اغتيال نصر الله يكشف استراتيجيات إسرائيل الجديدة تجاه لبنان.. هل يتكرر سيناريو 2006؟
نشرت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية، تقريرًا أوضحت فيه أن عملية اغتيال الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، الجمعة الماضية، مختلفة تمامًا عما سبق.
وأشارت الصحيفة الأمريكية، إلى أن اغتيال نصر الله مختلف عن المواجهات السابقة بين إسرائيل و الحزب.
وأضافت الصحيفة: في حرب يوليو - تموز 2006 عندما اعتدت قوات الاحتلال الإسرائيلي على لبنان، ردت عليها قوات حزب الله، إلا أن هذه المرة مختلفة خاصة بعد عام من العدوان الإسرائيلي على غزة
حرب 2006 تكشف ثغرات جيش الاحتلال
وقالت الصحيفة إنه خلال الحرب بين حزب الله وجيش الاحتلال الإسرائيلي والتي دامت 34 يومًا، بداية من 12 يوليو 2006، عندما شن حزب الله غارة عبر الحدود وأسر جنديين، وانتهت الحرب بإعلان كل من الجانبين النصر، على الرغم من الخسائر الفادحة لإسرائيل، فقد قال رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي السابق وقتها إيهود أولمرت، في مقابلة مع صحيفة واشنطن بوست: "لم يكن الجيش الإسرائيلي مستعدًا لعملية برية شاملة".
وفي تقييم لاذع للحملة العسكرية الإسرائيلية، قالت لجنة وينوغراد التي عينتها الحكومة إن قرار خوض حرب 2006 كان متسرعًا والعملية كانت سيئة التخطيط.
وقالت اللجنة إن هناك ثغرات في الاستخبارات، و"فرصة خطيرة ضائعة" لتوجيه ضربة أثقل بكثير لحزب الله.
الاحتلال يستعد لغزو بري للبنان
وقالت الصحيفة، إن الاحتلال الإسرائيلي يستعد الآن لغزو بري محتمل آخر للبنان بعد اغتيال حسن نصر الله، فقد استعبت مؤسسة الاحتلال العسكرية والأمنية دروس الماضي وخاصة حرب 2006، فعلى مدى الأيام العشرة الماضية، استهدفت إسرائيل البنية التحتية اللوجستية والاتصالات لحزب الله وشلتها، وأخرجت مخازن الأسلحة الرئيسية وقضت على كبار قادتها، بما في ذلك اغتيال حسن نصر الله زعيم حزب الله.
وبحسب الصحيفة استطاع الاحتلال بعد سنوات من التحضير وجمع المعلومات الاستخباراتية والتدريبات العسكرية ووضع خطط المعركة الدقيقة ونظام الدفاع الجوي متعدد الطبقات من توجيه ضربة قاصمة للحزب.
وقال أولمرت لصحيفة “واشنطن بوست”، إن الهجوم البري على لبنان في الصراع الحالي ليس ضروريا، مع إعاقة حزب الله إلى الحد الذي قد يجعله يستسلم ويوافق على اتفاق وقف إطلاق النار الذي يصب في مصلحة إسرائيل.
وقال أولمرت عن أي عملية برية: “ستكون صعبة، وستكون دموية لجميع الأطراف”، فما زال لديهم المزيد من الأسلحة، والصواريخ ونحن لدينا القدرة والأسلحة التي يمكن أن تضاهيها، ولكن ما يزيد من المخاطر هو التنسيق الإقليمي بين الجماعات المدعومة من إيران في دول مثل العراق وسوريا واليمن، وهو التحالف الذي تعزز منذ عام 2006".
وقال أولمرت إن الصراع قد "يتوسع بسرعة" إلى حرب إقليمية شاملة مع إطلاق صواريخ أكثر دقة وأثقل وزنا على المدن الإسرائيلية.
تحذيرات من غزة إسرائيلي بري للبنان
ومن جانبها قالت ساريت زهافي، مؤسسة مركز ألما للأبحاث والتعليم، وهى مؤسسة تركز على التهديد الأمني على الحدود الشمالية لإسرائيل، إن جميع الإسرائيليين يكرهون العملية البرية في لبنان ليس فقط بسبب تجرب حرب 2006، ولكن بسبب كل السنوات التي قضتها إسرائيل في لبنان، منذ عام 1982.
وتابعت "لكن إذا لم يكن هناك خيار آخر، فيجب علينا القيام بغزو بري للبنان".
فيما قال عوديد عيلام، الضابط الكبير السابق في وكالة الاستخبارات الإسرائيلية “الموساد”، إن حرب 2006 كانت "لعبة مختلفة تمامًا" عن خطط المعركة المدروسة جيدًا والتي يتم طرحها اليوم، مشيرا إلى أن الطائرات الإسرائيلية تمكنت في بداية الهجوم الجوي من قصف 75 منصة لإطلاق الصواريخ بعيدة المدى في عملية استغرقت 34 دقيقة فقط، وهذه المنصات كانت تشكل نحو ثلثي قدرات حزب الله على إطلاق الصواريخ بعيدة المدى.
وتابع "لم تبدأ الحرب في التحول إلا بعد أن شنت إسرائيل هجومًا على الضاحية الجنوبية لبيروت، معقل حزب الله، وقد غير ذلك مسار الاشتباك فقد بدأنا في تدمير المباني من عشرين إلى ثلاثين طابقًا في ضربة واحدة وكان ذلك بمثابة موجة صدمة لحزب الله".
وقال عيلام "الاستخبارات الإسرائيلية اخترقت الأجزاء الأكثر حميمية في حزب الله، ونرى ذلك من خلال الاستهداف الدقيق لأعضاء حزب الله، على الرغم من أنهم تخلصوا من هواتفهم الخاصة وليس لديهم أي فكرة عن كيفية تمكن إسرائيل من القيام بذلك".
من جهته قال بول سالم، الخبير المقيم في بيروت في معهد الشرق الأوسط، إن حزب الله تعلم أيضًا دروسًا من حرب 2006، فسبق واعترف حسن نصر الله بالخطوات الخاطئة بعد نهاية الحرب، قائلًا إنه لم يكن ليوافق على استهداف الجنود الاسرائيليين وخطفهم لو كان يعرف مستوى الدمار الذي سيحدث.
وكشف سالم أنه على مدى السنوات الثماني عشرة التالية استطاع حزب الله وبدعم هائل من إيران من تعزيز منظومات الصواريخ والطائرات بدون طيار والأنفاق.