رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

يرصدها كتاب الروبوتات القاتلة..

تلاشى الخطوط الفاصلة بين تطورات المجالات المادية والرقمية والبيولوجية.. ما القصة؟

غلاف الكتاب
غلاف الكتاب

الروبوتات القاتلة، واستخدامها في حروب المستقبل، عنوان أحدث إصدارات دار العربي للنشر، للباحث دكتور فتحي حسين عامر.

ويشير "عامر" في مستهل دراسته عن الروبوتات القاتلة: مما لا شك فيه أن الثورات تعتبر حدثًا ذا تأثير اجتماعي واقتصادي هائل، وتنشأ في شكل أفكار جديدة أو تقنيات حديثة أو سياسات مبتكرة في مجال معين. 

من الرابعة إلى الثورة الصناعية الخامسة

في دراسته الشيقة يتناول د. فتحي حسين عامر هذا الموضوع باستفاضة، فالعالم يعيش حاليًا في أبرز منجزات الثورة الصناعية الرابعة، وهي ثورة الذكاء الاصطناعي وتقنياته وبرامجه المتطورة بدون توقف، حتى دخلنا بالفعل إلى الثورة الصناعية الخامسة التي يتركز محورها على الإنسان بشكل كبير. 

وفي خضم التطورات المتسارعة التي يشهدها عالمنا الحالي بسبب الثورة الصناعية الرابعة وتطورات الذكاء الاصطناعي وتطبيقاته، إلا أننا بصدد ثورة جديدة، هي الثورة الصناعية الخامسة، التي سوف تؤثر على جميع جوانب حياتنا، بدءًا من أجهزة الاستخدام الشخصي التي تعرف كثيرًا عن تفضيلاتنا الشخصية من خلال طبيعة عملها، وحتى الطائرات بدون طيار والأسلحة الذكية التي ستغير يومًا ما من طبيعة الحروب التقليدية والجيوش النظامية، بل قد تتعداها ربما إلى تغيير خريطة التحالفات وميزان القوى الدولي.

 ومن ثم تفرض هذه التطورات التي أحدثتها تقنيات الذكاء الاصطناعي في بنية الحياة الاجتماعية والاقتصادية، والإنسانية بشكل عام، الوقوف على خصائص هذه التقنيات ومجالاتها وتطبيقات استخدامها، وأهم الفاعلين والمطورين المؤثرين في صناعة هذا المجال، مع مناقشة إيجابيات وسلبيات الذكاء الاصطناعي، وكذلك تقديم رؤية استشرافية حول انعكاساته على مستقبل البشرية. 

ويعرف "عامر" في كتابه الروبوتات القاتلة، الثورة الصناعية الرابعة لافتًا إلى أنها: هي مجموعة من التكنولوجيات المتداخلة التي تشكل مفهومًا جديدًا للصناعة يعتمد على الرقمنة والبيانات لإنتاج منتجات عالية القيمة ذات جودة وقدرة تنافسية في وقت قصير، وكذلك المحافظة على البيئة وأهداف صافي الانبعاثات الصفري. 
وهي التسمية التي أطلقها المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس، سويسرا، في عام 2016، على الحلقة الأخيرة من سلسلة الثورات الصناعية، التي نعيش في رحالها وقت إعداد هذا الكتاب، وبدأ استخدام مصطلح الثورة الصناعية الرابعة منذ عام 2016، وتحديدًا من قبل "كلاوس شواب"، مؤسس ورئيس المنتدى الاقتصادي العالمي، الذي يعقد سنويًا في دولة سويسرا، فوفقًا لتعريفه، اعتبر "شواب" أن الثورة الصناعية الرابعة هي حالة من تلاشي الخطوط الفاصلة بين التطورات الحادثة في المجالات المادية والرقمية والبيولوجية، فهي ليست كمثل الثورات الصناعية السابقة من حيث التأثير على الإنتاج الإنساني وجودته بل تتعدى ذلك لتؤثر على مختلف نواحي الحياة. 

الروبوتات القاتلة والتكنولوجيا الحديثة


ويوضح "عامر": تشمل التكنولوجيات المتداخلة في الثورة الصناعية الرابعة تطبيق تكنولوجيات الذكاء الاصطناعي في الإنتاج في مراقبة الجودة وتحميل بيانات الإنتاج لمعالجة أي مشكلات إنتاجية، واستخدام تكنولوجيا الواقع الافتراضي والواقع المعزز لتطوير المنتجات والصناعة، والتوسع في استخدام الطباعة الثلاثية الأبعاد والإنسان الآلي في الإنتاج، وتعزيز الأمن السيبراني لحماية سرية بيانات الإنتاج والملكية الفكرية، وحماية البيانات الضخمة وتخزينها بشكل آمن، واستخدام الكمبيوتر بشكل أوسع في التصميم الهندسي.


ولا تزال الصناعة المصرية في المراحل الأولى من تطبيق الثورة الصناعية الرابعة؛ لذلك تواجهها مشكلات تقنية لوجستية. 

ورغم تعدد تعريفات الثورة الصناعية الخامسة إلا أن العديد من الممارسين في الصناعة قدم تعريفات مختلفة يتضح منها أنها لا تقوم على التكنولوجيا ولكن على مبادئ مثل "الإنسانية والتي يعتبر الانسان هو محورها"، "والإشراف البيئي" "والمنفعة الاجتماعية" "والمرونة"، وتعد الثورة الصناعية الخامسة هي لغة العصر الحالي ومستقبل جميع الأنشطة، وبالتالي لا بد من الانخراط فيها وإقرار أنشطتها في مجال التعليم قبل الجامعي وزيادة كليات الذكاء الاصطناعي في جميع الجامعات المصرية وإنشاء مصانع للروبوتات بأنواعها ومكوناتها وإقرار تدريس مواد خاصة بالثورة الصناعية الخامسة في كليات الطب مثلا لكي تكون مصر مقرًا للسياحة العلاجية في منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا، وهذا يعود بالنفع على الاقتصاد الوطني للبلاد.