سياسى لبنانى يكشف كواليس التصعيد بين حزب الله وإسرائيل
علق أحمد سمير الشمعة، الباحث السياسى اللبناني على التصعيد المستمر بين إسرائيل وحزب الله وقصف حيفا بأكثر من 150 صاروخ لأول مرة منذ الثامن من أكتوبر الماضي.
قال الشمعة لـ"الدستور"، لا شك أن الاعتداء الذي قام به العدو الإسرائيلي يوم الثلاثاء الماضي على لبنان وعلى بيئة حزب الله تحديدا بعد تفجير أجهزة الاتصال اللاسلكية "البيجر"، كان له وقع كبير على الواقع الأمني والداخلي لحزب الله، وأيضًا كان لهذا العمل الإجرامي الذي تم بعد عملية أمنية استخباراتية معقدة تأثير كبير على مجريات الصراع بين الحزب وإسرائيل.
وتابع "رغم قساوة الضربة التي تلقاها الحزب إذ أنها لم تحقق أهدافها وأهمها قتل العدد الأكبر من قادة الحزب الصف الأول وإرباك قيادة الحزب وقلب بيئته عليه وعلى قيادته، ففوجئت إسرائيل أن الضربة لم تزد الحزب وشبابه وقادته سوى إصرارا على المضي بمواجهتها ضمن عملية الإسناد التي أطلقها حزب الله من 7 أكتوبر العام الماضي وهذا ما أكد عليه الأمين العام للحزب حسن نصرالله بعد إطلالته يوم الأربعاء.
وأشار "الشمعة" إلى أن تطور ثاني حصل يوم الخميس الماضي، وهو أن العدو الإسرائيلي قام باستهداف مبنيين سكنيين في الضاحية الجنوبية لبيروت باستخدام طائرة الـ f35 المسلمة حديثا لإسرائيل نتج عن هذه الغارة 51 شهيدا من المدنيين وقائد قوات الرضوان مدير العمليات في حزب الله إبراهيم عقيل و10 من قادة النخبة كانوا متواجدين في الطابق السفلي لأحد المبنيين ضمن اجتماع أمني طارئ.
وأكد الشمعة أن هذا الخبر كان كالصاعقة على قيادة حزب الله وعلى بيئة ومناصرين حزب الله إذ أن الجميع كانوا يزالون تحت تأثير ضربة البيجر ولم يستفيقوا منها، وكان لهذه الضربة القاسية تأثير كبير على الشارع المناصر لخط حزب الله إذا أن الناس بدأت تسأل مستغربة ما يحدث داخل الحزب وأهم الأسئلة هو كيف للحزب أن يكون مخروقا" أمنيا" إلى هذا المستوى الغير مسبوق وهذا التساؤل مشروع فالحزب خسر في مدة زمنية لا تتجاوز الثلاثة أشهر اثنين من أهم القادة الأمنيين والعسكريين في الحزب، لافتا إلي أن الحزب بدأ بتحقيقات جدية وسرية لمعرفة ملابسات هذا الخرق ضمن عملية تطهير داخلية مهمة لضمان الاستمرار.
إسرائيل راهنت على قدرة حزب الله وعزيمته عقب اغتيال عقيل وقادة الرضوان
وتابع "راهن العدو الإسرائيلي هنا على أن اغتيال القائد إبراهيم عقيل وقادة الرضوان مباشرة بعد تفجير أجهزة الاتصال على أن قدرة الحزب وعزيمته على المواجهة قد تلاشت وأن الحزب دخل في حالة فوضى، ولكن كانت المفاجئة المهمة جدا، هنا أن الحزب قام بضرب العدو الصهيوني بثلاث رشقات صاروخية بصواريخ بعيدة المدى من طراز فادي1 وفادي 2 عوضا عن مئات المسيرات استهدف بها شمال شرق حيفا محققة لجميع أهدافها أهمها القاعدة العسكرية في مطار رامات ديفيد موقعا عشرات القتلى ومئات الجرحى ناشرا الرعب ضمن المستوطنين، وقالت هيئة البث الإسرائيلية أن نحو مليون شخص نزلوا إلى الملاجئ وقت الضربات الصاروخية.
حزب الله بعث رسالة لإسرائيل
وأوضح السياسي اللبناني أن حزب الله بعث برسالة إلى العدو الإسرائيلي بأن قدراته العسكرية حاضرة وجاهزة وأن الأعمال الإجرامية والاغتيالات الأمنية لن تنال من عزيمة المجاهدين على مواجهة هذا العدو الغاصب.
واختتم الشمعة تصريحاته قائلاً: "إذا نحن أمام مرحلة جديدة، خطيرة وحساسة جدا إذ بتنا على بعد أيام قليلة من المواجهة المباشرة وحرب مفتوحة لا يمكن التكهن بنتائجها الآن".