تقرير أمريكي: حرب السودان حولت الفاشر إلى مدينة بؤس ودمار
أكد تقرير أمريكي أن السودان يعاني جراء وطأة الحرب المستمرة منذ أبريل 2023 بين الجيش السوداني وميلشيا الدعم السريع، فيما تقبع مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور، تحت الحصار منذ شهور ما ينذر بكارثة إنسانية.
وأوضحت شبكة "إيه بي سي نيوز" (ABC News)، الأمريكية في تقرير لها أن الفاشر كانت بمثابة مدينة للاجئين وموطن للنازحين الهاربين من الحرب لكنها سرعان ما تحولت إلى مدينة بؤس ودمار.
الفاشر ضحية حرب السودان
وفقًا للأمم المتحدة، يوجد نحو 800 ألف مدني محاصرين وسط تبادل إطلاق النار في الفاشر.
وقال "ياسين" أحد سكان الفاشر لشبكة إيه بي سي نيوز: "تحملنا أكثر من 45 يومًا من الهجوم والقصف المتواصل وأصبحت الحياة بائسة، ومن السهل أن تموت في مدينة الفاشر".
وفي الشهر الماضي، اشتد الحصار الذي دام شهورًا على عاصمة شمال دارفور، مع شن قوات الدعم السريع هجومًا جديدًا وفق التقرير.
وقالت شبكة ABC News نقلًا عن مواطنين في الفاشر إن الحياة أصبحت مريرة وضاعت أحلام مواطنيها وتحولوا إلى لاجئين، وباتت حياتهم تتلخص في محاولة البقاء على قيد الحياة فقط.
وأشار التقرير إلى أن الفاشر التي كانت ذات يوم مركزًا إنسانيًا رئيسيًا وملاذًا آمنًا لمئات الآلاف الذين فروا من أجزاء أخرى من السودان أصبحت الآن على وشك الانهيار، حيث تم استهداف المستشفيات والأسواق والمدارس، وفقًا للمراقبين الدوليين.
ووجد تحليل من مختبر البحوث الإنسانية التابع لمدرسة ييل للصحة العامة أن نشاط القتال "عالي الوتيرة ومكثف" مستمر في الفاشر، بين الدعم السريع والقوات المسلحة السودانية فيما يستمر الحصار على المدينة رغم تأكيد حدوث المجاعة في شمال دارفور فقد وجدت لجنة مراجعة المجاعة الأممية أن مخيم زمزم للاجئين في الفاشر الذي يضم مئات الآلاف من النازحين تجاوز عتبات المجاعة.
حرب السودان تشرد الملايين
وقالت الأمم المتحدة إنها وثقت زيادة في عدد الضحايا المدنيين نتيجة للقصف والغارات الجوية من قبل الأطراف المتحاربة، فضلًا عن حوادث الإعدام بإجراءات موجزة والعنف الجنسي والاختطاف، بخلاف أن العديد من الناس ما زالوا محاصرين في المدينة، غير قادرين على تحمل التكاليف الباهظة لمغادرة المدينة أو المناورة عبر الطرق الخطرة للخروج منها مع استمرار القتال.
وقال المفوض السامي للأمم المتحدة لحقوق الإنسان فولكر تورك: "من خلال تجربة الماضي المريرة، إذا سقطت الفاشر، نعتقد أن هناك خطرًا كبيرًا من الانتهاكات والإساءات المستهدفة عرقيًا بما في ذلك الإعدام بإجراءات موجزة والعنف الجنسي من قبل قوات الدعم السريع والميليشيات المتحالفة معها لذا يجب أن يتوقف القتال على الفور".
ووفق الشبكة تسبب الصراع في السودان في حدوث واحدة من "أسوأ الأزمات الإنسانية" في العالم في التاريخ الحديث، حيث أجبر ربع سكان السودان على الأقل على الفرار من منازلهم، مع دخول الحرب شهرها الثامن عشر، قُتل ما لا يقل عن 20 ألف شخص بحسب للأمم المتحدة لكن الجماعات المحلية تؤكد أن العدد الحقيقي للقتلى أعلى من ذلك بكثير.