«البيزنطية» تحتفل بذكرى البار إفمانيوس الصانع العجائب
تحتفل الكنيسة البيزنطية بذكرى البار إفمانيوس الصانع العجائب أسقف غرتيني في كريت الذي استشهد حول القرن الثاني أو الثالث للمسيح.
عظة الكنيسة الاحتفالية في هذه المناسبة
وألقت الكنيسة عظة احتفالية قالت خلالها لقد أعطانا معلّمنا المسيح مثالًا لكلّ الفضائل وقُدوَةً للجنس البشرّي، وجعلنا ننهض من زلّتنا الماضية وذلك بِعَيش الحياة الفاضلة في جسده بالذات لقد أظهر لنا جميع أعماله الصالحة ومعها صعد إلى مكان قفر بعد العماد، وهنالك بدأ بالصوم معركةَ العقل، حين اقترب إبليس منه كما من إنسان عاديّ .
بطريقة انتصاره، لَقّننا المُعلّم حينئذٍ، نحن عديمي الجدوى، كيف علينا أن نقوم بالمعركة ضد أرواح الشرّ: بالتواضع والصوم والصلاة والرصانة واليقظة. لكنّه هو نفسه لم يكن بحاجة أبدًا إلى هذه الأشياء؛ لأنّه الإله وإله الآلهة، على مَن يقوم بنضال داخليّ أن يتحلّى في كلّ لحظة بالصّفات الأربعة التالية: التواضع والتنبّه الى أقصى حدّ، والنَقض والصلاة:
التواضع لأنّ المعركة تجعله يقاوم الشياطين المتكبّرة، ولكي يكون عونُ يسوع المسيح في متناوَل قلبه، "لأن الربّ يكره المتكبّرين".
التنبّه كي يحفظ قلبه دائمًا نقيًّا من كلّ فكر، حتى ولو بدا جيّدًا أمّا النقض فلكي يخاصم الشرّير على الفَور وبغضب حالما يراه آتيًا.
فقد قال صاحب المزامير: "إِلى اللهِ وَحدَه تَطمَئِنُّ نَفْسي ومِن عِندِه خَلاصي"، وأخيرًا الصلاة، لكي يهتف الى يسوع المسيح "بأنّات لا تُوصف"، فورًا بعد النقض. حينئذٍ، فإنّ الّذي يُحارب سوف يرى العدوّ يتشتّت حين يراه، كالغبار في الهواء أو كالدّخان الذي يضمحلّ بقدرة الاسم المحبوب، إسم يسوع.
فلتضع النفس إذن ثقتها في يسوع المسيح، ولتبتهل إليه ولا تخف أبدًا. لأنّها لا تقاوم وحدها، بل مع الملك الرهيب، يسوع المسيح، خالق جميع الكائنات، الملموسة وغير الملموسة، أي المنظورة وغير المنظورة.