عيد القوات البحرية المصرية.. قوة السيادة فى المياه الإقليمية
تتجدد نسمات الانتصار مع قدوم شهر أكتوبر من كل عام، لتعيد إلى الأذهان ذكريات نصر غيّر الكثير من مفاهيم استراتيجيات الحرب في العالم، حيثُ ذكريات تروي حكايات الفداء والتضحية وقدرة المصريين على تحويل الهزيمة إلى انتصار.
في 21 أكتوبر من كل عام، يحتفي الجيش المصري بذكرى إغراق المدمرة "إيلات"، حيث يُعتبر هذا اليوم رمزًا للفخر والاعتزاز للقوات البحرية، فقد حقق رجال لنشات الصواريخ المصرية عام 1967 هذا الانتصار الباهر، الذي يعد واحدًا من أعظم الإنجازات في تاريخ البحرية المصرية.
كان هذا المجد دليلًا قاطعًا على قوة وعزيمة القوات المسلحة، ومقدمة للنصر العظيم الذي تحقق في 6 أكتوبر 1973، فمنذ تأسيس القوات البحرية عام 1809، خاضت البحرية المصرية معارك شرسة ومرت بمراحل تطور متعددة، لتصبح اليوم قادرة على تأمين مصالح الدولة وأمنها القومي بفضل الدعم المستمر.
ذكرى إغراق المدمرة “إيلات”
تاريخ البحرية المصرية حافل بالتضحيات، ويوم 21 أكتوبر 1967 يظل يوم العزة والكرامة، حيثُ تم تنفيذ هجوم غير مسبوق من قاعدة بورسعيد البحرية باستخدام صواريخ "سطح/ سطح" ضد المدمرة الإسرائيلية "إيلات"، التي اخترقت المياه الإقليمية المصرية.
هذا الانتصار يعد معجزة عسكرية أسهمت في تغيير الفكر الاستراتيجي العالمي، وقد تم اختيار هذا اليوم ليكون عيدًا للقوات البحرية المصرية، إذ تُعتبر القوات البحرية المصرية الأقوى في الشرق الأوسط وإفريقيا، حيث تحتل المرتبة السابعة عالميًا من حيث عدد السفن، وتُعد من أعرق الأسلحة البحرية على مستوى العالم.
دعم مستمر وتحديث دائم
وتواصل القوات البحرية تحديث قدراتها القتالية، عبر إدخال وحدات حديثة لتعزيز قدرتها على حماية الثروات البحرية في البحرين المتوسط والأحمر، ويشمل هذا التطوير العنصر البشري، حيث تسعى القوات البحرية إلى تأهيل مقاتلين محترفين قادرين على استخدام التكنولوجيا الحديثة.
تُعقد تدريبات مشتركة مع الدول الشقيقة والصديقة لتعزيز التكتيكات البحرية وتبادل الخبرات، ما يعزز مكانة مصر على الساحة الدولية ويقوي علاقات التعاون والصداقة.
كما تسهم هذه التدريبات في مكافحة الأنشطة غير المشروعة في البحر وتعزيز الأمن البحري.
من خلال تلك الجهود، تستمر القوات البحرية المصرية في كتابة تاريخ جديد من الفخر والبطولة، متمسكة برؤيتها للدفاع عن الوطن وتعزيز مكانته على الصعيدين الإقليمي والدولي.
عمالقة البحار
نشرت القناة الرسمية لوزارة الدفاع والإنتاج الحربي- أمس الأحد- فيلمًا تسجيليًا من إنتاج إدارة الشئون المعنوية للقوات المسلحة، بمناسبة الاحتفال بعيد القوات البحرية المصرية الـ57، بعنوان "عمالقة البحار".
وأبرز الفيلم الشجاعة الفائقة لرجال القوات البحرية، الذين لا يهابون الموت ولا يترددون في تقديم أرواحهم فداءً للوطن.
وأكد الفيديو على المهارات العالية والجاهزية القتالية التي يتمتع بها هؤلاء الرجال، بالإضافة إلى التطور النوعي في منظومتهم التسليحية وقدراتهم القتالية، ما يعزز قدرتهم على مواجهة التحديات الأمنية وحماية ثروات مصر الطبيعية على امتداد مياهها الإقليمية.
وأشار الفيديو إلى تاريخ القوات البحرية المصرية الذي يمتد إلى عام 1809، حين أُسس الجيش البحري تحت حكم محمد علي باشا، ومنذ ذلك الحين، شهدت القوة البحرية المصرية نموًا ملحوظًا، مستندة إلى روح بطولية تعكس دور مصر الإقليمي.
وأوضحت القوات المسلحة تاريخ القوات البحرية الذي يُسجّل إنجازات عظيمة، أبرزها إغراق المدمرة إيلات في 21 أكتوبر 1967، والذي تم اعتباره عيدًا للقوات البحرية.
وأكدت أنَّ القوات البحرية لعبت دورًا محوريًا في تحقيق الانتصارات خلال حرب أكتوبر، حيث أسهمت بشكل كبير في تعزيز القوة العسكرية للبلاد.
ولفتت إلى أنَّ القوات البحرية تواصل تحديث وتطوير قدراتها من خلال انضمام وحدات ومعدات حديثة، بما يتماشى مع أحدث نظريات التسليح العالمية، كما تسعى للاستفادة من قدراتها الفنية من خلال تصنيع العديد من الوحدات البحرية بأيادٍ مصرية.
وأشارت إلى أنَّ العديد من الدول الصديقة والشقيقة تقوم بإجراء تدريبات مشتركة مع القوات البحرية المصرية، ما يسهم في تبادل الخبرات وتعزيز التعاون العسكري بين الجانبين.