في ذكراه التاسعة
تعرف على التفاصيل الكاملة لمغامرة جمال الغيطاني مع اللغة والصوفية
يعد جمال الغيطاني، أحد أيقونات جيله الذي جمع بين الكتابة الأدبية والصحفية، ترأس وأسس إن جاز القول واحدة من أهم الإصدارات الصحفية الثقافية المصرية، والتي قدم عبرها مئات الأصوات الإبداعية في كافة المجالات.
جمال الغيطاني (1945-2015) هو كاتب وروائي مصري بدأ حياته كقاص ومن ثم عمل كصحفي ليعد واحدا من أبرز المراسلين العسكريين على الجبهة وشاهد وقائع حرب أكتوبر، ثم تحول إلى احتراف الكتابة الأدبية، حيث كتب العديد من الروايات والقصص القصيرة التي استلهمت جزءًا كبيرًا من التراث العربي الإسلامي ومن الواقع المصري.
تعتبر أعماله من المحاولات الجادة لتجديد الأدب العربي، إذ تجمع بين الأصالة والتجريب الفني، مما جعلها مادة غنية للنقد الأدبي.
ترأس الغيطاني صحيفة أخبار الأدب الأسبوعية وكانت بمثابة أحد أعمدة الصحافة الثقافية، قدم عبرها مئات الأصوات الأدبية من الأجيال الجديدة في كافة المجالات.
عمل جمال الغيطاني بالصحافة منذ عام 1968 حتى رحيله، وترجع بداياته في الكتابة إلى عام 1963 حينما نشر في يوليو قصتين نشرت أحدهما في مجلة الأديب اللبنانية والأخرى في مجلة الأدب المصرية.
ومن أعماله القصصية أوراق شاب عاش ألف عام 1969، أرش _أرض 1972، الحصار من ثلاث جهات 1974، الزيل 1975، حكايات الغريب 1976، ذكرى ما جرى 1977.
أمين الخولي وأثره في تجربة الغيطاني
في مقابلة مطولة بمجلة ألف التي تصدر عن الجامعة الأمريكية أشار الكاتب الراحل جمال الغيطاني، إلى أنه تعرف على أمين الخولي في سن مبكر جدا، وذلك عبر ندوته الأسبوعية “الأمناء” التي كانت تعقد كل يوم أحد، وكان لتوجيهاته أثر كبير في تعميق قراءاتي التراثية، والآن بعد أعوام عديدة نشرت أول قصة في يوليو 1963 بمجلة الأديب اللبنانية.
علاقة الغيطاني بالتراث
يحكي الغيطاني علاقته بالتراث، قائلا: "كنت اقرأ الأدب العالمي المترجم والتراث العربي، خطين متوازين استمرا معا حتى الآن، مع نموهما وتعميقهما، غير أني لم أكن اقرأ الأدب العربي المعاصر بنفس القدر من التوسع، كنت أقرأ لأحد الكتاب العظماء وأحلم بأن أكتب مثلهم، ولا تزال بعض الروايات التي قرأتها منذ حوالي ربع قرن تؤثر في حتى الآن، أذكر منها رواية جورج أورويل 1884
من الواقعية التاريخية إلى الرمزية
تعد أعمال الغيطاني الإبداعية نموذج للأعمال التي انحازت إلى كتابة التاريخ عبر صبغة أدبية، نموذج روايته "الزيني بركات 1974، والتى عرض فيها القاهرة فترة حكم المماليك، استخدم التاريخ ليعيش القارئ قضايا الواقع.
يروى الغيطاني تفاصيل رحلته مع الكتابة فيستعيد البدايات وكيف كان وقعها وتأثيرها عليه يقول عندما أصدرت أول كتبي "أوراق شاب عاش منذ ألف عام 1969، لم أضنه إلا خمس قصص قصيرة كتبت كلها بعد 1967، كنت قد بأت استوحى من التراث أشكالا جديدة للتعبير، وبرغم ذلك فقد ظل داخلي شعور قوي بالرغبة في تجاوز الأشكال الروائية التي قرأها، واستلزم هذا مجاهدة طويلة بحيث يمكنني القول إنني بدأت من روايتي "خطط الغيطاني وبالتحديد في روايتي "كتاب التجليات" استطعت تجاوز هذه الأشكال، أو بمعنى آخر التخلص من الإحساس الداخلي بسيطرة المقاييس المتمثلة في الرواية الكلاسكية أو الروايات التي كتبت في أوروبا وأمريكا، وفي إطار موجات التجديد المنبثقة من هذه الأشكال.
يذهب الكاتب والشاعر شوقي بزيغ إلى التأكيد على أن أهمية جمال الغيطاني تأتي من كونه وريث سلالات لم الكتاب الذين حفروا بعيد في أقبية الروح وأنفاقها المظلمة بحثا عن بصيص ضوء يختلج في الأعماق، أهمية الغطياني أنه لم ينقب في تراب غير ترابه، ولم يستعر عباءة الآخرين لكي يتدثر بها في سفره المضني بحثا عن الجوهر والأصل "جاء ذلك في معرض حديثه عن روية الغيطان "رسالة في الصبابة والوجد "
الغيطاني واللغة والصوفية
يرى الغيطاني أن "الأدب ليس ترفا، فالفن والأدب تعبير عن جوهر الواقع وخاصة الأدب لذا يعتبر أن الأدب الحقيقي والإنساني ينحاز إلى قضايا الإنسان".
في كتابه التجليات استخدم الغيطاني لغة سرد وحوار باطني وصف بأنه أقرب من تعابير الصوفيين، يرى الغيطاني أن اللغة في كتاب التجليات ولدت مع الكتابة نفسها، وليست لغة الصوفيين، وليست محاكاة لها، بل هي إيهام لها. ولو استخدمت لغة الصوفيين لما فهمت.
كتب عنه الكاتب والروائي الإسباني خوان غويتيسلوا تحت عنوان “مغامرة جمال الغيطاني الأدبية”: "يقول قرأت بانبهارشديد الزيني بركات "لجمال الغيطاني، وقد خصص لها مقالا تحت عنوان "الحداثة والتراب" تضمنها كتابه " في مواجهة الأشكال المقدسة".
.