بعد اغتيال السنوار.. هل تنجح جولة بلينكن المرتقبة للمنطقة فى إنهاء حرب غزة؟
يخطط وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، للتوجه إلى إسرائيل ودول أخرى في الشرق الأوسط هذا الأسبوع، وهى رحلته الحادية عشرة إلى المنطقة منذ اندلاع حرب غزة.
وتسعى إدارة بايدن إلى الاستفادة من استشهاد زعيم حماس يحيى السنوار في حملة دبلوماسية جديدة لإنهاء الحرب الدموية في غزة، لكن إسرائيل وحماس تشيران إلى أنهما غير مستعدتين بعد لوقف القتال.
ووفقًا لما أوردته صحيفة "وول ستريت جورنال"، تواجه المبادرة الأمريكية التي سيبحثها بلينكن بشكل أعمق خلال جولته للمنطقة، مجموعة من العقبات الأخرى، ليس أقلها تحديد من سيتولى قيادة الجماعة الفلسطينية المسلحة واحتمال أن يؤدي الهجوم الإسرائيلي المرتقب على إيران، ردًا على الهجوم الصاروخي للأخيرة، إلى تصعيد القتال في جميع أنحاء المنطقة.
إنهاء الحرب
ينظر إلى اغتيال السنوار، العقل المدبر المزعوم لهجوم 7 أكتوبر، والذي تعتبره واشنطن "عقبة كبيرة أمام السلام"، في 17 أكتوبر، على أنه اختراق محتمل، حيث وصفت وزارة الخارجية الأمريكية استشهاده بأنه فرصة لإنهاء الصراع في غزة وتأمين إطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين.
وقال الرئيس الأمريكي جو بايدن إن الوقت قد حان الآن "للمضي قدمًا" وتأمين وقف إطلاق النار.
في مكالمة هاتفية، ضغط بلينكن على رئيس وزراء قطر، التي عملت كوسيط مع حماس، "لمضاعفة الجهود لإنهاء الصراع". كما أجرى مكالمات مماثلة مع وزير الخارجية السعودي والرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ، وفقًا لبيان صادر عن وزارة الخارجية الأمريكية.
وجاء في البيان أن المحادثات التي تمت في إطار إعلان إسرائيل قتلها زعيم حماس يحيى السنوار، سلطت الضوء على أهمية خريطة طريق لشعب غزة "لإعادة بناء مدنهم وحياتهم" بعد وقف الأعمال العدائية.
وجدد بلينكن دعم الولايات المتحدة الجهود الدبلوماسية لحل النزاعات على طول الخط الأزرق بين إسرائيل ولبنان- الحدود الفعلية بين البلدين- بما يتماشى مع قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 1701.
وأضاف البيان أيضًا أنه في مكالمة هاتفية، هنأ بلينكن الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ على مقتل السنوار وأكد التزام الولايات المتحدة بأمن إسرائيل، كما أكد على الحاجة الملحة إلى التحرك لتأمين إطلاق سراح المحتجزين في غزة وتخفيف معاناة الشعب الفلسطيني بإنهاء الصراع الذي استمر لأكثر من عام وأودى بحياة أكثر من 42 ألف شخص في غزة.
لكن نتنياهو أكد بعد ساعات فقط من استشهاد السنوار، أنه يخطط لمواصلة ملاحقة حماس، قائلًا إن "الحرب لم تنته بعد". ولم تقل إسرائيل ما الذي قد يتطلبه الأمر لإنهاء الصراع، هل "إطلاق سراح المحتجزين أو قتل المزيد من مقاتلي حماس".
كما أكدت حماس في تأكيدها استشهاد السنوار، أنها لن تطلق سراح المحتجزين قبل وقف إطلاق النار الإسرائيلي وانسحاب قوات الاحتلال من كامل أراضي غزة.
وقالت وول ستريت جورنال، إنه بلا شك سيخيم على محادثات بلينكن خلال جولته المرتقبة للمنطقة، خطة إسرائيل لمهاجمة إيران للرد على هجوم صاروخي باليستي على إسرائيل هذا الشهر، حيث سيؤدي ذلك إلى جولة جديدة من الهجمات المتبادلة بين البلدين في الوقت الذي تحاول فيه الولايات المتحدة تجنب صراع إقليمي أوسع.
وقالت: "إن حل لغز غزة هو الآن المهمة الرئيسية لإدارة بايدن للأشهر الثلاثة المقبلة، رغم أنها تفضل أن تتم تسويتها إلى حد كبير قبل يوم الانتخابات، أي أقل من ثلاثة أسابيع".
وقد أكدت نائبة الرئيس كامالا هاريس، التي تقترب من الرئيس السابق دونالد ترامب في استطلاعات الرأي، خلال حدث انتخابي في ويسكونسن، أن "هذه اللحظة تمنحنا فرصة لإنهاء الحرب في غزة أخيرًا".
كما قالت وول ستريت جورنال: "إن القضية المباشرة هي تحديد من سيكون زعيم حماس القادم، حيث تسعى الولايات المتحدة وشركاؤها العرب إلى رسم مستقبل المنطقة".