بعد رفضه زيارة إسرائيل.. مصر تفتح لبلينكن طريقًا جديدًا للسلام بالشرق الأوسط
أثارت وزارة الخارجية الأمريكية حالة جدل كبرى بعد أن أعلنت عن زيارة وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن إلى الشرق الأوسط للمرة العاشرة غدًا الأربعاء من اندلاع الحرب الإسرائيلية على غزة ولكن تقتصر رحلته هذه المرة على زيارة مصر فقط، دون التوقف في إسرائيل مثل المرات السابقة.
من واشنطن إلى القاهرة: بلينكن يختار مصر شريكًا أساسيًا فى استراتيجيات الشرق الأوسط
وحسب شبكة "سي إن إن" الأمريكية، فإن بلينكن يتوجه إلى مصر فقط، وسط إحباط متزايد من قبل الإدارة الأمريكية في إمكانية التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار في غزة وتحرير المحتجزين قبل الانتخابات الرئاسية الأمريكية ومغادرة جو بايدن البيت الأبيض.
وأضافت أن زيارات بلينكن السابقة بالكامل لإسرائيل كان الهدف منها هو الضغط على حكومة رئيس وزراء الاحتلال المتطرف بنيامين نتنياهو من أجل إيقاف الحرب، ولكن نتنياهو كان دائمًا يرفض أي مقترحات أمريكية يمكن أن تؤدي في النهاية لوقف هذه الحرب.
وأشارت إلى أن زيارة بلينكن إلى مصر يبدو أنها ستركز على موضوعات أخرى بخلاف الحرب في غزة، حيث أعلنت الخارجية الأمريكية في بيان لها، أن بلينكن سيركز على العلاقات الثنائية بين مصر والولايات المتحدة، كما يشارك في افتتاح رئاسة الحوار الاستراتيجي لتعزيز العلافات الثنائية بين مصر والولايات المتحدة وتعميق التنمية الاقتصادية وزيادة التعاون الثقافي والتعليمي.
وأوضحت الشبكة الأمريكية، أنه بالرغم من أن مصر لاعب أساسي في هذه المفاوضات، فإنه من غير المرجح أن يركز بلينكن بشكل كبير على حرب غزة خلال زيارته، فلا يزال أي إطار زمني لاستئناف المفاوضات أمرًا بعيد المنال.
وتابعت أن بلينكن لن يزور إسرائيل خلال زيارته إلى مصر، بسبب ما حدث بعد زيارته الأخيرة، حيث اجتمع بلينكن في هذه الزيارة مع نتنياهو واتفقا سويًا على سد الفجوات بين إسرائيل وحركة حماس، ولكن بعد مغادرته اجتمع نتنياهو مع عائلات المحتجزين وأخبرهم أنه مُصر على موقفه من المفاوضات وعدم الانسحاب من الممرات الاستراتيجية في غزة، وهي التصريحات التي وصفتها الإدارة الأمريكية بأنها متطرفة وتخالف اتفاق نتنياهو وبلينكن.
بينما أكدت وكالة "أسوشيتيد برس" الأمريكية، أن بلينكن لن يزور إسرائيل بسبب تعنت نتنياهو وتصريحاته العلنية التي دائمًا ما تفسد أي تقدم يحرزه الوسطاء في مفاوضات الهدنة.
وأضافت أنه من المرجح أن تتركز زيارة بلينكن على العلاقات الثنائية بين مصر والولايات المتحدة، فضلًا عن العمل مع الوسطاء في مصر فقط من أجل صياغة مقترح جديد لإنهاء حرب غزة وتقديمه لإسرائيل وحركة حماس في أقرب وقت ممكن.
وتابعت أن النهج المختلف رحلة بلينكن المقبلة إلى الشرق الأوسط تأتي بعد أشهر من فشل محاولات الإدارة الأمريكية الضغط على إسرائيل لوقف هذه الحرب، كما أنها تتزامن مع تزايد المخاوف الأمريكية من اندلاع حرب شاملة بين إسرائيل وحزب الله على الحدود اللبنانية، حيث يمتلك حزب الله أقوى فصائل المقاومة المسلحة في الشرق الأوسط.