سرادق افتراضي.. مثقفون وشعراء ينعون محمد الشحات
نعى عدد كبير من المثقفين والأدباء، رحيل الشاعر محمد الشحات، الذي رحل عن عالمنا صباح اليوم الأربعاء، عن عمر ناهز 70 عامًا، بعد مشوار طويل في الصحافة والمناصب، ودون العديد من الشعراء رسائل تعبر عن حالة الحزن على حساباتهم الشخصية على مواقع التواصل الاجتماعى "فيسبوك".
فكتب الشاعر عمارة إبراهيم: البقاء لله وحده؛ جلسنا على مقعدين متجاورين علي مائدة مجلس إدارة اتحاد كتاب مصر، ولم نختلف، قدمنا مساهماتنا الطيبة للاتحاد، واقتربت كتاباتنا الشعرية من بعضها، في تقنية العمل من تحقيق التطور الذي يجب للقصيدة العربية.
وتابع: كتبت دراسة مهمة عن تجربته وكان سعيدا بها أقصي سعادة وقام بتضمينها في كتاب نقدي قام بنشره مع أعمال من آمنوا بموهبته، وكنت عندما أمر بضوائق الأفعال من البشر أو من أزمة صحية طارئة، يبادرني الاتصال سواء كان مقيما في أمريكا مع ولده أو كان في القاهرة، يشد من قوتي حتي أخرج منها.
كان متصالحا مع نفسه ومع غيره وحتي مع من لا يحبونه.
واستطرد: اتصلت به منذ أقل من أسبوع، لم يرد، بادرت بالاتصال بصديقنا المشترك الشاعر الكبير فولاذ عبدالله الأنور وقلت له الشحات لم يرد علي اتصالي قال: هو بين يدي الله فلندعو له، مضيفا: رحم الله الشاعر الكبير، الصحافي الذي أمضي وقت حياته بين الكتابة وبين ألم البشر ولم نر منه غير إبداع الشعر وطيب العمل محمد الشحات مات كما يموت الشعراء، لكنه في مقام ورفعة عند الله ان شاء فهي كبيرة.. لا بقاء لأحد من بشر أو من أمم أخري غير الله.
قال الشاعر فولاذ عبدالله الأنور: مات الصديق الشاعر الكبير محمد الشحات، وانطوَت بموته صفحةٌ من سجل ثقافتنا الإنسانية، تاركةً وراءهاٰ عَبَقًا من الشعر الوجداني الغزير، قَلَّ أن يُفلتَ مثله ـ كماٰ أفلت هو ـ من صيحات التجريب والتغريب التي تحاول اقتلاع القصيدة العربية مِن جذورهاٰ، أما الشاعر والكاتب الروائي علي عطا كتب: في ذروة نشاط ضخم، صحافة وإبداعا، رحل الشاعر الصديق محمد الشحات.
كتب الروائي مصطفى عبيد: رحم الله الصديق الشاعر محمد الشحات، مستشهدا بآخر قصيدة بعثها له قبل رحيله وهي: وكأنه يرى الحال والمآل كله..
يقول
قد حان وقتك.. فاحمل بلا أي حزن بقاياك.
وانفض عيونك مما تراكم في ننها. وانتبه.
قد يصبك لغو الحديث عن الموت.
تجردت من لغة الأرض.فهل سوف تملك ما قد يعينك في رحلتيك ؟
واترك عيونك..إن عينك لن ترى ما قد رأيت. ولسوف يكشف كل شىء...وستترك الأرض التي ما عاد يسعدها بقاؤك.
أما الشاعر أحمد الجعفري قال: مع السلامة يا محمد الشحات.. شاعر مثابر وإنسان طيب.. إنّا لله وإنّا إليه راجعون، ونعاه الشاعر عيد عبد الحليم قائلا:الصديق الغالي الشاعر الكبير محمد الشحات في ذمة الله، الله يرحمك أيها الطيب النبيل.
محمد الشحات
محمد الشحات؛ نائب رئيس تحرير بدار أخبار اليوم، ولد عام 1954 - بقرية الضهرية - شربين – دقهلية، تخرج فى كلية الآداب - قسم اللغة العربية - جامعة القاهرة، عضو مشتغل بنقابة الصحفيين، عضو باتحاد الكتاب – وعضو بمجلس إدارته في الدورة السابقة، عضو مجلس أمناء جمعية مصطفى وعلى أمين (ليلة القدر)، نشرت قصائده في معظم الصحف والدوريات الثقافية والأدبية بمصر والوطن العربي، له مشاركات أدبية في الملتقيات والمؤتمرات الثقافية منذ مطلع السبعينيات خاصة مع صدور ديوانه الأول (الدوران حول الرأس الفارغ عام 1974).
صدر مجموعة كبيرة من الدواوين الشعرية، ومن بينها: آخر ما تحويه الذاكره، عندما تدخلين دمي، تنويعات على جدار الزمن، كثيرة هزائمي، أدخلوني على مهل، يوميات ثورة 30 يونيو، عندما هزني وجعي، البكاء بين يدي الحفيدة، الأعمال الكاملة في جزئين، حروف الوطن، محاولات لا أعرف نهايتها، يكتب في دفتره، سيعود من بلد بعيد، رجفة المقامات، متى ينتهى، رجل مسكون بالزرقة، ملامح ظلى.
رأس محمد الشحات تحرير مجلة الموسيقي العربية التي كانت تصدرها دار الأوبرا المصرية لمهرجان الموسيقي العربية، رئاسة تحرير مجلة القراءة للجميع التي كانت تصدر عن دار الكتب ومن بعدها هيئة قصور الثقافة، رئاسة تحرير جريدة الكتاب التي تصدرها هيئة الكتاب مواكبة لمعرض القاهرة الدولي للكتاب منذ عام 1984 وحتى عام 2011.
سبق وفاز محمد الشحات بعدة جوائز؛ أهمها جائزة مصر للشباب عام 1978، مارس العمل الصحفي في العديد من الصحف والمجلات الأدبية فى مصر والوطن العربي، واستقر في دار أخبار اليوم، حيث يعمل في جريدة أخبار الرياضة، كما أنه كان أحد مؤسسي مجلة "مصرية" التي كانت تصدر في مصر أوائل السبعينيات.