رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

القناص اللواء طيار سمير عزيز ميخائيل: أسقطت طائرة أفضل طيار إسرائيلى خلال حرب الاستنزاف

القناص اللواء طيار
القناص اللواء طيار سمير عزيز ميخائيل

 

عُرف اللواء طيار مقاتل أركان حرب «سمير عزيز ميخائيل» بكونه أفضل من قاد الطائرة «ميج ٢١» خارج الاتحاد السوفيتى، وأحد أشهر طيارى القوات الجوية المصرية، فى ظل ما عرف عنه بالشجاعة والإقدام والجرأة الشديدة فى الطيران والقدرة العالية على تطويع الطائرة، لتلبى ما يسعى إليه. 

كما عُرف عنه كونه قناصًا ماهرًا لطائرات العدو، بعد أن استطاع إسقاط ٣ طائرات إسرائيلية من طراز «ميراج» فى المعارك الجوية، بالإضافة إلى مشاركته المتميزة فى العديد من الحروب، مثل: حرب اليمن و١٩٦٧ والاستنزاف وأكتوبر ١٩٧٣، والتى حصل خلالها على العديد من الأنواط والنياشين، ومن بينها نوط الجمهورية العسكرى من الطبقة الأولى، ونوط الواجب العسكرى من الطبقة الأولى.

وفى الذكرى الـ٥١ لحرب أكتوبر المجيدة، تحدث اللواء طيار أركان حرب سمير عزيز ميخائيل، لـ«الدستور»، عن عدد من المواقف التى لا تنساها ذاكرته، على رأسها دوره فى أثناء حرب الاستنزاف، حين استطاع تنفيذ العديد من الطلعات الجوية الناجحة ضد العدو، واستطاع خلال الاشتباكات مع مقاتلات الجانب الإسرائيلى أن يسقط ثلاث طائرات للعدو، من بينها طائرة أفضل طيار فى إسرائيل، وهو إيتان بن إلياهو، الذى أصبح فيما بعد قائدًا للقوات الجوية الإسرائيلية فى الفترة من عام ١٩٩٧ إلى ٢٠٠٣.

وعن دوره أثناء حرب أكتوبر ١٩٧٣، حين كان يخدم فى مطار المنصورة، وهو برتبة رائد طيار، قال البطل إن الأوامر صدرت له فى يوم ٦ أكتوبر بتولى مهمة قيادة ٤ طائرات مقاتلة، لحماية الطائرات المصرية التى عبرت إلى سيناء لضرب العدو، مع ضرورة تأمينها من بورسعيد إلى الإسماعيلية، باتخاذ إجراءات الحماية اللازمة، حتى لا يعترضها العدو أو يسبب لها خسائر بشرية أو مادية.

وأوضح أنه اصطحب بالفعل الـ٤ طائرات المقاتلة على ارتفاعات منخفضة، «٥ كيلو»، حتى لا يتم رصدها من جانب قوات العدو، وتم تنفيذ المهمة بنجاح، وحماية الطائرات التى عبرت لحين تنفيذ مهمتها والعودة بسلام إلى المطارات المصرية، دون أى مهاجمة من جانب العدو.

وأكد البطل أن إسرائيل حاولت أن ترد على الضربة المصرية الناجحة يوم ٦ أكتوبر، فخرجت طائرات العدو لكى تضرب الطيران المصرى فى المطارات المختلفة، لكن بسبب الفطنة والحماية الجيدة للمطارات من قبل القوات الجوية المصرية لم تستطع القوات الإسرائيلية فعل ذلك.

وأشار إلى أنه، وفى أثناء وجوده بجانب دشمة خرسانية سقطت قنبلة إسرائيلية وتسببت فى العديد من الشظايا، التى مرت إحداها بجوار أذنه، لكن مشيئة الله أرادت أن تعبر الشظية ولا تصيبه بأى أذى. 

وعن بعض تفاصيل القتال بعد ذلك، قال اللواء طيار سمير عزيز ميخائيل: «فى يوم ٨ أكتوبر١٩٧٣، وقبل آخر ضوء، كان هناك هجوم من قبل ٤ طائرات إسرائيلية على بورسعيد، وصدرت لنا الأوامر بالتوجه إليها وقتال الطائرات الإسرائيلية المهاجمة المدنية، وتوليت المهمة وكنت قائدًا لـ٤ طائرات مقاتلة، وكانت كل واحدة منها محملة بعدد ثلاثة خزانات وقود، وكان يجب تفريغ حمولة الخزانات فى أثناء القتال لكى يخف وزن الطائرات، مما يسهل من عملية المراوغة والحركة والهجوم».

وأضاف: «بالفعل أصدرت تعليماتى للطائرات بتفريغ الحمولة، لكن حدث عطل مفاجئ فى طائرتى، ولم أتمكن من إلقاء حمولة الخزانات مما دفعنى لقتال الطائرات الإسرائيلية بالحمولة، وهو ما جعل طائرتى ثقيلة الوزن وغير قادرة على المراوغة بأفضل حالاتها، إلا أنى بدأت فى تنفيذ مهمتى بنجاح».

واستطرد: «أعدّ العدو الإسرائيلى كمينًا لطائراتنا المصرية، من خلال ٨ طائرات إسرائيلية أخرى، فأصبح القتال بين ٤ طائرات مصرية فى مقابل ١٢ طائرة للعدو، إلا أننا استطعنا صد الهجوم، ولكن تعرضت طائرتى الخاصة للإصابة، مما تسبب فى إصابتى بكسر فى العمود الفقرى وشلل نصفى».

وأوضح اللواء طيار أركان حرب سمير عزيز ميخائيل أنه انتقل بعد ذلك إلى المستشفى ومكث به لمدة ٢١ يومًا، ثم استكمل مرحلة العلاج الطبيعى لمدة ٦ أشهر، وكانت زوجته تعاونه ليتدرب على المشى، حتى استرد عافيته واستطاع العودة من جديد إلى الطيران المصرى، واستكمل رحلته فى العمل مرة أخرى.

وعن رؤيته للقدرات العسكرية المصرية حاليًا، قال بطل حرب أكتوبر إن هناك فرقًا شاسعًا بين تسليح القوات الجوية الآن وتسليحها فى عام ١٩٧٣، إذ تحوى الطائرات الآن العديد من أوجه التكنولوجيا المتطورة والتحكم الفائق، مع تضاعف حمولة الطائرة وزيادة المدى الخاص بها، مؤكدًا أن الدولة المصرية تشهد تقدمًا كبيرًا فى الآونة الأخيرة فى كل المجالات.

وقال: «التطور البالغ الذى تشهده الدولة والإمكانات الحالية التى تتمتع بها لم يكونا موجودين خلال حرب ١٩٧٣، إذ كانت مجهودات الدولة تذهب لصالح تسليح الجيش للحرب، ولكن الآن مصر تنعم بالأمن والاستقرار والسلم، بفضل القيادة السياسية الرشيدة، والقوات المسلحة الباسلة، القادرة على حماية حدود مصر وصون كل شبر من أراضيها».