أحمد المفتى لـ"الدستور": مصر الأقدر على حل أزمة السودان.. والجيش يتقدم تجاه الخرطوم
أكد الدكتور أحمد المفتى، أستاذ القانون الدولى السودانى والمسئول السابق، أن الجيش السوداني حقق في الآونة الأخيرة، تقدمًا كبيرًا جدًا في العاصمة الخرطوم، فقد نجح في السيطرة على مداخل ثلاث كباري، كان يسيطر عليها الدعم السريع، وهى كبري السلاح الطبي، وكبري الحلفاية، وكبري الفتيحاب.
أحمد المفتي: الجيش السوداني حقق تقدمًا كبيرًا في الخرطوم
وقال المفتي في تصريحات خاصة لـ"الدستور"، إن الجيش السوداني دخل الخرطوم لأول مرة، من الجهة المواجهة لمدينة امدرمان، وسيطر علي أكبر عمارتين، وهما عمارة زين وعمارة بنك السودان، كما سيطر علي جزء من مقرن النيلين، وأصبح القصر الرئاسي يبعد عنه حوالي 3 كيلومترات.
وتابع "إلى جانب ذلك حاصر الجيش السوداني جزيرة توتي وبها قيادات من الدعم السريع ودخل السوق العربية، وأصبح ما بينه والقصر الرئاسي، والقيادة العامة للجيش، ومطار الخرطوم حوالي 3 كيلومترات وأحكم حصار المصفاة، وتقدم جنوبًا في الخرطوم بحري، وحرر الحلفاية وجزء من شمبات".
وعن نجاح الجيش في إعادة المدنيين إلى العاصمة الخرطوم، سواء كان النازحين في الداخل أو في دول الجوار، قال السياسي السوداني إن ذلك بدأ ذلك بالفعل تدريجيًا فقد بلغ عدد العائدين من مصر يوميًا حوالي 1200 مواطن، ومن المتوقع ان يرتفع ذلك العدد إلى عشرات الآلاف في القريب العاجل.
وشدد المفتي على أن ميليشيا الدعم السريع قامت بالتدمير المتعمد للسوداني سواء المباني العامة من مستشفيات ونقاط شرطة ومدارس وجامعات والمصانع والمكاتب والاسواق والكباري وغيرها من الممتلكات العامة والخاصة.
وقال المفتي إن الدعم السريع يواصل الحرب ويرفض وقف إطلاق النار أو التوصل إلى حل سياسي، لأنه أسس إمبراطورية مالية ضخمة جدًا، ومن المؤكد أن أي حكومة تشكل، سوف تشرع فورًا في فتح ذلك الملف، ولذلك هو يريد حكومة يشكلها هو كما يريد، ولكن أصبح ذلك في حكم المستحيل بعد تقهقر قواته في ميادين القتال.
وعن دور مصر في دعم السودان قال: "مصر هي أفضل من يفهم مشاكل السودان، لارتباطاتها التاريخية، كما أنها حريصة علي وقف القتال لأنه يهدد أمنها القومي، وقد كانت بعيدة كل البعد قبل اندلاع الحرب، وكان ذلك تقصيرًا واضحًا منها، ولكنها الآن أصبحت قريبة جدًا من تصدر كل مبادرات الحل، وذلك يمكنها من لعب دور كبير في تحقيق السلام".
وأكد المفتي أن السودان يمر بمنعطف حرج، ويتطلب رؤي شاملة "توافقية "، في ثلاثة مجالات، وهي إنهاء القتال، إدارة الفترة الانتقالية، وإجراء انتخابات، وأي رؤية لا تغطي تلك المجالات لن تؤدي إلي استقرار سياسي، بل قد تؤدي إلى إعادة إنتاج الأزمة.