رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"السلام عليه من البداية إلى الختام".. عبد الرحيم طايع ينعى سعد الدين حسين

سعد الدين حسين
سعد الدين حسين

سعد الدين حسين، القاص، أحد أبناء جيل السبعينيات، والذي رحل عن عالمنا قبل قليل، أحد أوائل من خاضوا التجريب من خلال مزج الشعر بالسرد القصصي.

 

صدر للكاتب سعد الدين حسين، مجموعة قصصية بعنوان “احترس من القاهرة”، وعن سلسلة أصوات أدبية، صدر له مجموعة في العام 1989 “أول الجنة.. أول الجحيم”، فضلا عن مشاركته لعدد من الكتاب والمثقفين بمدينة طنطا في إصدار نشرة بعنوان “شرنقة”.

وعبر حسابه الشخصي بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، نعى الشاعر عبد الرحيم طايع، القاص سعد الدين حسين: "في يوم بعيد، بعد أن كنت دخلت أحد الأماكن التي كان يهواها القاص سعد الدين حسن في وسط القاهرة أبحث عن أحد الأصدقاء، ولم أكن تبينت وجوده في المكان حينذاك، هتف، وأنا خارج سريعا إذ لم أجد الصديق، "يا طايع، أنت وفتحي عبد السميع عاملين عظمة في الأدب الشعبي".

 

كان يقصد كتابي "السلامة والغنامة- مقدمة في رصد دعاء الأمهات المصريات للأبناء" وكتاب فتحي "القربان البديل"... كان قارئا نهما، ويشبه الجواهرجية في تقييم الأشياء... شكرته جدا، وأوصاني بإيصال السلام إلى فتحي، وكم سر فتحي رأيه وسلامه حين نقلتهما إليه في حينه.

 

وأردف “طايع”: “لم تعمق علاقتي بسعد الدين حسن، إلا أنه كان يشعرني دوما بعمقها من جانبه، وأظنه كان هكذا مع الجميع دون من تصطفيهم دواخله وحدهم، وديعا وودودا إلى أقصى درجة، وتشعر أنه يحتضن سرا كبيرا، لا تدري ما هو مهما حاولت”.

 

وتابع: “أحب هامشه جدا، وفر من المتون، ولم يبال بالتجاهل وسوء الحظ، بل اعتبرهما هدية السماء إليه، وقد قبل الهدية، بل رآها نجدة ما.. ما عرفته أنه صعيدي الأصول، وذهب إلى طنطا مبكرا، وأقام فيها، لكن روحه أقامت في القاهرة، وبدنه كان يشتاق إلى الروح فيصلها هناك ما وجد إلى ذلك سبيلا”.

 

وواصل: “كان بسيطا صادقا وفقيرا نبيلا، وذا قدم راسخة في الأدب والثقافة والحكي والدراية بالتاريخ الوطني كأنه مؤرخ عظيم”.

 

واختتم “طايع”: لم ألقه منذ سنوات، وفاجأني خبر موته اليوم، وصدمني بشدة، كأننا كنا بالأمس في سهرة عامرة بوسط البلد بالقاهرة، مكانه الأثير السرمدي كلما جاء من بلده، بالأشواق كلها، للقيا من نفذوا إلى روحه المتألقة من الكتاب والفنانين المبدعين، وللقيا القاهرة من قبل، القاهرة التي كانت عمره وعطره وحلمه المتحقق والعصي على التحقق.

 

رحم الله السارد الجميل الجليل، ومنحه عنده مكانة عالية كان يستحقها في حياته تماما، وطالما أفلتت، إن بفعل فاعل خبيث النفس، أو بكسله هو عن محاولة إدراكها.. لقد عاش فعاش بكل معنى الكلمة ومات فعاش بكل معنى الكلمة، السلام عليه من البداية إلى الختام.