وهم الساحرة المستديرة.. "الدستور" يكشف خفايا إدمان المراهنات الكروية
في الفترة الأخيرة لجأ الكثير من الأشخاص إلى تطبيقات المراهنات الكروية لتحقيق المال بشكل سريع دون الاكتراث للأمر من الناحية الدينية أو القانونية، لا سيما بعد الحالة الاقتصادية التي شهدها عدد من الدول إثر جائحة كورونا في عام 2020.
في البداية يُعرف الرهان الرياضي بكونه نشاطًا للتنبؤ بالنتائج الرياضية ووضع رهان على النتيجة؛ إذ يضع المراهنون الرياضيون رهاناتهم إما بشكل قانوني من خلال مراهن أو كتاب رياضي.
أما الطريقة غير القانونية للرهان وهي من خلال مؤسسات يديرها القطاع الخاص يشار إليها باسم "وكلاء المراهنات".
وفي السطور التالية يكشف "الدستور" عن أسرار عالم المراهنات الذي ينجرف وراءه العديد من الأشخاص مؤخرًا، ومدى خطورة تطبيقات المراهنات على الشباب والأسرة والمجتمع فضلًا عن التورط شرعًا وقانونًا في المراهنات.
البداية كانت تزامنًا مع جائحة كورونا
بدأ الإقبال على المراهنات في الرياضات الإلكترونية تزامنًا مع ظروف تفشي فيروس كورونا في كافة بلدان العالم، وذلك بحثًا عن الإلهاء في وقت الفراغ وكسب المادة، وهناك ألوان عديدة من الرهانات ولكن أشهرها هي المراهنة على كرة القدم ولا سيما البطولات الإنجليزية والمباريات النهائية من الدوري الإنجليزي.
رهانات كرة القدم متنوعة وكبيرة ويمكن للاعبين الرهان على معظم مسابقات كرة القدم حول العالم مثل الدوري الإنجليزي الممتاز والدوري الإسباني، وحتى أبرز الدوريات في المنطقة العربية مثل الدوري المصري ودوري روشن السعودي والدوري القطري وغيرهما من مسابقات الدوري الشهيرة.
ويتورط البعض في الرهانات لتحقيق المال سريعًا بطرق غير شرعية، ولا يقتصر الأمر على طبقة أو فئة معينة بسبب الحالة الاقتصادية أو البحث عن المادة، وإنما يصل الأمر إلى الإدمان والمرض النفسي.
أشهر لاعبي الدور الإيطالي متورطون في تطبيقات المراهنات
وخلال الأيام الماضية، تم الكشف عن تورط أكثر من اثنى عشر لاعبًا في الدوري الإيطالي في فضيحة المراهنات، والتي شارك فيها عدد من كبار لاعبي كرة القدم.
إذ يخضع اللاعب نيكولو فاجيولي، لاعب يوفنتوس للتحقيق بسبب المراهنة على منصة غير قانونية، وهو ما اعترف به لاحقًا أمام المدعين العامين في تورينو، وقام بتسليم هاتفه إلى الشرطة، ما أدى إلى انتشار الفضيحة بشكل سريع، خاصة بعد الكشف عن رهانات فاجيولي التي تبلغ قيمتها 100 ألف يورو على مدى الأشهر الـ18 الماضية.
وبعد ذلك أعلن المنتخب الإيطالي عن استبعاد الثنائي ساندرو تونالى، لاعب نيوكاسل يونايتد ونيكولو زانيولو، لاعب أستون فيلا، من معسكر الفريق، على خلفية خضوعهم لتحقيقات بشأن قضية المراهنات.
وتتزايد الفضيحة بسرعة وتهدد برؤية عدد من اللاعبين يتعرضون للإيقاف عن ممارسة كرة القدم خاصةً أن أكثر من 12 لاعبًا في الدوري الإيطالي في فريق يوفنتوس، قد وضعوا أيضًا رهانات على منصة غير قانونية، ويستمر التحقيق في أعقاب مراهنة شاذة من قِبل مجموعة إجرامية، وبالصدفة.
أستاذ طب نفسي: المراهنات تدفع الشخص إلى الإدمان وخسارة المال
وفي سياق متصل يوضح الدكتور جمال فرويز، أستاذ الطب النفسي، أن المراهنات قد تدفع الشخص إلى الإدمان ولكن من نوع آخر وهو إدمان سلوك معين يصعب الإقلاع عنه، وعادةً ما تُصاب به الشخصيات السيكوباتية التي تتسم بالسلبية واللامبالاة وعدم الاهتمام بعواقب التصرفات ونقص المشاعر، مضيفًا أن غالبية من ينجرفون لإدمان تطبيقات المراهنات والمقامرة، هم من المراهقين والشباب حديثي السن الذين يعانون من اضطراب في التواصل مع الأسرة.
وأكد أستاذ الطب النفسي أن الدافع وراء إدمان المراهنات الكروية أو التطبيقات عامةً ناجم عن "التشويق" الذي تسببه هذه المواقع يجعل الشخص مدمنًا عليها، خاصةً مع الشباب وصغار السن أو الفئات الأقل وعيًا وكذا أقل دخلًا.
الأمر قد يدفع الشخص إلى الاقتراض وخسارة كل أمواله، وبالرغم من ذلك إصراره على المراهنة، هكذا يوضح أستاذ الطب النفسي خطورة تطبيقات المراهنة، كما أنه عالج نحو 30 حالة لمرضى أدمنوا تلك التطبيقات، تتراوح أعمارهم بين 12 -30 عامًا، معظمهم من المراهقين وتطلب الأمر حجز بعضهم في مستشفى نفسي، لعزله عن الإنترنت والأجواء المشجعة على الإدمان.
التراخيص والاعتمادات القانونية
كما هو معلوم، المراهنات في معظم البلدان العربية ما زالت غير مقننة بعد. ومع ذلك، فهناك بعض الجهات واللجان التي تمنح تراخيص تقديم المراهنات على لعبة كرة القدم في بعض البلدان الأوروبية مثل قبرص وكاراكاو ولندن.
لا توجد إحصائيات أو معلومات رسمية عن أعداد مستخدمي تطبيقات القمار والمراهنات الرياضية في مصر، أو حجم تداول المستخدمين المصريين للأموال من خلالها.
ولكن وفق المهندس مصطفى أبوجمرة، خبير نظم المعلومات، فإن المصريين دفعوا مليارًا و200 مليون دولار على تطبيقات المراهنات الإلكترونية، وذلك بحسب تصريحات تليفزيونية.