وزيرة البيئة: اتفاق باريس لن ينجح دون جدية التعامل مع الدعم والتمويل الكافيين
قالت الدكتورة ياسمين فؤاد، وزيرة البيئة، إن اجتماع ترويكا رؤوساء مؤتمر الأطراف للمناخ يهدف إلى التركيز على تعزيز التعاون الدولي بشكلٍ كبير والبيئة الدولية المواتية لتحفيز الطموح في الجولة التالية من المساهمات المحددة وطنيا، حيث يعد هذا الحدث رفيع المستوى من الأحداث المهمة التى تسهم فى دفع الزخم السياسي المطلوب؛ لتحقيق العمل والطموح في الجيل القادم من المساهمات المحددة وطنيا بحلول فبراير 2025، لافتةً إلى أن زيادة الطموح فى خطة المساهمات يجب أن يقابله زيادة فى التمويلات فبدون الدعم المطلوب للدول المتقدمة لتنفيذ مساهماتها المحددة وطنيًا، ستظل هذه الأهداف على الورق ولن تتحقق ولتحقيق هذه الاهداف لا بد للترويكا التركيز بشكل أكبر على التنفيذ والدفع نحو الدعم المطلوب لتنفيذ تلك المساهمات المحددة وطنيًا الحالية، والتي لا تزال بعيدة عن التحقيق.
جاء ذلك خلال مشاركة وزيرة البيئة فى اجتماع ترويكا رؤساء مؤتمر الأطراف للمناخ المقام تحت عنوان خارطة الطريق إلى الهدف 1.5: قيادة الجيل القادم من العمل المناخي والطموح" الذي تديره دول كل من دولة الإمارات العربية المتحدة بصفتها رئيس مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ الـ28 وجمهورية أذربيجان رئيس النسخة الـ29 من المؤتمر، ودولة البرازيل رئيس النسخة الـ ٣٠ من مؤتمر المناخ.
يتناول الحدث مناقشة مساهمات الدول المحددة وطنيا والفرص والتحديات المتعلقة بالتنفيذ، بالإضافة إلى مناقشة الدعم الذى يقدمه الشركاء لتقديم المساهمات المحددة وطنيا، ويقام ضمن فعاليات أسبوع المناخ المنعقد بالدورة الـ ٧٩ للجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك خلال الفترة من ٢٢ إلى ٢٩ سبتمبر الجاري، وقد ترأس الجلسة رئاسة مؤتمر المناخ COP28 وبحضور مختار بابايف وزير البيئة والثروات الطبيعية الأذربيجاني رئيس مؤتمر المناخ cop 29، والدكتور سلطان الجابر رئيس مؤتمر المناخ cop28، وسيمون ستيل رئيس اتفاقية الأطراف المعنية بتغير المناخ وسيلوين هارت المستشار الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، وعدد من وزراء البيئة بدول العالم أبرزهم فرنسا والبرازيل.
وأضافت فؤاد أن هناك بعض المبادئ التى لا بد من مراعاتها، ولا بد من تحقيق الهدف العالمى 1.5 درجة مئوية مع احترام المبادئ الرئيسية لاتفاقية المناخ واتفاق باريس، والتي تنص على المسئوليات المشتركة المتباينة الأعباء والإنصاف، لافتة أن الترويكا يمكن أن تتضمن أنشطتها كيفية تفعيل هذه المبادئ في تحديد مسار كل طرف نحو تحقيق هذا الهدف العالمي مُشيرةً إلى الارتباط بين الهدف الجمعى الكمى الجديد وتنفيذ المساهمات المحددة وطنيا، حيث لا بد من أن يراعى الهدف الجديد احتياجات البلدان النامية لتنفيذ مساهماتها المحددة وطنيًا الحالية والمستقبلية.
أوضحت وزيرة البيئة أن هناك صعوبات كبيرة لتحقيق المساهمات المحددة وطنيًا، نظرًا لعدم تلقى الدعم المطلوب لتنفيذها، حيث لا بد أن تكون الزيادة في الطموح واقعية وتتوقف على تحقيق المساهمات المحددة وطنيا الحالية، لافتةً إلى أن هناك العديد من البلدان النامية تواجه صعوبات مماثلة، بالتالي لا ينبغي لنا أن نستمر في الإصرار على زيادة الطموح، بل لا بد التركيز على كيفية تحقيق هذا الطموح.
