اللواء محمد سامى: سحقنا قوة مدرعة للعدو وقتلنا قائدها.. وبدو سيناء ساعدونا
رغم مرور ٥١ عامًا على نصر أكتوبر الذى أعاد فيه الجيش المصرى أراضى سيناء الحبيبة إلى أحضان الوطن، ما زلنا نتذكر بطولات من صنعوا هذا النصر بكفاحهم وجهدهم وتضحياتهم، ومن هؤلاء اللواء محمد سامى فضل، أحد أبطال معركة العبور.
خلال حواره مع «الدستور»، كشف اللواء محمد سامى عن تفاصيل الكثير من الأحداث الملحمية التى عاصرها خلال معركة العبور، حيث كان أحد أفراد قوات الصاعقة وفى رتبة نقيب، وتم تكليفه بتنفيذ العديد من الكمائن على قوات العدو الإسرائيلى.
نصبنا كمينًا محكمًا للعدو.. وظللنا نقاتلهم 17 يومًا.. وأمنَّا عبور الفرقة السابعة القناة
كشف «سامى» عن أن دور كتيبة الصاعقة التى كان أحد أفرادها فى المعركة، تمثل فى تنفيذ عملية إبرار على المضايق فى سيناء، حيث أوضح أنه كان فى إحدى كتائب الصاعقة التى انتقلت عن طريق الإبرار الجوى على منطقة قلعة الجندى حيث تمركزت هناك بهدف منع تقدم مدرعات العدو الإسرائيلى حتى لا تهاجم القوات المصرية أثناء عبور قناة السويس.
وقال إنه تم إعداد كمين لقوات العدو يوم ١١ أكتوبر عام ١٩٧٣، وتم تنفيذه فى التوقيت المحدد وفى المناطق المحددة وكبدت قوات الصاعقة العدو خسائر جسيمة، أبرزها قتل قائد سلاح المدرعات الإسرائيلية والاستيلاء على الخرائط التى كانت بحوزته.
وأشار إلى أن الكمين نجح أيضًا فى قتل ٣٦ جنديًا إسرائيليًا، إضافة إلى العديد من الخسائر المادية، منها العربة الجيب الخاصة بقائد سلاح المدرعات الإسرائيلى، و٤ عربات جنزير إسرائيلية، و٧ دبابات.
وبين أن الكمين استمر فى القضاء على القوات الإسرائيلية لمدة ١٧ يومًا كاملة فى مضيق وادى صدر، ونجح فى منع أى جندى إسرائيلى من الوصول إلى القوات المصرية، وبفضل أعمال الكمين الناجحة استطاعت الفرقة السابعة المصرية بالجيش الثالث الميدانى أن تعبر قناة السويس بسلام.
وأشاد اللواء سامى بشهامة بدو سيناء وكرمهم تجاه قوات الصاعقة المنفذة الكمين، إذ كانت القبائل فى تلك المنطقة تمد القوات بالطعام والشراب بشكل يومى ولم تتخلَّ عنها أثناء فترة وجودها فى سيناء، فكانوا يستخدمون ٩ جمال لنقل المواد الغذائية للجنود فى الكمين، وكانت عبارة عن خبز وفطير وجبن قديم وغيره من الأطعمة الغذائية والمشروبات.
وتحدث عن أبرز المواقف البطولية التى عايشها خلال فترة الحرب، قائلًا: «كان معنا بطل اسمه سعيد وفقد إحدى عينيه أثناء القتال، فاستخدم عينه الأخرى فى التصويب واستمر فى القتال بعين واحدة واستطاع أن يقتل عددًا كبيرًا من الجنود الإسرائيلين». وتابع: «البطل سعيد حرب دافع عنى وأنقذ حياتى عندما رأى أحد الجنود الإسرائيليين يقترب من الكمين دون أن أراه، ولكن استطاع ذلك البطل رؤيته بعين واحدة وتمكن من حماية زميله وقتل الجندى الإسرائيلى».
وكشف عن أن ذلك الكمين الذى أقامته قوات الصاعقة استطاع أن يحمى ٩ طيارين مصريين و٢ من الملاحين كانت طائرتهم قد سقطت أثناء القتال، ليتم تقديم كل أوجه الدعم والحماية لهم، وظلوا مقيمين مع قوات الصاعقة لحين ورود الأوامر بعودة القوات إلى منطقة عيون موسى بعد تأدية المهمة على أكمل وجه.
وتحدث عن طبيعة الجندى الإسرائيلى وسلوكه، قائلًا: «خونة، كانوا يرفعون أيديهم للتعبير عن استسلامهم، وبعد ذلك يأتى أحدهم من خلفهم ويطلق النار فى وجه القوات المصرية».
سألت جنديًا إسرائيليًا فى خيمة التفاوض ساخرًا: «أين جيشكم الذى لا يقهر؟»
كشف اللواء سامى عن أنه كان من بين أطقم الأمن المفاوض فى سيناء بعد الحرب، وتحديدًا فى شهر يناير عام ١٩٧٤.
وقال إنه خلال هذه الفترة كانت تدور بينه وبعض أفراد القوات الإسرائيلية مناقشات، وكان من بينهم جندى إسرائيلى موجود فى خيمة التفاوض وكان يبدو عليه الانكسار والهزيمة.
وكشف عن أنه قال لذلك الجندى: «الجيش المصرى انتصر فى المعركة فأين الجيش الإسرائيلى الذى لا يقهر وأين أذرع الطائرات التى تطول أى منطقة فى مصر؟»، فرد عليه الجندى قائلًا إنهم غير قادرين على مواجهة الجيش المصرى فى ميادين القتال بسبب قدرته على اختراق خط بارليف المنيع وهو الخط الذى صُمم على امتداد ١٥٤ كيلومترًا وبه ٣٧ نقطة قوية وكان يسمى بالخط الذى لا يقهر، وقالت عنه الجيوش العالمية إنه من المستحيل على القوات المصرية اقتحامه لوجود النابالم به إلى جانب العديد من النقط الحصينة، ولكن بفضل الجندى المصرى تم تحطيمه وعبور القناة.
وأضاف أن أحد الجنود الإسرائيليين حاول استفزازه، قائلًا له: «سنبنى خط بارليف ثانيًا وثالثًا فى قلب مصر»، لافتًا إلى أنه انزعج بشدة من حديثه ما دفعه إلى الذهاب إلى أحد مساعدى المشير عبدالغنى الجمسى وسرد له ما حدث، فرد عليه مساعد المشير، قائلًا إن هذا الحديث فى واقع الأمر يستهدف إخفاء ملامح الانكسار والهزيمة، ولكن الحقيقة أن القوات الإسرائيلية أدركت جيدًا قوة وعزيمة الجيش المصرى الذى لا يقهر.
وجه اللواء سامى حديثه إلى الشعب المصرى العظيم، قائلًا: «مصر بلد قوية وعظيمة بأبنائها ورجالها وقواتها المسلحة، وهى محاطة بمجموعة كبيرة من الأزمات فهى الدولة الوحيدة الصامدة فى مقابل الدول حولها التى تعانى من الانكسار والضعف وتتعرض للهجمات المستمرة».
وأشار إلى ضرورة عدم تداول الشائعات الهادفة إلى تخريب الجبهة الداخلية وزعزعة التماسك والترابط مع الدولة، مؤكدًا وعى القيادة السياسية، وعلى رأسها الرئيس عبدالفتاح السيسى، وحرصه الدائم على تسليح القوات المسلحة المصرية لتكون قوية وقادرة على حماية حدود مصر ومكتسبات شعبها فى الداخل والخارج.