نستطيع رؤيتها في أثناء سَيرها من الشرق إلى الغرب، أما بعد ذلك فيجري النهر خلف جبالٍ شاهقةٍ تحجُبُ الشَّمس عنَّا، وهنالك تبدأ رحلة الشمس في عالَم الظلام.
القمر يصطدم كل شهر بعدو لدود
وعن معتقدات القدماء المصريين حول القمر، لفت جيمس بيكي: يتبع الشمس في سَيرها القمر، وهو يبحِر في سفينة خاصة، وتحرسه عينان لا تغفُلان عنه أبدًا، ومما يدعو لهذه الحراسة أن القمر يصطدم كل شهر بعدو لدود يظهر له في شكل خِنزير، ففي بحر أسبوعين يسير القمر مُطمئنًّا، يكبر ويستدير إلى أن ينتصفَ الشَّهر ویکون قد بلغ تمامه، فيتمكن الخِنزير من طعنِه ويزحزحه عن مكانه، ويطرحه في النَّهر، فيأخذ في النُّقصان والزوال حتى مستهل الشهر الثاني؛ حيث تعود الحياة إليه رُويدًا رُويدًا.
ولفت المستشرق الاسكتلندي، إلى أن هذه هي أفكار قدماء المِصريين عن دورة القمر وزيادته ونقصانه، وكان لهم أفكار أخرى لا تقل عن هذه غرابة.
وأشار إلى اعتقاد المصريين القدماء عن الحياة التي يحياها الناس في السماء، موضحًا: بعد انتهاء حياتهم على الأرض؛ فإنه لم يوجَد شعبٌ من الشعوب كان يصدق ويُؤمن بخلود الأرواح بعد الموت مثل المِصريين، وفوق ذلك كانوا يعتقدون بأن كل ميت يبدأ حياة جديدة، يسعَد فيها أو يشقي تبعًا لِما كان يفعله في الدنيا من الخير أو الشر.