تقرير أمريكي: صور اللحظات الأخيرة للسنوار "تزيد من الدعم لحماس"
سلطت صحيفة واشنطن بوست الضوء على صور اللحظات الأخيرة لرئيس المكتب السياسي لحركة حماس، يحيى السنوار، الذي ارتقى بعد أكثر من عام من الحرب في اشتباك مسلح بحي تل السلطان غرب رفح جنوب قطاع غزة، والتي أظهرت استشهاده وهو في ميدان المعركة وليس مختبئًا في أحد الأنفاق، كما كانت تزعم إسرائيل على مدار الحرب.
وقالت الصحيفة الأمريكية في تقرير لها، إنه لمدة عام، بينما كانت القوات الإسرائيلية تقصف ثم تغزو المنطقة، مما أدى إلى تشريد معظم السكان وتسبب في جوع حاد وأزمة إنسانية، تمكن السنوار من البقاء والحفاظ على قبضته على قوات حماس داخل غزة وقيادتها في الخارج أثناء التفاوض على محادثات وقف إطلاق النار.
وأضافت: "لقد عزز سيطرته خلال الصيف، وارتقى إلى قيادة المكتب السياسي لحماس بعد اغتيال رئيس الحركة ورئيس المفاوضين إسماعيل هنية في طهران".
وتابعت: "ولكن بعد شهرين فقط، انتهى حكمه في كومة من الأنقاض في رفح في جنوب غزة، وجسده مغطى بالغبار ورأسه مصاب بجروح قاتلة بعد مواجهة القوات الإسرائيلية، وفقًا للصور التي التقطها الجنود على ما يبدو وتم تداولها عبر الإنترنت".
وأشارت إلى أنه في وقت لاحق، قالت السلطات الإسرائيلية إن اختبارات الحمض النووي وسجلات الأسنان أكدت أن السنوار قد مات. بينما لم ترد حماس على التقارير التي تفيد بأنه قُتل".
وذكرت واشنطن بوست، أنه يمكن للصور المنشورة على الإنترنت يوم الخميس، والتي يرتدي فيها السنوار سترة تكتيكية، أن "تزيد من الدعم لحماس، مما يسمح لها بتلميع صورته كمقاتل وشهيد لقضيتهم"، خاصة وأن إسرائيل سعت مرارًا وتكرارًا إلى تصويره كزعيم جبان اختبأ تحت الأرض بينما كان الفلسطينيون يُقتلون.
وأصدر جيش الاحتلال يوم الخميس ما قال إنه لقطات من طائرة بدون طيار لبعض اللحظات الأخيرة للسنوار، والتي أظهرت إنه مصاب، جالسًا على كرسي في منزل مدمر، ووجهه مخفي بوشاح و"ينظر إلى الطائرة بدون طيار وهي تقترب ويلقي قطعة من الخشب على الطائرة".
اللحظات الأخيرة للسنوار تمثل نهاية بطولية لرجل شجاع
في السياق، نقلت واشنطن بوست عن إبراهيم مدهون، المحلل السياسي الفلسطيني المقيم في تركيا والمقرب من حماس قوله: "إنها تمثل نهاية بطولية لرجل شجاع، خاصة أنه استشهد على الخطوط الأمامية إلى جانب جنوده".
كما نقلت عن محمد أبو غالي، 27 عامًا، الذي يعيش في خيمة في خان يونس بعد نزوحه أثناء الحرب، قوله، إن ظروف وفاة السنوار تثبت "أنه لم يلق سلاحه أبدًا. لم يكن مختبئًا في خيام أو نفق كما ادعى الاحتلال غالبًا".
وأضاف أبوغالي: "وفاته مصدر فخر لجميع الفلسطينيين. هذا ليس انتصارًا لإسرائيل".
وقال مدهون إن حماس ستواصل قتالها في ساحة المعركة، وألقى باللوم على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لإفشال محاولات التوصل إلى اتفاق هدنة.