رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

ما وسائل إعادة تأهيل الأطفال الذين تأثروا بالتطرف؟

التطرف
التطرف

بالتزامن مع سرعة انتشار الإنترنت والانفتاح على العالم الخارجي والتعرف على الثقافات الأخرى، أصبح هناك مجتمعات حول العالم تعاني من الفكر المتطرف، لا سيما على الأطفال، ويتطلب التعامل مع هذه القضية الخطيرة باستراتيجية وحكمة لإعادة تأهيل هؤلاء الأطفال، ودمجهم في مجتمعهم بطريقة صحيحة، وخلال السطور التالية سنتناول أبرز الوسائل المستخدمة لتحقيق هذا الهدف.

العلاج النفسي والتعليم

يعد العلاج النفسي جزءًا مهمًا من عملية إعادة تأهيل الأطفال الذين تأثروا بالتطرف، حيث يتعرض الطفل الذي تأثر بالتطرف لتجارب قاسية أثرت على صحته النفسية، فيجب تقديم الدعم النفسي مثل العلاج السلوكي المعرفي والعلاج النفسي الجماعي لمساعدتهم على التعبير عن مشاعرهم ويهدف هذا النوع من العلاج إلى معالجة الصدمات النفسية التي تعرض لها هؤلاء الأطفال.

كما يعد التعليم أداة قوية لإعادة تأهيل الأطفال الذين تعرضوا للتطرف، وتشمل برامج التعليم توفير التعليم الرسمي، بالإضافة إلى عقد ورش عمل حول قيم التسامح والتعايش السلمي وهذا يمكن يقلل تأثير الأفكار المتطرفة عليهم.

الانخراط في الأنشطة الاجتماعية والرياضية

تعد الأنشطة الاجتماعية والرياضية جزءًا مهمًا من إعادة التأهيل الأطفال الذين تأثروا بالفكر المتطرف، حيث تُساعد الأطفال على استعادة إحساسهم بالانتماء والتفاعل مع أقرانهم، كما توفر هذه الأنشطة فرصًا لبناء علاقات جديدة وتعزيز الثقة بالنفس، بالإضافة إلى ذلك تساعد الرياضة في تخفيف الضغوط النفسية وتعزيز الصحة البدنية.


مسارات إعادة تأهيل المتطرفين

وفقًا لمرصد الأزهر الشريف لمكافحة التطرف، أكد أن التأهيل النفسي يأتي في مقدمة البرامج المعنية بإعادة دمج المتطرفين، حيث يحتل أولوية بارزة في الممارسات العملية لهذه البرامج، نظرًا للتأثير العميق للدوافع النفسية على التطرف والعنف.

وتعتمد أولوية التأهيل النفسي على فهم الدوافع التي دفعت الأفراد إلى اعتناق الفكر المتطرف، وكذلك معرفة الخصائص النفسية التي يتمتع بها هؤلاء المتطرفون، خاصةً أولئك الذين يتبنون السلوكيات العنيفة.

وأشارت الصفحة الرسمية لمرصد الأزهر الشريف، إلى أن مصر من طليعة الدول التي تناولت قضية إعادة تأهيل المتعرضين للتطرف، ففي عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي تم اتخاذ العديد من الخطوات لتطوير السجون، وصياغة إستراتيجية جديدة لها تليق بالجمهورية الجديدة.

ففي 2021، تم تطوير مجمع "وادي النطرون" وتحديثه كي يصبح نموذجًا لتطبيق معايير حقوق الإنسان في التعامل مع النزلاء فيما يتعلق بتوفير جميع سبل الرعاية الصحية والاجتماعية والنفسية لهم، وتأهيلهم للاندماج مرة أخرى في المجتمع عقب انتهاء فترة العقوبة.

من الخطوات البارزة التي اتخذتها مصر في هذا السياق تغيير اسم "قطاع السجون" إلى "الرعاية المجتمعية"، مما يعكس الجهود المبذولة لإعادة تأهيل النزلاء بشكل حقيقي، كما قامت المؤسسات المصرية بزيادة جهودها من أجل مكافحة التطرف ومنع انتشاره بين الشباب، وقد أولت مؤسسة الرئاسة اهتمامًا خاصًا بالشباب، من خلال تنظيم منتديات عالمية تحت رعاية رئيس الجمهورية وحضوره.

بالإضافة إلى ذلك، أنشأ الأزهر الشريف مرصدًا لمكافحة التطرف يعمل على مدار الساعة لرصد الفكر المتطرف وتفنيده، كما بذلت وزارة الأوقاف ودار الإفتاء جهودًا كبيرة في هذا الإطار، مما يسهم في تعزيز جهود الدولة لمكافحة التطرف وتوفير بيئة آمنة للشباب.