"التلميذ النجيب".. حسام حسن على خطى الكبار: يهاجم مثل «المعلم» ويدافع كـ«الجنرال»
كتب حسام حسن، المدير الفنى للمنتخب الوطنى الأول لكرة القدم، بداية نموذجية فى أول ولاية له مع المنتخب، بعدما خالف كل التكهنات التى لاحقته منذ توليه مسئولية قيادة منتخب مصر فى شهر فبراير الماضى.
وقاد حسام حسن «الفراعنة» فى ٨ مباريات، حقق خلالها الفوز فى ٦ مواجهات، وتعادل فى مباراة، مع خسارة وحيدة فى ودية أمام منتخب كرواتيا، وصيف مونديال ٢٠١٨ صاحب برونزية كأس العالم الأخيرة فى قطر، ونجح فى التأهل لبطولة الأمم الإفريقية كأول المجموعة، برصيد ١٢ نقطة، جمعها من الفوز فى ٤ مباريات.
وبات المدير الفنى للمنتخب فى تحدٍ جديد مع نفسه أولًا قبل الآخرين، بعدما كتب البداية الأفضل له مع الفراعنة، ما يحتم عليه مزيدًا من الهدوء وعدم الدخول فى صدامات ونقاشات لا طائل منها هنا وهناك مع منتقديه أو مريديه، حتى يستمر فى تحقيق الإنجازات كمدير فنى، مثلما فعلها من قبل كلاعب.
وعلى خطى أستاذه الراحل محمود الجوهرى والمعلم حسن شحاتة، صاحبى البطولات والإنجازات مع الفراعنة، تخطى «العميد» الرقم القياسى السابق الذى حققه «الجنرال» بقيادة منتخب مصر للفوز فى ثلاث مباريات متتالية بالتصفيات الإفريقية فى عام ٢٠٠١، بعد أن وصل للفوز لأربع مباريات متتالية، إثر انتصاره على موريتانيا أمس فى الجولة الرابعة من التصفيات المؤهلة لبطولة أمم إفريقيا ٢٠٢٥.
ويحتاج حسام حسن حاليًا لمزيد من الصبر والحكمة، حتى يتجاوز المرحلة الأولى له مع منتخب مصر، مثلما فعلها «المعلم» من قبل، الذى لاقى فى بداية مهمته مع «الفراعنة» انتقادات واسعة، وفضل الصمت أمامها، حتى توج المنتخب، تحت قيادته، بأول بطولة عام ٢٠٠٦، أى أن رده على الجميع كان داخل الملعب، ما سمح له بقيادة منتخب مصر والحفاظ على اللقب فى نسختى ٢٠٠٨ و٢٠١٠.
فى خطة لعبه، جمع حسام حسن بين طريقتى الجوهرى وشحاتة، بعدما خاض بعض المباريات بطريقة هجومية وأخرى بطريقة دفاعية، أعادت للأذهان طريقة «الجنرال» المعروفة، التى كان يلجأ إليها بسبب الفارق الكبير فى المستوى وقتها بين «الفراعنة» وبعض المنتخبات القوية، خاصة فى مونديال ١٩٩٠، وفى الوقت نفسه قدم حسام حسن كرة هجومية فى مباريات أخرى، ما يوضح أنه استفاد أيضًا من طريقة «المعلم»، الذى كان يميل للهجوم أكثر من الدفاع.
ورغم أن مستويات المنتخبات التى واجهها «الفراعنة» تحت قيادته حتى الآن ليست شديدة التميز، فإن المستوى الفنى الذى ظهر عليه المنتخب والنتائج الجيدة التى تحققت تمثل بداية جيدة يمكن لحسام حسن البناء عليها، خاصة إذا تمكن من تنحية كل ما يُكتب أو يُقال عنه جانبًا، وكرس كل تركيزه حول كيفية استثمار الانطلاقة الجيدة دون الاهتمام بما يُـقال على السوشيال ميديا أو يكتب فى الصحف والمواقع.
يحتاج المدير الفنى للفراعنة الآن إلى إعادة التفكير فى كيفية التعامل مع النجوم، خاصة المحترفين منهم، حتى يضمن ولاءهم خلال فترة وجوده مديرًا فنيًا، دون عناد أو كبر، قد يكلفه كثيرًا، لأنه يحتاج لإخلاص كل لاعب، سواء كان محترفًا أو محليًا، دون الدخول فى أى صدامات قد تكون نتائجها غير مرضية.
وحسنًا فعل «العميد» عندما وافق على طلب محمد صلاح، قائد الفراعنة، وإدارة ناديه ليفربول، بإعفائه من السفر مع الفراعنة إلى موريتانيا واللعب على النجيل الصناعى، وهو القرار الذى قد يزيل أى رواسب أو خلافات سابقة بينهما، بعد بداية غير جيدة فى طريقة التعامل بين الطرفين.
وما بين التدليل والتقدير، سيكون حسام حسن مطالبًا طوال الوقت بالتعامل مع النجوم بشىء من الوسطية، مع الحزم فى كثير من الأمور، حتى يضمن ولاءهم ويحافظ على وجودهم حوله فى مهمته المقبلة، سواء فى تصفيات كأس العالم ٢٠٢٦ أو فعاليات بطولة أمم إفريقيا ٢٠٢٥.
وتؤكد المؤشرات حاليًا تقدم منتخب مصر مركزين على الأقل فى التصنيف الشهرى للاتحاد الدولى لكرة القدم، المنتظر أن يصدر خلال الساعات المقبلة، عقب انتهاء الأجندة الدولية، وذلك بعد الفوز الذى حققه «الفراعنة» على موريتانيا، ذهابًا وإيابًا فى التصفيات المؤهلة للأمم الإفريقية المقبلة.
وقد يسهم فوز «الفراعنة» ذهابًا على موريتانيا بهدفين نظيفين، وإيابًا بهدف نظيف، فى تقدم المنتخب للمركز الـ٢٩ أو الـ٣٠ على مستوى العالم فى التصنيف الخاص بشهر أكتوبر، بعد التقدم ٤ مراكز ليحتل الترتيب الـ٣١ فى تصنيف «فيفا» لشهر سبتمبر، إثر الفوز على بوتسوانا وكاف فيردى، فضلًا عن أن نظافة شباك «الفراعنة» خلال المباريات الأربع قد تسهم أيضًا فى مزيد من التقدم بالتصنيف.