خبراء إماراتيون لـ"الدستور": زيارة "بن زايد" لمصر تعكس الروابط التاريخية بين البلدين
أكد خبراء وسياسيون إماراتيون، أن زيارة الشيخ محمد بن زايد رئيس دولة الإمارات إلى مصر في هذا التوقيت ولقائه الرئيس عبد الفتاح السيسي تحظى بأهمية خاصة لدعم علاقات البلدين بجانب التعاون والتنسيق بشأن مواجهة التحديات التي تواجه المنطقة العربية.
ودشن الرئيس السيسي والشيخ محمد بن زايد، أمس، مشروع رأس الحكمة التنموي، وذلك خلال زيارة عمل يجريها رئيس دولة الإمارات إلى مصر منذ الخميس الماضي.
الصوافي: العلاقة بين قائدي مصر والإمارات تتسم بالثقة والتشاور
وقال الكاتب والمحلل السياسي الإماراتي محمد خلفان الصوافي، إن العلاقة بين القائدين تتسم بالثقة والتشاور المتبادل، إلا أن الظرف التاريخي الذي تمر به المنطقة يجعل من هذه الزيارة أهمية خاصة، فكما يبدو أن المنطقة تمر بحالة من التحول الاستراتيجي تحتاج معها بناء رؤية مشتركة بين البلدين الشقيقين بما يخدم المصلحة العربية، لأن التداعيات المتوقعة ستشمل المنطقة بأكملها.
وتعليقا على إطلاق الرئيس السيسي والشيخ محمد بن زايد مشروع رأس الحكمة التنموي، قال الصوافي إنه يمكن الحديث في هذا الجانب من زاويتين هما، الزاوية الأولى أن الإمارات من الدول المعروفة بتنويع استثماراتها على مستوى العالم، ومصر أثبتت أنها من الدول الواعدة للباحثين عن الاستثمارات، وبالتالي فيمكن الحديث عن مصلحة مشتركة.
وأشار الصوافي إلى أن الزاوية الثانية وهي أن الإمارات دولة داعمة تنمويًا لكل الأشقاء ومصر في القلب منهم، وبالتالي فهذا المشروع هو واحد من المشروعات العديدة التي تؤسّسها الإمارات في مصر برأسمال 35 مليار دولار.
وتابع: "المصالح هنا تتجاوز المردود المادي وحسابات الأرقام برغم أهميتها ووجودها في المشروع، ولكن الحديث يصل إلى النهوض العربي الاقتصادي قبل السياسي؛ للمحافظة على استقرار المنطقة وبناء مستقبلها، وهذا المشروع واحد من المشاريع العديدة التي يتوقع لها أن تغير صورة المنطقة".
وقال "الصوافي" إن الفكرة الأساسية من المشروع قائمة على الاستفادة الاقتصادية للمشروع بكل الأنواع السياحية والبيئية والعقارية، فهو يوفر كل الفرص التنموية، وبالتالي فهو مشروع واعد، خاصة وأن التقييمات المصرية ترى أنه أكبر استثمار أجنبي في تاريخ مصر، ما يدل على حجم الثقة المصرية في الشريك الإماراتي ويبشر بإيجاد العديد من الفرص الوظيفية للشعب المصري ويعطي إشارة لمدى الفوائد الإماراتية المتوقعة منه.
وأشار السياسي الإماراتي إلى أن الرئيسين شهدا أيضًا إطلاق شراكة لتعزيز مسيرة الابتكار في قطاع المركبات الكهربائية الذكية في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، موضحًا أن هذه أول شراكة بهذا الحجم على مستوى المنطقة وشمال إفريقيا وبالتالي تحمل دلالة على اهتمام القائدين على مواكبة التطورات العالمية في المجالات التكنولوجية بما يخدم المنطقة في مجال النهوض التنموي، وفي المقابل يوفر فرصة لمصر والإمارات لأن تكونا من الدول السباقة في الاستثمارات الحديثة في المنطقة، خاصة وأن الأمر يتعدى الاستثمار المادي إلى توسعة الفهم ليشمل المجالات البحثية لتطوير التعاون المشترك.
جاسم خلفان: مصر واعدة في جذب الاستثمارات
فيما قال جاسم خلفان المحلل السياسي الإماراتي، إن زيارة الشيخ محمد بن زايد، رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، الخميس الماضي للقاهرة شهدت استقبالا حافلا وترحيبًا شعبيًا، كما التقى بالرئيس عبدالفتاح السيسي، مشيرًا إلى أن هذه الزيارة تعكس الروابط التاريخية العميقة بين البلدين، والتي أسس لها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان وقيادات مصر السابقة.
