رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الجميلي أحمد يكتب: هل يواجه وزير الثقافة عفاريت دار الكتب أم يحمي كنوزها المفقودة؟

في قلب القاهرة، وعلي كورنيش النيل برملة بولاق تقبع دار الكتب والوثائق القومية، المؤسسة التي من المفترض أن تكون الحصن الذي يحمي تاريخ مصر وتراثها العريق. لكن الحقيقة، كما يرويها بعض العاملين والمهتمين بالشأن الثقافي، ليست بتلك البهجة. في السنوات الأخيرة، ظهرت قصصٌ مرعبة حول مخازن الرصيد المهملة في الدار، تلك المخازن التي لم تشهد جردًا دوريًا منذ سنوات، وتحولت إلى أماكن يعمّها الإهمال والتسيب.

مخزن الدور الثامن... والسحر المغلق


من بين هذه المخازن، يظهر لنا "مخزن الدور الثامن"، الذي يبدو أنه يحمل أسرارًا أكثر من مجرد كتبٍ ومخطوطات. والذي يحتوي على كتب السحر التي لم يتم فتحها منذ سنوات، رغم أنها تحوي ثروات فكرية لا تُقدّر بثمن. هل تعلم أن البعض يقول إن هذا المخزن مسكون بالجن والعفاريت؟!  نعم، ليس خيالًا سينمائيًا، بل رواية تكررت بين العاملين. والتي خرج منها المسلسل الشهير عفاريت عدلي علام بطولة الفنان عادل امام وتأليف يوسف معاطي وإخراج رامي إمام  والذي اشاع بعض العاملين بالدار أنه تم نقل هذه الكتب الي الدور السادس لكن السؤال الذي يفرض نفسه هنا: هل هذا الحديث عن الجن والعفاريت حقيقي، أم أنه مجرد حجة لعدم الاقتراب من تلك الكتب القيمة التي قد تختفي في ظل غياب الجرد والرقابة؟

أرشفة مفقودة ومخطوطات مدفونة!


ولعل السؤال الأهم هو كيف يمكن أن تظل هذه الكتب والمخطوطات الثمينة دون أرشفة؟ هل يعقل أن تتم إدارتها بهذا القدر من العشوائية؟ عشرات الآلاف من الصفحات التي قد تحتوي على جزءٍ كبيرٍ من تاريخ مصر وتفاصيل حياتها في أزمان مختلفة، قد تُفقد إلى الأبد بسبب إهمال أو ربما بسبب نوايا مريبة. هل هناك من يستفيد من عدم أرشفة هذه الكتب؟ ولماذا لا يتحرك أحد لإنقاذ ما يمكن إنقاذه؟

ماذا يفعل الوزير الجديد؟


ومع تعيين وزير الثقافة الجديد، أحمد هنو، يثور السؤال: هل فكر الوزير في زيارة هذه المخازن المظلمة؟ هل طرح مشروعًا طموحًا للحفاظ على هذا التراث المهمل وحمايته من السرقات السنوية التي نسمع عنها كل حين وآخر؟ ففي كل مرة تختفي مجموعة من الكتب أو المخطوطات، ينتهي الأمر باتهام موظف أو أكثر، بينما تبقى أصابع الاتهام بعيدة عن صانع القرار الحقيقي.

آخر تلك السرقات كانت اختفاء دوريات "الوقائع المصرية" الثمينة. كيف يحدث هذا، ومن المسؤول عن تأمين هذا التراث؟ نعلم جميعًا أن الاتهامات تتطاير ولكن لا يبدو أن هناك محاسبة حقيقية.

رئيس الدار... وأسئلة عالقة


وهنا يأتي الدور على الدكتور أسامة طلعت، رئيس دار الكتب والوثائق القومية. ماذا قدم منذ أن تولى المسؤولية للحفاظ على هذا التراث؟ هل بدأ في وضع خطط جدية لحماية تلك الكنوز الفكرية؟ أم أن الحديث عن "عفاريت الدور الثامن" مجرد ستار يُخفي جرائم اختفاء المخطوطات والكتب الهامة؟

إن التراث المصري ليس مجرد أوراق قديمة أو كتبٍ مهملة، بل هو الهوية التي يجب علينا حمايتها. فهل نجد إجابات تريح قلوبنا وتجعلنا نطمئن على ما تبقى من هويتنا؟ أم أن أسطورة العفاريت ستظل تسيطر على هذا المكان؟