من الروايات الشعبية للعمال والفلاحين لـقصص الجندي المصري.. حرب أكتوبر في الأدب المعاصر
"عبرنا الهزيمة بعبورنا إلى سيناء.. ومهما تكن نتيجة المعارك فإن الأهم الوثبة.. فيها المعنى أن مصر دائما مصر.. تحسبها الدنيا قد نامت.. ولكن روحها لا تنام، وإذا هجعت قليلا، فإن لها هبة، ولها زمجرة، ثم قيام وقد هبت مصر قليلا وزمجرت، ليدرك العالم ما تستطيع أن تفعل في لحظة من اللحظات، فلا ينخدع أحد في هدوئها وسكونها".. بهذه الكلمات لخص الأديب توفيق الحكيم انتصار حرب أكتوبر وأدرك المصريين قبل العالم أن النصر حليفهم طالما بقوا على قلب رجل واحد.
وبالتزامن مع ذكرى النصر العظيم.. نستعرض في التقرير التالي، "حرب أكتوبر في الأدب المعاصر".. وكيف ألهمت الحرب الكتاب المعاصرين للكتابة عنها.
كتاب "حرب أكتوبر والمجتمع المصري" للدكتور أحمد المتولي
من الكتب الصادرة حديثًا، حول حرب أكتوبر، عن دار الكتب والوثائق القومية كتاب "حرب أكتوبر والمجتمع المصرى"، للدكتورأحمد المتولى، ويناقش الكاتب في كتابه تأثير الحرب على المجتمع المصري، من واقع دراسة اجتماعية تتناول المجالات الاقتصادية والاجتماعية والفنية، كما يفند في كتابه عملية السلام المصرية الإسرائيلية كإحدى نتائج حرب أكتوبر، والموقف المجتمعى منها محليا وعربيا.
ويلفت الكاتب في كتابه إلى أنه بالرغم من كل الظروف الصعبة التى عملت فيها مصر وجيشها للاستعداد لهذه الحرب، بعد الانكسار الذى حدث فى يونيو 1967، لكن استطاعت مصر أن تنهض لمحو آثار الهزيمة، وفرضت على العدو حربًا لسنوات، لم تستنزف قواه فحسب، بل مكنت قواتنا المسلحة من إعداد أفرادها لخوض حرب كان النصر حليفًا لها وأجبرت إسرائيل على الدخول فى مفاوضات انتهت بتوقيع معاهدة السلام.
كتاب "حرب أكتوبر والأدب العبري" للدكتورة سهى علي رجب
ألهمت حرب أكتوبر وما كُتب عنها في الأدب العبري، الدكتورة سهى علي رجب، فعكفت على إنجاز كتابها "حرب أكتوبر والأدب العبري"، الصادر حديثًا عن الهيئة المصرية العامة للكتاب، ويحمل الكتاب بين دفته مقدمة و6 فصول، جاء الفصل الأول بعنوان "الأدب العبري.. النشأة والمفاهيم والمرجعيات"، والفصل الثاني "أدب الحرب"، والثالث "الرواية العبرية.. من الحلم إلى الكابوس"، والرابع "الشعر العبري.. من الزهو والفخار إلى الندم والانكسار"، والخامس "المسرح العبري.. جلد الذات"، والسادس "الأدب البوليسي.. حفظ ماء الوجه".
كما رصدت الكاتبة ما كتب من إبداع عن حرب أكتوبر في الأدب العبري، من الروايات والشعر والقصة والنصوص مسرحية عن حرب أكتوبر.
"ذاكرة أكتوبر.. تجليات الحرب في الثقافة المصرية" لـ خالد منصور
شغلت حرب أكتوبر والتحولات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، فكر الكاتب خالد منصور، الذي صدر له حديثًا كتاب ""ذاكرة أكتوبر.. تجليات الحرب في الثقافة المصرية" حيث ركز في كتابه على كيفية تعامل الشعب المصري ونخبته المثقفة والمبدعة مع هذه التحولات في السنوات قبل وبعد حرب أكتوبر، وكيف عبروا عنها في نصوص أدبية وأفلام سينمائية وأغان وأشعار ثم في الفضاء العام على اتساعه، وما تبقى في الذاكرة الثقافية والجمعية المصرية من هذه الحرب وسنواتها.
ويحمل الكتاب سبعة فصول تدور حول العلاقة بين التطورات الاجتماعية والثقافية التي جرت قبل وبعد حرب أكتوبر، وبين الإبداعات الثقافية والفنية من جانب والأحوال العامة للمجتمع وقتها من جانب آخر، من خلال تحليل خطابات التحولات الاجتماعية التي ظهرت في نصوص الأدب وكلمات وألحان الأغاني وأفلام السينما ودراما وبرامج التلفزيون والفضاء الحضري.
كتاب "الثقافة سنة 1973 - سيرة شعبية لحرب أكتوبر" للباحث محمد سيد ريان
وجه الباحث محمد سيد ريان أنظاره إلى "حرب أكتوبر" ولكن من زاوية مختلفة، وهى رؤية الحدث من وجهة نظر الجماهير المصرية والعربية، من خلال عرض تجربة والروايات الشعبية من العمال والفلاحيين عن حرب أكتوبر، وذلك في كتابه "الثقافة سنة 1973 - سيرة شعبية لحرب أكتوبر".
وتناول كتابه التصورات الشعبية وتفاعل العمال والفلاحين مع قسوة الحرب، ومع مجريات الأمور والأحداث، كما يرصد الكتاب نماذج من أدوار وكتابات ومواقف المثقفين المصريين والعرب خلال حرب أكتوبر الذين ساندوا المعركة حتى تحقق النصر، بالإضافة إلى قراءة في أهم ما ورد في كتب المراسلين العسكريين أثناء المعركة، كما اتجه الباحث إلى زاوية أخرى هامة، وهي "حرب أكتوبر" في مجلات الأطفال، فاختار مجلات ميكي وسمير الشهيرة نموذجا، ليجمع بين ثقافة كافة أطياف وفئات المجتمع حول "حرب أكتوبر".
الجندي المصري بحرب أكتوبر في قصص سمير الفيل
استطاع الكاتب والقاص سمير الفيل، أن يصور تفاصيل دقيقة، حياة بعض شخصيات حرب أكتوبر، ففي كتاب "رجال وشظايا"، يكشف سمير الفيل عن معايشته لرجال حرب أكتوبر، وهو صغير: فيقول الراوي في كتاب "رجال وشطايا: "دخل صغيري أيمن حجرتي وبيده كرّاسة الرسم.. أخذتُ أقلب صفحاتها.. رسوم جميلة بألوان الشمع: حيوانات الغابة.. أسماك البحر.. الفلاح في الغيط.. ثم معركة مع العدو.. كان أيمن يصور معركة يدوس فيها جندي كبير كبير على دبابات العدو، ويمسك بيديه طائراته".
ثم يسأل الأب طفله أيمن: ما هذا يا أيمن؟
ليجيب الطفل أيمن: ألا تعرف يا أبي.. هذا أنت.. ألم تحْكِ في خطاباتك عن رصاصاتك التي تقتل جنود العدو؟.
وقابل سمير الفيل، بعد انخراطه في كتيبة قتالية بعد انتهاء حرب أكتوبر 1973 بعام واحد، عدد من المحاربين الذي كانوا مصدر إلهام له للكتابة عن مشاعرهم وذكرياتهم في حرب أكتوبر، ودونها في عدة مجموعات قصصية منها: "خوذة ونورس وحيد"، " شمال.. يمين"، "كيف يحارب الجندي بلا خوذة؟".