رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الكنيسة البيزنطية تحتفل بذكرى البار خاريطون المعترف

 الكنيسة البيزنطية
الكنيسة البيزنطية

تحتفل الكنيسة البيزنطية بذكرى البار خاريطون المعترف، الذي ولد  في أيقونة من أعمال ليكاونية. وذاق ألوان العذاب لأجل المسيح في عهد الإمبراطور ديوكليسيانوس. 

لكنه بعد إطلاق الحريّة الدينيّة في الامبراطوريّة الرومانيّة من قبل الامبراطور قسطنطين الكبير سنة 313، ذهب إلى فلسطين، واسّس فيها ثلاثة اديرة: الأوّل في "فاران" (سنة 330)، والثاني في جوار اريحا (سنة 340)، والثالث في "تَقْوَع" في جوار بيت لحم. وقد أسلم نفسه البارة بيد خالقه سنة 350.

وبهذه المناسبة ألقت الكنيسة عظة احتفالية قالت خلالها: ها هي مشيئة الربّ الكاملة في حياتنا: على كلّ واحد منّا أن يكون قدّيسًا. فالقداسة هي أكبر هبة من الله لأنّنا خُلِقنا لهذه الغاية. والاستسلام بالنسبة إلى الذي يحبّ، هو أكثر من واجب، إنّه سرّ القداسة.

وقد ذكّرنا القدّيس فرنسيس بأنّ كلّ فردٍ منّا هو كما هو في عينيّ الله – لا أكثر ولا أقلّ. جميعنا مدعوّون لنصبح قدّيسين. لا شيء استثنائيًّا في هذه الدعوة. لقد خُلِقنا جميعًا على صورة الله لنحبّ وليحبّنا الآخرون. يرغب يسوع بحرارة في أن نكون كاملين: "إِنَّ مَشيئَةَ اللهِ إِنَّما هي تَقْديسُكم" ويفيض قلبه الأقدس برغبة كبيرة في رؤيتنا نتقدّم نحو القداسة.

علينا أن نجدّد كلّ يوم قرارنا في الترفّع بكلّ حماس، وكأنّنا في أوّل يوم من توبتنا، قائلين: "ساعِدْني، ربّي وإلهي، لتكون قراراتي في خدمتك، وأعطِني اليوم نعمة البدء، لأنّ ما فعلته إلى الآن لا يساوي شيئًا". لا نستطيع أن نتجدّد إذا لم نتواضع ونُقرَّ بما يجب تجديده فينا.

والتوبة في المسيحية تُعتبر عملية هامة من العودة إلى الله وطلب المغفرة عن الخطايا. وهي تعبر عن تغيير حقيقي في القلب والسلوك، وتتضمن عدة جوانب رئيسية:

الندم: الشعور بالأسف الحقيقي عن الأخطاء والذنوب التي ارتُكبت.

الاعتراف: الاعتراف بالخطايا أمام الله، وفي بعض التقاليد، الاعتراف بها أمام كاهن كجزء من سر الاعتراف.

التغيير: اتخاذ قرار بالابتعاد عن الخطايا والسعي للعيش بطريقة تتوافق مع تعاليم المسيح.

الإيمان بالمغفرة: الإيمان بأن الله رحيم ويغفر الخطايا لمن يتوب بصدق.

السعي للأفضل: الالتزام بالنمو الروحي من خلال الصلاة، الدراسة الكتابية، والمشاركة في الحياة الكنسية.

تُعتبر التوبة ضرورية للخلاص في الإيمان المسيحي، وهي تُظهر حب الله ورغبته في إعادة جميع الناس إليه.