الأيام الأخيرة في حياة نعيمة عاكف.. "قرار بالعلاج على نفقة الدولة بالخارج"
حياة قصيرة في العمر عاشتها الفنانة نعيمة عاكف (7 أكتوبر 1904- 23 أبريل 1966)، بعد مسيرة حافلة قدمت فيها فن الرقص والغناء والمونولوج والتمثيل، وأسعدت الملايين، إلا أن حظها كان قليلا، إذ تزوجت مرتين ورزقت بطفل وحيد وهاجمها وحش المرض الذي أنهى حياتها التي كانت مفعمة بحب الحياة والسيرك والفن.
زواج نعيمة عاكف
زواجها الأول كان من المخرج حسين فوزي، بعد أن اختارها لتشارك في بطولة فيلم "العيش والملح"، ومن بعدها تعاقد معها على احتكار وجودها في الأفلام التي يخرجها، وتوالت أفلامها ولمع نجمها في السينما، وبعد 10 أعوام انفصلا، وأخرج لها خلال هذه السنوات ما يقرب من 15 فيلما، كان آخرها "أحبك يا حسن".
وفي تقرير للناقد المسرحي عاطف النمر في جريدة الفنون بعددها رقم 29 الصادر بتاريخ 1 مايو 2003، يقول: بعد طلاقها من حسين فوزي تزوجت نعيمة عاكف من المحاسب القانوني صلاح عبد الحميد الذي كان يتولى إدارة أعمالها، وكان شرطه الوحيد قبل الزواج أن تقلع نعيمة عن الرقص الشرقي، ولكنه لم يحرمها من التمثيل للسينما.
الأيام الأخيرة في حياة نعيمة عاكف
وتابع: لكن نعيمة عاكف لم تستمر طويلا بعدها في التمثيل للسينما، عندما بدأت تشعر بآلام حادة في المعدة تنتابها بين فترة وأخرى، وظلت لفترة طويلة تدخل المستشفيات لتخرج منها كما دخلتها بالمرض نفسه وحدة الألم نفسها، وفي شهر أبريل من عام 1966 صدر لها قرار بالعلاج على نفقة الدولة في الخارج، ولكن القدر لم يمهلها لذلك عندما لفظت أنفاسها الأخيرة قبل خروجها من المستشفى للسفر إلى الخارج.
رحلت نعيمة عاكف عن الدنيا عن عمر يناهز السادسة والثلاثين، ليطوي الموت بذلك زهرة برية، عاشت حياة الضنك والفقر والجوع والعوز الشديد، وعاشت بالمثل حياة العز والثراء والشهرة والمجد وسكنى الشقق الفاخرة والسيارات الفارهة، ولكن نعيمة عاكف لم تتغير في الحالتين، ظلت كما كانت بحياتها البسيطة التي خلقت في داخلها خفة الدم وروح المرح مهما كانت الظروف قاسية أو غير قاسية، وبذلك يكون قد انتهى مشوار سبعة عشر عاما من الفن والتألق والإبداع، شاركت فيهم ببطولة 25 فيلما، ومن أنجحها "لهاليبو" و"أربع بنات وضابط".