رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

القاهرة والرياض.. تاريخ من الروابط والعلاقات التاريخية المتجذرة

مصر والسعودية
مصر والسعودية

عرضت قناة "القاهرة الإخبارية" عبر شاشتها تقريرًا لها، حمل عنوان: "القاهرة والرياض.. تاريخ من الروابط والعلاقات التاريخية المتجذرة".

 

من قلب الجانب الشمالي الشرقي في قارة أفريقيا ومن على ضفاف نهر النيل الخالد تمتد جسور طويلة وتاريخية إلى هناك حيث أقصى الجنوب الغربي في قارة آسيا بشبه الجزيرة العربية، مصر والمملكة العربية السعودية روابط وعلاقات تعود جذورها إلى قرابة قرن مضى.

 

منذ أن بدأ مؤسس المملكة عبدالعزيز آل سعود بناء الدولة السعودية في عام 1902 حرص على إقامة روابط قوية مع مصر علاقات توجت عام 1926 بتوقيع معاهدة صداقة بين البلدين تلاها اتفاقية التعمير بالرياض عام 1939 والتي قامت مصر بموجبها بإنجاز بعض المشروعات والإسهام في النهضة العمرانية بالسعودية آنذاك.


العلاقات المصرية السعودية تكمن أهميتها في المكانة والقدرات الكبيرة التي يتمتع بها البلدان على الأصعدة العربية والإسلامية والدولية، فقد أثبتت جميع الشواهد أن القاهرة والرياض يتحملان الدور الأكبر في إرساء الاستقرار والسلام والعمل على تدعم أواصل التضامن العربي والوصول إلى الأهداف المنشودة التي تتطلع إليها الشعوب العربية.


وعلى مدار فصول التاريخ الحديث كانت السعودية دائمًا في مقدمة الصفوف الدعمة لمصر في انتصاراتها وانكساراتها منذ العدوان الثلاثي عام 1956 وصولًا إلى حرب 1973 التي تجسدت فيها معاني الأخوة بين البلدين حينما اختارت الرياض أن تقف إلى جانب الشقيقة مصر في معركة استرداد الأرض التي احتلت عام 1967 فاستخدمت المملكة سلاحها النفطي للضغط على حلفاء إسرائيل.


وخلال العقد الماضي اتخذت العلاقات المصرية السعودية منحا أكثر قوة ومسارًا أشد قربا اذ اتفق البلدان على تطوير التعاون العسكري والتكامل الاقتصادي وزيادة حجم الاستثمارات المتبادلة بينهما.


وعلى الصعيد السياسي قرر الرئيس عبدالفتاح السيسي والعاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمير محمد بن سلمان استثمار ما تملكه الدولتان من لغة دبلوماسية رصينة في التعامل مع الكثير من القضايا سواء في اللقاءات الثنائية أو أمام المحافل الدولية أو خلال الاجتماعات المشتركة.


خطوط تواصل ومشتركات تصل حد التطابق سمة واضحة في علاقات البلدين وتشكل قوة دفع عربية كبيرة ومحور توازن واعتدال في منطقة شهدت توترات كثيرة عبر تاريخها.


ومهما اشتدت سخونة تلك الملفات وتعقيداتها كانت القاهرة والرياض حصنا وملاذا لحقوق عربية وإسلامية وقفن لها دعما وترويجا ودفاعا أمام العالم.