استشهاد 20 مدنيًا فى غزة مع تشديد إسرائيل حصارها للشمال
قال مسعفون وسكان إن الضربات الإسرائيلية في أنحاء غزة تسببت في استشهاد 20 شخصًا يوم الأربعاء مع تكثيف قوات الاحتلال الإسرائيلية حصارها للأجزاء الشمالية من الجيب الفلسطيني، وحاصرت المستشفيات وملاجئ اللاجئين، وأمرت السكان بالتوجه جنوبًا.
وقالت وزارة الصحة في غزة ومنظمة الصحة العالمية إنهما لن تتمكنا من بدء حملة تطعيم ضد شلل الأطفال في شمال غزة كما هو مخطط له بسبب القصف المكثف والنزوح الجماعي وانعدام الوصول.
بدأت قوات الاحتلال الإسرائيلية العملية في الشمال قبل حوالي ثلاثة أسابيع بهدف معلن هو منع مقاتلي حماس من إعادة تجميع صفوفهم، وتكثفت العملية منذ استشهاد زعيم حماس يحيى السنوار قبل أسبوع.
وقال حلفاء إسرائيل، بما في ذلك الولايات المتحدة، إنهم يأملون أن يوفر استشهاد السنوار "زخمًا جديدًا للسلام من خلال السماح لإسرائيل بالإعلان عن أنها حققت بعض أهدافها الرئيسية في غزة"، وفق رويترز.
ولكن حتى الآن، يبدو أن قوات الاحتلال الإسرائيلية كثفت هجومها، خاصة على المناطق الشمالية، حيث تقول إسرائيل إن مقاتلي حماس يعيدون تجميع صفوفهم في أنقاض المناطق التي كانت من بين أولى المناطق المستهدفة من قبل الحملة الإسرائيلية العام الماضي.
وأعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي يوم الجمعة الماضي عن أنه أرسل وحدة عسكرية أخرى إلى جباليا على الحافة الشمالية لقطاع غزة. ويقول السكان إن القوات حاصرت الملاجئ، ما أجبر النازحين على المغادرة، بينما قامت بجمع العديد من الرجال. وقالت وزارة الصحة إن 650 شخصًا على الأقل استشهدوا منذ بدء الهجوم الجديد.
من بين ما لا يقل عن 20 شخصًا قيل إنهم استشهدوا في ضربات عسكرية إسرائيلية في القطاع الفلسطيني يوم الأربعاء، كان 18 حالة منها في شمال غزة.
وقالت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) اليوم الأربعاء إن أحد موظفيها قُتل عندما أصيبت مركبة تابعة للأونروا في دير البلح في وسط قطاع غزة. وقال المسعفون إن شقيق الرجل استشهد أيضًا. وقالت بلدية مدينة غزة إن اثنين من عمال المدينة استشهدا وأصيب ثلاثة آخرون في ضربة هناك.
وقال مسئولون في الصحة والطوارئ المدنية إن عشرات الجثث لفلسطينيين استشهدوا بنيران إسرائيلية في جباليا وحولها تناثرت على جوانب الطرق وتحت الأنقاض، حيث لم تتمكن الفرق الطبية من الوصول إليهم.
وتوقفت المستشفيات في الشمال عن تقديم الخدمات الطبية أو بالكاد تعمل بسبب الهجوم. وتقول المستشفيات التي رفض الأطباء فيها أوامر الإخلاء الإسرائيلية إنها تعاني من نقص الدم لنقل الدم وكذلك التوابيت والأكفان للقتلى.
وقالت وزارة الصحة في غزة في بيان "ندعو العالم الذي فشل في توفير الحماية والمأوى لشعبنا ولم يتمكن من توصيل الغذاء والدواء إلى بذل الجهود لإرسال الأكفان لقتلانا".
وتوقفت حملة التطعيم ضد شلل الأطفال التي أطلقت بعد إصابة طفل بالشلل بسبب المرض في غزة لأول مرة منذ 25 عامًا.
وقال مجدي ضهير المسئول في وزارة الصحة "لم نتمكن من إطلاق الحملة لتطعيم 120 ألف طفل في مدينة غزة وشمال غزة اليوم بسبب الحصار والعدوان الإسرائيلي".
قالت وحدة المساعدات الإنسانية العسكرية الإسرائيلية، التي تشرف على المساعدات والشحنات التجارية إلى غزة، إن حملة التطعيم في شمال غزة ستبدأ في الأيام المقبلة، "بعد تقييم مشترك وبناءً على طلب" منظمة الصحة العالمية وصندوق الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف).
دعوة للهدنة
زار وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن إسرائيل وكان متوجهًا إلى المملكة العربية السعودية للضغط من أجل وقف إطلاق النار، وهى أول مبادرة سلام أمريكية كبرى منذ مقتل زعيم حماس السنوار والأخيرة قبل الانتخابات الرئاسية في 5 نوفمبر والتي قد تقلب السياسة الأمريكية في المنطقة.
ودعت واشنطن إسرائيل إلى السماح بمزيد من الإمدادات الإنسانية بدخول شمال غزة. وزعمت إسرائيل إن المساعدات تم تسليمها في عشرات الشاحنات، بالإضافة إلى عمليات الإنزال الجوي، لكن مسعفين في غزة يقولون إن المساعدات لم تصل إليهم.
وقال مكتب تنسيق أعمال الحكومة في المناطق يوم الثلاثاء إن 237 شاحنة تحتوي على مساعدات إنسانية من الأردن والمجتمع الدولي تم نقلها إلى شمال غزة خلال الأيام القليلة الماضية.