وتابع: "تتسم العلاقات الإماراتية المصرية اليوم بالنمو المستمر في مجالات الاستثمار والشراكة، فالإمارات تعتبر من أبرز الشركاء التجاريين لمصر، ويُلاحظ ازدهار التبادل التجاري بين البلدين. بينما يتمتع المستثمرون المصريون بفرص عديدة في الإمارات، مما يعكس عمق العلاقات الاقتصادية بين الطرفين".
وأوضح المحلل السياسي الإماراتي أن مجالات الاستثمار في مصر تشمل مجموعة متنوعة، تتجاوز العقارات والطاقة، لتشمل أيضًا الصناعة والتجارة والتعليم، وتستفيد دول الخليج، بما في ذلك قطر والسعودية والكويت، من هذه الفرص الاستثمارية، مما يعزز التكامل الاقتصادي العربي.
وأضاف: "تُظهر التصريحات الأخيرة للرئيس السيسي خلال احتفالات تخرج طلبة الأكاديمية والكليات العسكرية بالعاصمة الإدارية رفقة الشيخ محمد بن زايد قوة العلاقة بين البلدين، حيث أكد على الروابط الأخوية التي تجمع الشعبين".
وقال "خلفان" إن القيادة الحكيمة في مصر تفتح أبوابها لاستقبال الاستثمارات العربية، فيما تواصل الإمارات تعزيز تعاونها مع شقيقتها مصر.
وشدد المحلل الإماراتي على أن مصر واعدة في جذب الاستثمارات بشتى المجالات، ويُعتبر هذا التكامل الاقتصادي علامة على الالتزام العربي المشترك نحو مستقبل أكثر ازدهارًا معربا عن أمله في أن تتواصل الجهود لتعزيز التعاون وتبادل المنافع بين الدولتين.
نايل الجوابرة: رأس الحكمة نموذج للتعاون التنموي بين مصر والإمارات
فيما أكد المحلل الاقتصادي الإماراتي نايل الجوابرة، على عمق الشراكة الاستراتيجية بين دولة الإمارات وجمهورية مصر العربية، مشيرًا إلى أن مشروع رأس الحكمة يمثل نموذجًا للتعاون التنموي والاقتصادي بين البلدين وأن هذا المشروع، الذي يتمتع بمساحة شاسعة، يسعى إلى تعزيز المكانة الاقتصادية لكلا الدولتين ويعزز من حجم التبادل التجاري بينهما.
وأوضح الجوابرة في تصريحات خاصة لـ"الدستور"، أن المشروع يعد بمثابة جذب سياحي واستثماري كبير، حيث يتيح فرصًا استثمارية هائلة. بوجود مساحة واسعة وعدد سكاني يقارب مليوني نسمة، فإن رأس الحكمة لا يقتصر فقط على كونه مشروعًا اقتصاديًا، بل يهدف أيضًا إلى تطوير مناطق ترفيهية وسياحية على الساحل الشمالي لمصر. هذا التنوع في المرافق سيجذب استثمارات ضخمة، مما يسهم في تعزيز الاقتصاد المصري.
وأشار المحلل الإماراتي إلى أن قيمة المشروع الاقتصادية لن تقتصر على العوائد المباشرة، بل ستؤثر بشكل إيجابي على الناتج المحلي الإجمالي لمصر. وتوقع الجوابرة أن تكون هناك مشاريع كبرى مشابهة في الدول العربية، مما يعكس الدعم الكبير للاقتصاد المصري.
وأوضح الجوابرة، أن مكانة مصر الاقتصادية والسياسية في القارة الإفريقية تلعب دورًا حيويًا في جذب الاستثمارات كما أن مشروع رأس الحكمة سيسلط الضوء على الفرص الاستثمارية المتاحة في مصر، مما يجذب انتباه دول أخرى نحو السوق المصرية.
وشدد "الجوابرة"، على أن مشروع رأس الحكمة لا يمثل فقط استثمارًا في البنية التحتية، بل هو خطوة استراتيجية لتعزيز التعاون بين الإمارات ومصر، مما يساهم في تحقيق تنمية مستدامة تدعم الاقتصادين على المدى الطويل.