تابعت موضحةً الجهود الكبيرة التى بذلتها الحكومة المصرية لتوفير الظروف الملائمة لتنفيذ هدفها الطموح للطاقة المتجددة المتمثل في الوصول إلى نسبة 42% من الطاقة المتجددة في مزيج الطاقة الكهربائية بحلول عام 2030، موضحةً قيام الدولة المصرية بإصدار تعريفة التغذية التي جذبت الاستثمار الخاص، بالإضافة إلى تنفيذ برنامج إصلاح ضخم لزيادة القدرة التنافسية للطاقة المتجددة، ونظام المزادات بهدف تعزيز الاستثمار في القطاع الخاص، وعلى الرغم من ذلك وبسبب الدعم المحدود، فإننا غير قادرين على إجراء التحديثات اللازمة للشبكة، بالإضافة إلى احتياجات أخرى.
مساهمات محددة وطنية جديدة محدثة وطموحة
أضافت أنه يجب أن يتم إعداد مساهمات محددة وطنية جديدة محدثة وطموحة بطريقة شاملة بالتشاور مع جميع الوزارات والجهات المعنية ذات الصلة، ولكن الوضع الحالي والصعوبات التي نواجهها ستجعل من الصعب تبنى أهداف أكثر طموحًا، نظرًا لمواجهتنا صعوبات في تحقيق الأهداف الحالية.
فى نهاية كلمتها، أكدت ياسمين فؤاد أن نجاح اتفاق باريس لن يتحقق ما لم يتم التعامل بجدية مع قضية الدعم والتمويل الكافي لتنفيذ المساهمات المحددة وطنيًا الحالية والمستقبلية؛ حتى نتمكن من تحويل الأهداف على الورق إلى عمل حقيقي على أرض الواقع، مُقدمة الشكر للترويكا على جهودها في خارطة الطريق إلى الهدف 1.5 درجة مئوية، آملة فى نجاح جهودها في تحقيق أهداف اتفاق باريس.
سيسلط اجتماع الترويكا الضوء على الجهود التي تبذلها الدول الأعضاء والشركاء، حيث يقوم بتقييم التقدم المحرز في تطوير وتقديم المساهمات المحددة وطنيا المتوافقة مع المهمة 1.5 الخاصة بالحفاظ الاحترار العالمى عند درجة 1.5 درجة مئوية، مضيفةً أنه سيتم البناء على الحوارات البناءة التى تمت على مدى الأشهر القليلة الماضية، وجلسات المجلس التي عقدتها ترويكا رؤساء مؤتمر الأطراف في مؤتمر كوبنهاجن الوزاري للمناخ، وحوار بيترسبيرج للمناخ، والمؤتمر الوزاري للعمل المناخي، والمؤتمر العالمي الخامس بشأن التآزر بين اتفاق باريس وأجندة 2030 للتنمية المستدامة.
جدير بالذكر أن أحدث تقرير تجميعي للمساهمات المحددة وطنيا أوضح أن الخطط المناخية الوطنية الحالية لا تزال غير كافية للحد من ارتفاع درجات الحرارة العالمية للحفاظ على 1.5 درجة مئوية وتحقيق أهداف اتفاق باريس، ولفت التقرير إلى أن التنفيذ الكامل للمساهمات المحددة وطنيا غير المشروطة من شأنه أن يضع العالم على المسار الصحيح للحد من ارتفاع درجات الحرارة إلى 2.9 درجة مئوية، مُشيرة إلى أن هناك حاجة إلى المزيد من العمل وزيادة وسائل التنفيذ لقيادة مسار الانبعاثات في العالم إلى الأسفل وتجنب أسوأ آثار لتغير المناخ، موضحةً أنه وفقًا لتقرير التقييم السادس الصادر عن الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ، فإن التحولات السريعة والبعيدة المدى عبر جميع القطاعات والأنظمة ضرورية لتحقيق تخفيضات عميقة ومستدامة في الانبعاثات وضمان مستقبل صالح للعيش المستدام للجميع.
وقامت دول الإمارات وأذربيجان والبرازيل بتشكيل تحالف أُطلق عليه "ترويكا رؤساء مؤتمرات الأطراف للمناخ"؛ بهدف وضع خارطة طريق للحد من الاحترار العالمى والعمل على الدفع باتجاه اتفاق دولي لإبقاء الاحترار العالمي عند حد 1،5 درجة مئوية، وهو هدف مناخي رئيسي تهدده انبعاثات الغازات الدفيئة حول العالم بشكل كبير.