في ذكرى ميلاده.. غاندي: تزوج وعمره 13 عامًا.. وكان زوجًا غيورًا
يحل اليوم ذكرى ميلاد المهاتما غاندي أحد أشهر الزعماء السياسين الذي قضى طيلة حياته لأجل الدفاع عن حقوق الأقليات في بلاده، وأسس فكره السياسي الذي يدعو إلى عدم العنف والتمييز بين البشر.
زواج غاندي المبكر في عمر 13 عامًا
وقال غاندي، في مذكراته: "كم كنت أود ألا أكتب هذا الفصل، لكن ليس بوسعي إغفال هذا الجانب مهما كان حجم المرارة التي أتجرعها وأنا أكتب هذه السطور.. فمن واجبي أن أذكر زواجي في سن الثالثة عشرة بغض النظر عن الألم الذي قد أعانيه، حين أنظر إلى الأطفال الذين تقترب أعمارهم من ذلك العمر ممن هم تحت رعايتي، وأتذكر زواجي؛ أشعر بالشفقة على نفسي وبرغبة في تهنئتهم على النجاة من المصير الذي واجهته، فأنا لا أرى أي سبب أخلاقي يدعو إلى ذلك الزواج المبكر الذي ينافي المنطق.
خِطبات متكررة بدون علم الطفل غاندي
كما يحكي غاندي في مذكراته، أن والده خطب له 3 مرات دون علمه، وهو صغيرًا، مشيرًا إلى أنها كانت عادة بلدته خطبة الأطفال في عمر صغير، ولكنه علم بوفاة فتاتين كان والده قد خطبهما له، حيث أن خطبته الثالثة تمت وهو لم يتجاوز السابعة من عمره، بدون علمه.
تقاليد مرهقة للزواج عند الهندوس
لفت غاندي، في مذكراته التي جاءت بعنوان "قصة تجاربي مع الحقيقة" إلى إن الزواج عند الهندوس ليس بالأمر الهين، فوالدا العروسين غالبًا ما يشرفان على الإفلاس بسبب حفل الزفاف، فيهدران أموالهما وأوقاتهما، فالأمر يستغرق شهورًا للقيام بالاستعدادات، من إعداد الملابس والزخارف، وتوفير الأموال اللازمة للمآدب، ويحاول كل منهما التفوق على الآخر في عدد أصناف الأطعمة المقدمة وتنوعها، وتقوم النساء بالغناء، بغض النظر عن جمال أصواتهن أو قبحها، حتى تبح أصواتهن، ويمرضن.
ويروي غاندي تفاصيل زواجه طفلًا، واصفًا أنه أشبه بـ"طفلان بريئان قُذف بهما إلى بحر الحياة دون أن يدركا" موضحًا أنه مع الوقت بدأ التعرف على زوجته والتحدث إليها تدريجيًا بحرية أكبر، واصفًا: مع أن أعمارنا كانت متقاربة، فلم أحتج وقتًا طويلًا كي أفرض سيطرتي كزوج.
غاندي زوجًا غيورًا ومسيطرًا
ومن خلال قراءة غاندي، بعض الكتيبات التي تحكي عن "الإخلاص الأبدي للزوجة"، فيشير إلى أنه لم يكن أمامي الكثير من فرص الخيانة في تلك السن الصغيرة، ولكن درس الإخلاص هذا كان له أثر مشئوم أيضًا. فحدث نفسه قائلًا: «إذا كنت سأخلص لزوجتي، فيجب عليها هي أيضًا أن تخلص لي» فجعلت تلك الفكرة منه زوجًا غيورًا، كما وصف.
تذكر غاندي تحول واجب إخلاصي لها ببساطة إلى حقي في الحصول على إخلاصها المطلق، ولتحقيق ذلك الإخلاص المطلق، كان عليَّ أن أتمسك بحقي هذا بقوة ويقظة، بالطبع لم يكن هناك ما يدعوني للشك في إخلاص زوجتي، لكن الغيرة عمياء، كان عليَّ أن أراقب تحركاتها باستمرار، فكانت لا تستطيع الخروج دون إذني، وغرست هذه المسألة بذور الشجار المر بيننا.
ويبدو أن غاندي قد ندم على الكثير من أفعاله مع زوجته في سن صغير، فقال عن طريقته هذه: كانت القيود التي فرضتها عليها بمنزلة السجن، ولكن "كاستوربا" لم تكن من الفتيات اللاتي يمكن أن يتحملن مثل ذلك السجن، فقد حرصت على أن تخرج وقتما شاءت، وكلما فرضت عليها مزيدًا من القيود، تصرفت هي بمزيد من الحرية، مما زاد من غضبي.
أضاف: "كيف تتحمل فتاة بسيطة مثلها أي قيود تمنعها من زيارة المعبد أو زيارة صديقاتها؟ وإذا كنت أملك الحق في فرض القيود عليها، أليس من حقها هي أيضًا أن تفرض عليَّ قيودًا؟ لقد أدركت كل هذه الأمور الآن فقط.