جمال الغيطانى.. أديب بدرجة مقاتل
هو واحد من أبرز الأسماء الأدبية والإبداعية فى مصر منذ النصف الثانى من القرن العشرين، ولد بمركز جهينة بمحافظة سوهاج، وأصبح واحدًا من أبرز الأصوات الصحفية، خاصة أن كتاباته اتسمت بالصبغة الأدبية، فجاءت مميزة وذات بصمة خاصة.
الأديب الكبير جمال الغيطانى، الذى لم يكتف بالكتابات الإبداعية الأدبية والصحفية، بل كان واحدًا من أوائل المراسلين العسكريين، فى تجربة خاصة، رصدها فى كتابه «المصريون والحرب»، الذى سجل فيه يوميات المقاتلين على الجبهة قبيل حرب ٦ أكتوبر ١٩٧٣.
تأثر كثيرًا بأستاذه وصديقه الأديب الروائى نجيب محفوظ، وأسهم فى إحياء التراث، من خلال تقديمه أدبيًا فى العشرات من مؤلفاته التى تنوعت بين السرد الروائى والقصصى، حتى وصفه البعض بأنه «صاحب مشروع روائى فريد استلهم فيه التراث المصرى، ليخلق عالمًا روائيًا عجيبًا، يعد اليوم من أكثر التجارب الروائية نضجًا».
ما بين الكتابة الروائية والسرد القصصى، نشر «الغيطانى» عشرات المؤلفات، من أبرزها «الزينى بركات»، التى قدمت فى واحد من أشهر مسلسلات التليفزيون المصرى، فضلًا عن سفره «التجليات»، الذى قدمته السينما فى فيلم «خمس نجوم»، بالإضافة إلى أفلام «عنوة» و«كلام الليل» و«حكايات الغريب»، وغيرها.
كما قدمت الدراما التليفزيونية العشرات من قصص وروايات «الغيطانى»، منها «حارة الزعفرانى»، و«حارة الطبلاوى»، و«سنوات الغضب»، وغيرها.
وكانت لتجربته فى تأسيس جريدة «أخبار الأدب» بصمة لم تتكرر، بل إن الجريدة نفسها فقدت رونقها فى نظر كثيرين فور وفاته.
خاض «الغيطانى» تجربة الإعلام المرئى، من خلال البرامج التليفزيونية التى قدمها فى مطلع الألفية الثانية، والتى رصد فيها القاهرة الفاطمية وتاريخ عمارتها والجماليات التى اتسمت بها، حتى إنه حاول تقريب الفلسفة المعمارية الإسلامية للمتلقى البسيط، فى سلاسة ويسر. وصفت روايته «أوراق شاب عاش قبل ١٠٠ عام» بأنها «مانفيستو» لأعماله التى كتبها فيما بعد، التى استجلى من خلالها الكتابات التراثية خاصة التاريخية، وأعاد بعثها فى رداء عصرى. نال «الغيطانى» العديد من الجوائز والتكريمات، على رأسها جائزة النيل، فضلًا عن جائزة الدولة التقديرية، ووسام الاستحقاق الفرنسى بدرجة فارس، بالإضافة إلى أن القوات المسلحة المصرية كرمت اسمه فى ندوتها التثقيفية الـ٣٤ فى عام ٢٠٢١.