"فورين بوليسي": يحيى السنوار كان شخصية فريدة ولن يتم استبداله بسهولة
قالت مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية، إن أزمة الخلافة حول من يخلف يحيى السنوار رئيس المكتب السياسي لحركة حماس الذي استشهد أمس على يد قوات الاحتلال الإسرائيلي، يمكن أن يكون لها تأثير عميق على اتجاه ومستقبل حماس وآفاق إحياء المفاوضات مع إسرائيل بشأن إنهاء حرب غزة.
واستشهد زعيم حماس يحيى السنوار، أحد العقول المدبرة لعملية طوفان الأقصى في أكتوبر الماضي خلال المواجهة مع قوات الاحتلال في رفح، ليكون اغتياله الضربة الأكثر أهمية لحماس منذ بدء الحرب بحسب المجلة.
أسرار قوة يحيى السنوار
وقال الخبراء بحسب المجلة إن يحيى السنوار كان شخصية فريدة من نوعها شكلت حماس على صورته ورؤيته، ولن يتم استبداله بسهولة وقد يكون لوفاته صدى عميقا على مسار الحرب ومستقبل حماس.
وقال غيث العمري، المفاوض السابق للسلطة الفلسطينية وزميل بارز في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، إن يحيى السنوار كان يتمتع بصفات فريدة للغاية فقد كان شخصًا يتمتع بمكانة قوية للغاية في كل من الجناحين السياسي والعسكري لحماس.
وبصفته زعيم حماس داخل غزة منذ عام 2017، كان السنوار يهيمن لفترة طويلة على الجناح العسكري للجماعة، وكان أحد المهندسين الرئيسيين لعملية طوفان الأقصى على جنوب إسرائيل إلى جانب رئيس الجناح العسكري لحماس محمد ضيف، الذي ورد أنه قُتل في غارة جوية إسرائيلية في يوليو الماضي بحسب المجلة.
وتولى السنوار قيادة المكتب السياسي لحماس بعد اغتيال زعيمها السابق إسماعيل هنية في يوليو الماضي، مما عزز سلطته، فيما قال مسئولون أمريكيون أنهم يعتقدون إن السنوار كان له منذ فترة طويلة الكلمة الأخيرة بشأن موقف حماس بشأن وقف إطلاق النار المحتمل واتفاق إطلاق سراح المحتجزين.
مستقبل حماس بعد اغتيال يحيى السنوار
وقال عمري إن المنافس المحتمل من الجانب العسكري لخلافة السنوار سيكون شقيق السنوار الأصغر، محمد السنوار، حيث يُعتقد أنه قاسٍ مثل شقيقه الأكبر، لكنه يفتقر إلى الثقل والنفوذ وقد يكافح من أجل توحيد الجناح العسكري، الذي تعرض لتدهور شديد خلال الحرب.
وتابع: "تشمل الخيارات المحتملة من الجناح السياسي خليل الحية، عضو المكتب السياسي لحماس وأحد كبار المفاوضين في حماس، وخالد مشعل، المسئول الكبير في حماس منذ فترة طويلة ويُنظر إلى كل من الحية ومشعل على أنهما المرشحان الأوفر حظًا لاستبدال هنية كزعيم سياسي بعد اغتياله، على الرغم من أن السنوار حصل في النهاية على المنصب".
وبحسب المجلة يعتقد أن مشعل، الذي لم يعش في الأراضي الفلسطينية منذ أن كان في الحادية عشرة من عمره ويقسم وقته بين الدوحة والقاهرة، أكثر عرضة للضغوط الخارجية من السنوار، مما قد يوفر فرصة للمفاوضات ومع ذلك، فمن غير الواضح كيف سيترجم ذلك في غزة، حيث لا يملك السيطرة على المقاتلين، كما قال خالد الجندي، زميل بارز في معهد الشرق الأوسط وخبير في السياسة الفلسطينية.
واعتبرت المجلة أن علاقة حماس بإيران، قد تكون معقدة إذا أصبح مشعل الزعيم الجديد، فقد دعم مشعل التظاهرات ضد الرئيس السوري بشار الأسد في عام 2011، مما أدى إلى عزله عن طهران.
وقال العمري: "لطالما أراد مشعل نقل حماس بعيدًا عن المحور الإيراني إلى المحور العربي".
وأوضحت "فورين بوليسي"، أن الفوضى التي أطلقها الفراغ القيادي في غزة قد تدفع حماس إلى شن هجوم عنيف بإطلاق الصواريخ على إسرائيل أو قتل محتجزين.
وقال أحمد فؤاد الخطيب، زميل بارز في برامج الشرق الأوسط في المجلس الأطلسي، إنه من المرجح جدًا أن يكون لدى السنوار سلسلة من السيناريوهات الموضوعة لوفاته في نهاية المطاف.