خبراء سودانيون لـ"الدستور": "الدعم السريع" دمر بلادنا.. والشعب يريد إنهاء الحرب
أكد خبراء سودانيون، أن الجيش السوداني نجح في تحقيق اختراقات قوية والتقدم في العاصمة الخرطوم وطرد ميليشيا الدعم السريع من العديد من المناطق والبدء في عودة المدنيين إلى ديارهم.
عثمان ميرغني: الملايين سيعودون إلى الخرطوم بعد تقدم الجيش
قال الكاتب والمحلل السياسي السوداني عثمان ميرغني إن الجيش السوداني حقق انتصارات وتقدمًا واضحًا خلال الشهر الماضي وحاليًا يقترب من السيطرة على مدينة الخرطوم بحري بعد أن اجتاح الكدرو والحلفايا وهما ضاحيتان شمال الخرطوم بحري.
وأوضح، في تصريحات خاصة لـ"الدستور" أنه في وسط السودان سيطر الجيش على منطقة جبل مويا الاستراتيجية التي تمهد لاستعادة ما تبقى من ولايات سنار والجزيرة مشيرًا إلى أن التقدم الأهم هو استمرار السيطرة على مدينة الفاشر، بل والانطلاق غربًا في عمليات هجومية في عمق إقليم دارفور.
وتابع "بدأت عودة المدنيين إلى العاصمة بعد عبور الجيش الجسور بين أم درمان وبحري، وصرح قائد منطقة الكدرو العسكرية بأن عمليات تنظيف المنطقة أوشكت على الاكتمال وأتوقع عودة ملايين في غضون الأسابيع القليلة المقبلة خاصة سكان محلية بحري".
وشدد ميرغني على أن الدمار الذي أحدثه تمرد الدعم السريع شمل البنى التحتية ومنازل المواطنين ومرافق الخدمات بل وحتى المتاحف والآثار التاريخية التي لا تقدر بثمن علاوة على المؤسسات الصحية والتعليمية، مما تسبب في توقف التعليم العام والعالي في غالبية مناطق السودان.
وأكد ميرغني أن ميليشيا الدعم السريع لا يملك قراره فهو متنازع بين عدة محاور داخلية وخارجية ويعاني من صعوبة اتخاذ القرار.
في المقابل أكد السياسي السوداني أن مصر منذ اليوم الأول للحرب لعبت دورًا في الوساطة وتقديم المبادرة وكانت أول مبادرة من مصر مع جمهورية جنوب السودان وحاليًا مصر عضو أساسي في مفاوضات سويسرا وتقدم العون الإنساني للسودان من دواء وغذاء وغيرهما.
كمال كرار: ميليشيا الدعم السريع تحلم بحكم السودان
من جهته قال السياسي السوداني كمال كرار إن التصريحات الرسمية الصادرة عن الجيش شحيحة بشأن معركة الخرطوم وربما كانت مقصودة لعدم التأثير علي سير المعركة على الأرض، ولكن مما سمعنا فقوات الجيش عبرت كوبري الحلفايا إلى مناطق الحلفاية والكدرو وكانت قبلا تحت سيطرة ميليشيا الدعم السريع.
وتابع في تصريحات خاصة لـ"الدستور" "في الخرطوم فالمعلومات متضاربة عما إذا كانت قوات الجيش قد بسطت سيطرتها علي منطقة المقرن أم لا، وعموما لا أحد يتأكد مما يجري لعدم وجود مراسلين حربيين يعتد بهم ويمكن القول إنه بعد فترة طويلة من عدم الاشتباكات المباشرة بين الجيش والدعم في الخرطوم الآن عادت هذه الاشتباكات".
وأوضح كمال كرار أن عودة النازحين غير مرتبطة بالجيش أو السيطرة العسكرية بل تعتمد على توفير مقومات الحياة، فالعاصمة بلا كهرباء ولا مياه ولا مرافق صحية أو تعليمية وانتشرت الأوبئة الفتاكة وتهدمت الجسور والطرق وصارت العاصمة مدينة أشباح بسبب الحرب ولهذا فإن عودة سكان العاصمة قد تطول إضافة أيضًا لمخاطر طرق العودة وهي أيضا مناطق اشتباكات كذلك التحدي الكبير هو ما بعد الحرب والعالم لا يساعد على الإعمار كما رأينا في معظم الدول التي شهدت حروبا.
وعن انتهاكات الدعم السريع أوضح كرار، قائلا: "للأسف الانتهاكات جسيمة ولا تقتصر على التدمير، بل ارتكبت جرائم حرب وقتل للمدنيين واغتصاب وترويع وتقرير الأمم المتحدة حمل طرفي الصراع المسئولية.. والمهم ألا يفلت المجرمون من العقاب وفي السودان هناك تاريخ طويل من الجرائم التي أفلت مرتكبوها من أي محاسبة".
وأكد أن الشعب السوداني قال كلمته العسكر للثكنات والجنجويد "الدعم السريع" ينحل ومعناها لا ميليشيات ولا لتدخل الجيش في السياسة والثورة نفسها اندلعت لتاسيس دولة مدنية.
وأوضح أن الطرفين يتبادلان الاتهامات بشان التعنت ومواصلة الحرب التي أصبحت غاية في حد ذاتها وحربا بالوكالة يراد بها تحقيق أجندة سياسية عبر فوهة البندقية وللأسف لا يوجد ضغط حقيقي لأجل وقف الحرب ومعظم الشعب السوداني مع وقف الحرب، ولكن هنالك من يستفيد من استمرار الحرب فإذا كانت الميليشيا تحلم بحكم السودان من خلال الحرب فالإخوان أيضا يريدون الحرب لذات الهدف.
وقال كمال كرار إنه ربما تأخر الدور المصري للتدخل في أزمة السودان إلى أن تمددت الحرب وطال أمدها ولو تدخلت مبكرًا وجمعت أطراف الحرب آنذاك لكان وقف إطلاق النار ممكنا ولكن تمدد الحرب ودخول أجندات جديدة وعندما تدخلت مؤخرًا كانت الأمور قد خرجت عن السيطرة.