"البيزنطية" تحتفل بذكرى القدّيس إفستاثيوس وثيوبستي زوجته
تحتفل الكنيسة البيزنطية بذكرى القدّيس العظيم في الشهداء إفستاثيوس وثيوبستي زوجته وولديهما أغابيوس وثيوبستوس، واستشهد هؤلاء القديسون في روما على عهد الامبراطور ترايانوس (98-117) وقد ألقوا أوّلا للوحوش، فلمّا لم تصبهم باذى، زُجوا في تمثال كبير من النحاس محمّى بالنار فأسلموا الروح.
العظة الاحتفالية
وبهذه المناسبة القت الكنيسة عظة احتفالية قالت خلالها: أراد يسوع أن يضمّ إليه العالم أجمع ويقود إلى الله الآب جميع سكان الأرض... واللذين جاؤوا من الأمم وقد اغتنوا بإيمانهم به، استفادوا من كنز البشارة الإلهيّ، الواهب الخلاص للعالم. وبنقل هذه البشارة أصبحوا شركاء في ملكوت السماوات، ومواطني القديسين، وارثين الحقائق الفائقة .
لقد وعد يسوع المسيح بالشفاء وغفران خطايا القلوب المنكسرّة وإعادة النظر إلى العميان. فكيف لا يعمى أولئك الذين ينكرون من هو الإله الحق؟ كيف لا يفتقد قلبهم هذا النور الإلهيّ والروحيّ؟ إليهم أرسل الآب نور معرفة الله الحقيقيّة. لقد عرفوه لأنّ الإيمان جذبهم. وعلاوة على ذلك فقد عرفهم الله. وهؤلاء الذين كانوا أولاد الليل والظلمة قد أصبحوا "أبناء النور". فهم اليوم استناروا وأشرقت لهم "شمس البرّ" وظهر لهم "الكَوكَبُ الزَّاهِرُ في الصَّباح" .
غير أنّه ليس هنالك من تناقض بين ما أعلنّاه وما نطبّقه فيما يتمّ مع بني إسرائيل. فهم أيضًا اختبروا انسحاق القلب وكانوا مساكين وفقراء وذاقوا السجن وسكنتهم الظلمات... أمّا الرّب يسوع المسيح فإنّه قد أتى ليعلن عن الخيرات المتأتية من مجيئه لبني إسرائيل تحديدًا، قبل الأمم، وليُعلِنَ "سَنَةَ رِضاً عِندَ الرَّبّ" ويوم المكافأة.
إن سنة الرّضا، هي تلك السّنة التي صلب فيها يسوع المسيح عنّا أجمعين. لأننا إذ ذاك أصبحنا مرضيين لله الآب وأصبحنا نجني ثمار الخلاص بيسوع المسيح كما علمنا هو نفسه: " الحَقَّ الحَقَّ أَقولُ لَكم: إنَّ حَبَّةَ الحِنطَةِ الَّتي تَقَعُ في الأَرض إِن لَم تَمُتْ تَبقَ وَحدَها. وإذا ماتَت، أَخرَجَت ثَمَراً كثيراً" وقال أيضًا "أَنا إِذا رُفِعتُ مِنَ الأَرض جَذَبتُ إِلَيَّ النَّاسَ أَجمَعين" . في الحقيقة قام يسوع من بين الأموات في اليوم الثالث بعد أن داس بقدميّه قوّة الموت وقال لتلاميذه القديسين: " إِنِّي أُوليتُ كُلَّ سُلطانٍ في السَّماءِ والأَرض. فاذهَبوا وتَلمِذوا جَميعَ الأُمَم".