بعد تصدره الأعلى مبيعًا.. ماذا يتناول كتاب "الكون والفساد" لــ أرسطو؟
إذا كنت مهتمًا بفلسفة الأخلاق والفلسفة السياسية، يمكنك قراءة كتاب "الكون والفساد" للفيلسوف اليوناني أرسطو طاليس، وترجمة المفكر أحمد لطفي السيد، وصدر مؤخرا عن المركز القومي للترجمة، وتصدر قائمة الأكثر مبيعا خلال شهر سبتمبر الماضي، حيث يتناول موضوع الفساد والأخلاق في الحكم والحكومة بشكل شامل ومفصل.
يعد "الكون والفساد" مصدرًا أساسيًا فى التعرف على خلاصة ما وصلت إليه "فلسفة الطبيعة" عند مختلف المدارس اليونانية، وعلى عادة "أرسطو" فى التأليف الفلسفى نراه يستعرض كل آراء السابقين عليه قبل أن يؤسس لوجهة نظره الخاصة؛ فهو فيلسوف يؤرخ للفلسفة، والفلسفة عنده لا تنفصل عن تاريخه.
كان لهذا الكتاب تأثير كبير على كبار فلاسفة المسلمين في العصر الوسيط، وترجم لأول مرة على يد "ابن رشد"؛ الذي لقَّبَه "دانتي" ﺑ"الشارح الأكبر لأرسطو"، وبعدها ترجم عن دور نشر أخرى.
الكون والفساد
في مقدمة الكتاب؛ استفاض "أرسطو" بشرح أصل الإغريق وظروف نشأتهم وحروبهم مدنهم وصدهم للفرس ومجد أثينا ثم الحروب البلوبونسية فيما بينهم وذكره للمدارس الفلسفية كإيليا وفيثاغورس وإصراره علي إظهار الإغريق بالرواد والمبتكرين لعلوم الفلسفة، وإن كان هناك دور للشرق، فهو أقل من أن يُحسب كإسهام في تشكيل هذه الفلسفة الرائدة، ثم يبدأ الكتاب بجزئية الكون والفساد، في نقض نظريات انكساجوراس وثوكيبس وديمقريطس وامبيدقل علي وجه الخصوص.
وفي الجزء الثاني من "الكون والفساد" يتفرغ أرسطو لعرض مذهبه الخاص ونقضه لسقراط في علة الأشياء الكائنة التي تحدث عنها ودونها افلاطون في محاورة أفيدون، ثم يسرد نظريته في الزمان والحركة والنقلة الدائرية وتوالد الوجود.
وبين صفحات كتاب "الكون والفساد" يحاول "أرسطوطاليس" تحليل أسباب الفساد وكيفية مواجهته والتغلب عليه، فضلا عن التعرف على دور الأخلاق في الحكم والحكومة وأهميتها، فهم مفهوم العدالة والمساواة في الحكم والحكومة وكيفية تحقيقها، وتوسيع المعرفة في فلسفة الأخلاق والفلسفة السياسية.
نبذة عن أرسطو
أَرِسْطُو (384 ق.م - 322 ق.م) أو أرسطوطاليس أو أرسطاطاليس الملقب بالمعلم الأول؛ فيلسوف يوناني وتلميذ أفلاطون ومعلم الإسكندر الأكبر، ويعد مؤسس مدرسة ليقيون ومدرسة الفلسفة المشائية والتقاليد الأرسطية، وواحد من عظماء المفكرين.
تغطي كتاباته مجالات عديدة، ومنها الفيزياء والميتافيزيقيا والشعر والمسرح والموسيقى والمنطق والبلاغة واللغويات والسياسة والحكومة والأخلاقيات وعلم الأحياء وعلم الحيوان، وكان لفلسفته تأثير فريد على كل شكل من أشكال المعرفة تقريبًا في الغرب، ولا يزال موضوعًا للنقاش الفلسفي المعاصر.