شجار في الزيتون يتحول لمأساة.. لحظات انفعال وغضب تنهي حياة مريض قلب
لم يكن أحد يتوقع أن تنتهي مشادة كلامية بين عاملين بفاجعة مأساوية وجثة على الأرض، في منطقة الزيتون، ذلك الحي الهاديء الذي يعيش فيه معظم الآسر في هدوء متحابين ومتعاونين.
ضربة بعصا خشبية
الواقعة التي شهدت تحقيقات موسعة من النيابة وفقا لأقوال شهود العيان الذين حضروا تلك اللحظات المشحونة بين الطرفين والتي انتهت بوفاة أحدهما يسردون تفاصيل الواقعة، فقال الشاهد الأول "ع. س"، رجل في السادسة والأربعين من عمره، يعمل رئيسًا لمعاوني الخدمة في شركة مصر للطيران للشحن الجوي. كان شاهدًا على المشادة التي بدأت بكلمات حادة بين المتهم والمجني عليه، وسرعان ما تطورت الأمور، في لحظة انفعال، أمسك المتهم بعصا خشبية "شومة" من أحد المقاهي، وبدأ بضرب المجني عليه مرتين، مرة على يده اليسرى، ومرة أخرى على فخذه الأيسر، كانت الضربات عنيفة، لكن الشاهد وبقية الحاضرين تمكنوا من فض الشجار، إلا أن الكلمات الجارحة استمرت بينهما حتى سقط المجني عليه فجأة فاقدًا الوعي.
يتنفس بصعوبة بالغة
وروى "ب. ي"، صيدلي يبلغ من العمر 45 عامًا، كان في عمله عندما سمع عن الشجار، خرج من الصيدلية ليجد المجني عليه يتنفس بصعوبة بالغة، وكأن الهواء يهرب منه، لم تمض سوى دقائق حتى انهار الرجل وسقط مغشيًا عليه، وأشار الشاهد إلى أن المجني عليه كان يعاني من ضغط الدم، وكان المتهم على علم بذلك. وربما كانت المشادة وضغطها النفسي هي ما أثار تلك الأزمة القاتلة.
مريض قلب
أما الشاهد الثالث، صاحب مطبعة قريب من المكان، فقد تلقى اتصالًا هاتفيًا يخبره بالخبر الصادم وهو وفاة المجني عليه بعد المشاجرة كان يعلم أن الرجل يعاني من مشاكل في القلب، فقد أجرى عمليتين لتركيب دعامتين قبل أربع سنوات، وكان يتناول أدوية القلب بانتظام. لكن القدر كان أسرع في تلك اللحظة.
القضية التي حملت رقم 1390 لسنة 2024، كشفت أن المتهم لم يكن ينوي قتل المجني عليه، لكنه اعتدى عليه بضربات باستخدام عصا خشبية خلال مشاجرة عنيفة، ورغم أن الهدف لم يكن القتل، إلا أن الانفعال العنيف تسبب في وفاة المجني عليه، خاصة مع حالته الصحية الحرجة، كما تم اتهام المتهم بحيازة سلاح دون مسوغ قانوني، مما أضفى طابعًا جنائيًا إضافيًا على الواقعة المأساوية.