اغتصاب الفتيات والاتجار بالأطفال.. مشاهد مروعة فى السودان للحصول على الطعام
أكدت صحيفة "تشاينا ديلي" الصينية، أن الحرب المستمرة في السودان تسببت في مآسٍ ومعاناة غير مسبوقة للمدنين منذ بدء الصراع في أبريل 2023 بين الجيش السوداني وميليشيا الدعم السريع.
وأوضحت الصحيفة في تقرير لها اليوم أن مدينة الفاشر في دارفور تعيش مأساة حيث يعيش الأطفال والبالغون في الفاشر وفق مقومات الحد الأدني من الحياة مع تضاؤل فرص الحصول على الغذاء والمياه النظيفة والأدوية والرعاية الصحية حتى مع استمرار تصاعد العنف.
المجاعة تهدد الفاشر بسبب حرب دارفور
وقالت مجموعة من المنظمات غير الحكومية الدولية العاملة في السودان أمس بما في ذلك منظمة كير الدولية ومنظمة إنقاذ الطفولة الدولية إنه بسبب نقص الغذاء، انضم بعض الأطفال إلى صفوف القتال للحصول على الطعام، بينما تزوجت بعض الفتيات من المقاتلين كوسيلة للبقاء على قيد الحياة للحصول على الطعام، كذلك أكل أطفال آخرون أوراق الأشجار للبقاء على قيد الحياة.
وقال عمال الإغاثة من المنظمات غير الحكومية العاملة في المنطقة إن الأطفال يشهدون فظائع غير مسبوقة، ما أثر على سلوكهم حيث أصبحوا متوترين وغير قادرين على النوم كما يعانون نفسيًا.
وقال العمال الثمانية الذين حوصروا في حصار الفاشر لمدة خمسة أشهر في شهادتهم على الحرب إن نقص الخدمات وتصاعد العنف جعل الحياة أكثر صعوبة يومًا بعد يوم، ودعوا إلى اتخاذ إجراءات فورية لحماية المعرضين للخطر.
وأوضح البيان أن حوالي 2.8 مليون شخص في الفاشر وحولها ليس لديهم خيار حاليًا للهروب أو الوصول إلى المساعدات التي يحتاجون إليها بشدة، بالإضافة إلى ذلك، يعيش حوالي 500 ألف شخص في مخيم زمزم للاجئين بالقرب من الفاشر والذي يعاني من المجاعة.
وقال أحد موظفي منظمة غير حكومية تعمل في المنطقة دون الكشف عن هويته، إنه من الصعب وصف حجم المعاناة الإنسانية هناك، فهي تزداد سوءًا، مضيفًا "أرى يوميًا جثثًا على الطريق وأطفالًا يفرون من منازلهم بدون والديهم أو أي متعلقات لهم".
الاتجار بالجنس من أجل الحصول على الطعام في السودان
وقال إن العنف ضد النساء أمر مروع، حيث يتم اختطاف بعضهن واغتصابهن عند دخول السوق في الفاشر، مضيفًا "الفتيات الصغيرات أجبرن على الزواج من المقاتلين، فيما تمارس الشابات الجنس مقابل الطعام والماء والمال".
وأوضح الموظف بالمنظمة إنهم يستغلون الثلاث أو الأربع ساعات التي لا يوجد فيها إطلاق نار أو قصف للقيام ببعض الأنشطة مثل نقل المياه إلى نقطة التجمع لضمان حصول النازحين على المياه النظيفة، محذرًا من أن الملايين من الناس سيموتون ما لم ينتبه العالم إليهم.
كذلك كشف عامل آخر في المنظمة غير الحكومية عن أن الأطفال الذين يعمل معهم فقدوا والديهم ومنازلهم وينامون دون أن يأكلوا أي شيء بخلاف إصابتهم بالقلق والاكتئاب وفقدان الشهية وسوء حالتهم النفسية.
وبحسب الصحيفة دعت المنظمات غير الحكومية أطراف النزاع إلى حماية المناطق المدنية مثل ملاجئ النازحين، بما في ذلك مخيم زمزم، ووقف العمليات العسكرية حول الفاشر ومخيم زمزم على الفور والتي تعرض المدنيين للخطر واحترام القانون الإنساني الدولي، والذي يشمل حماية المدنيين، وإنهاء الاستهداف العشوائي للمدنيين، والامتناع عن استخدام التجويع أو العنف الجنسي كسلاح حرب، ومنع الفظائع الجماعية.